يُعد ارتفاع ضغط الدم أحد أهم الأعراض الصحية التي لا بُد من الالتفات إليها جيدًا من أجل تجنب أي مضاعفات خطيرة محتملة نتيجة الارتفاع المُفرط به في مستوى ضغط الدم ؛ غير أن ارتفاع الضغط قد يكون ناتجًا عن عدد كبير من الحالات المرضية المتعلقة بعدة أجزاء من الجسم ، وقد أشار متخصصي علم التحاليل الطبية إلى أنه يوجد مجموعة من الاختبارات الطبية التي يُمكن من خلالها التنبؤ بارتفاع مستوى ضغط الدم .
ارتفاع ضغط الدم
تتم الإشارة إلى ضغط الدم لدى المريض على أنه مرتفع في حالة تعرف باسم hypertension عندما يرتفع مستوى الضغط أكثر من 120/ 80 ، وتتمثل أعراض ارتفاع الضغط في الشعور بالام الرأس والصداع الشديد والدوار ، وارتفاع معدل نبضات القلب ، وقد تحدث الإصابة أيضًا بنزيف الأنف ، ويتم التعرف على مستوى ضغط الدم بشكل متعارف عليه عبر استخدام أجهزة قياس الضغط سواء القديمة منها المعتمدة على القياس الزئبقي أو الحديثة الرقمية .
مضاعفات ارتفاع ضغط الدم
من المؤسف أن مضاعفات ارتفاع ضغط الدم وخصوصًا المفاجأة منها خطيرة جدًا على الصحة وقد تودِي بحياة المريض إذا لم يتم متابعة الضغط طوال الوقت وعلاج سبب اضطراب مستوى الضغط ، ومن أشهر مضاعفات ومخاطر ارتفاع الضغط دون علاج ، ما يلي :
- السكتات الدماغية .
- أمراض القلب والسكتات القلبية والأزمات القلبية أيضًا .
- تلف وتدمير في خلايا الكلى .
- العمى .
وهذا يُفسر سبب إطلاق اسم “القاتل الصامت” على ضغط الدم المرتفع، ويوضح أيضًا ضرورة متابعة مستوى ضغط الدم مرتين على الأقل في الشهر للتنبؤ بأي ارتفاع في مستوى الضغط وتحديد سببه مُبكرًا قبل أن يتفاقم .
الكشف عن ارتفاع الضغط بالتحاليل الطبية
هناك مجموعة من الاختبارات التي يُمكن من خلالها معرفة أن ضغط الدم مرتفع واكتشاف سبب ارتفاع ضغط الدم أيضًا ، مثل :
اختبار البول
حيث أنه من خلال اختبار فحص البول الكامل وإجراء بعض الاختبارات الكيميائية على عينة البول وخصوصًا عينة البول الصباحية أيضًا يُساعد في معرفة هل العينة تحتوي على البروتين وخصوصًا الألبيومين (الزلال) أم لا ، وعند ظهور البروتين في البول ، يكون ذلك دليل إلى حد كبير على وجود مشاكل في وظائف الكلى تسببت في ارتفاع ضغط الدم .
كما أن الفحص الميكروسكوبي لعينة البول أيضًا قد يُشير إلى وجود بعض أنواع الخلايا الطلائية من نوع Renal epithelial cells التي تُشير إلى وجود مشكلة مرضية في نفرونات الكلى ، إلى جانب ظهور خلايا طلائية أخرى من نوع Transition epithelial cells أيضًا والتي قد تكون دليل على وجود اضطرابات في الجهاز البولي وما ينتج عن ذلك من ارتفاع في مستوى ضغط الدم .
فحص وظائف الكلى
كما أن وجود خلل في وظائف الكلى والتي يتم الكشف عنها عبر اختبار قياس نسبة البولينا ونسبة الكرياتينين وحمض اليوريك في الدم ومعدل الترشيح الكلوي من شأنها أن تُساعد في تحديد ومعرفة سبب اختبار ارتفاع الضغط .
قياس نسبة البوتاسيوم
البوتاسيوم هو أحد أهم الإلكتروليتات في الجسم وهو يعمل بشكل أساسي على تنظيم ضغط الدم إلى جانب بعض الإلكتروليتات الأخرى مثل الصوديوم وغيره وله دور في تنظيم عمل عضلة القلب ، غير أن اضطراب نسبة البوتاسيوم في الدم قد ينتج عنها بعض الأمراض التي تعتبر سبب ثانوي في ارتفاع ضغط الدم ومنها مرض كوشينج وغيره ، وبالتالي ؛ إذا أشارت الاختبارات الطبية الكيميائية إلى وجود ارتفاع أكثر من اللازم أو انخفاض عن المعدل الطبيعي في نسبة البوتاسيوم في الدم ؛ يُشير إلى وجود اضطراب في الضغط .
قياس نسبة الكالسيوم
يُعتبر ارتفاع نسبة الكالسيوم أكثر من المعدل الطبيعي في الدم سواء الكالسيوم الكلي أو الكالسيوم المتأين ؛ يُشير بشكل كبير إلى وجود ارتفاع في مستوى ضغط الدم لدى المريض .
اختبارات بعض الهرمونات
كما أن نسبة بعض الهرمونات في الدم قد تعكس الارتفاع في مستوى ضغط الدم ، ومنها هرمون الغدة جار الدرقية Parathyroid hormone التي تؤدي زيادته إلى زيادة نشاط ومستوى الكالسيوم في الدم ، والهرمون المنشط للغدة الدرقية أيضًا TSH وهرمون الثيروكسين T4 قد يؤدي وجود خلل بهما إلى التأثير على مستوى ضغط الدم .
اختبار الأيض الشامل
في بعض الأحيان ؛ وعندما يُصاب المريض بارتفاع في ضغط الدم ولم يتمكن الطبيب من تحديد السبب الرئيسي ، لذلك ؛ فهو قد يوجه المريض إلى إجراء اختبار الأيض الشام الذي يشمل 14 تحليلًا مختلفًا من شأنها أن تكشف عن وجود أي خلل في الجسم أدى إلى ارتفاع ضغط الدم .
اختبارات الدهون
ارتفاع نسبة الدهون في الدم وخصوصًا الكولستيرول الكلي والضار والدهون الثلاثية وانخفاض نسبة الكولستيرول الجيد عن المعدلات الطبيعية تؤدي إلى التأثير سلبيًا على القلب والشرايين ، وقد تكون سببًا رئيسيًا في ارتفاع مستوى ضغط الدم .
اختبار الكاتيكولامينات
حيث أن هذا الاختبار إلى جانب اختبار بعض الاختبارات الأخرى تُساعد في الكشف عن حالة مرضية تُعرف باسم ورم القواتم أو ورم الغدد الصماء pheochromocytoma والتي ينتج عنها حالات ارتفاع في مستوى ضغط الدم على أوقات متباعدة نوعُا ما .
اختبار troponin-T levels
وهو أحد الاختبارات المتعلقة بالكشف عن صحة القلب ، حيث أنه عبارة عن بروتين يتحكم في انقباض عضلة القلب ويؤدي إلى ويتم إفرازه في الدم بنسبة مرتفعة عندما يحدث تلف في خلايا القلب ، وقد أشارت دراسة علمية حديثة تم نشرها في عام 2015م في المجلة العلمية العالمية Circulation قد أكدت على أن الأشخاص الذين يُعانون من أمراض القلب لفترة زمنية تزيد عن الـ 12 سنة وترتفع لديهم مستويات هذا البروتين يكونوا أكثر عُرضة إلى الإصابة دائمًا بارتفاع مفرط في ضغط الدم .
وقد أشارت نتائج هذه الدراسة إلى أن ارتفاع نسبة بروتين التروبونين بما يتراوح بين 5 إلى 8 نانو جرام لكل ديسيلتر ارتفعت يكونوا عُرضة إلى الإصابة بارتفاع ضغط الدم بنسبة 13 % ، في حين أن ارتفاع نسبة البروتين بما يتراوح بين 9 إلى 13 نانو جرام لكل ديسيلتر ؛ يكونوا عُرضة أيضًا إلى ارتفاع مستوى ضغط الدم بنسبة 24 بالمائة .
في حين أن الأشخاص الذين قد ارتفعت لديهم نسبة بروتين التروبونين إلى أكثر من 13 نانو جرام لكل ديسيلتر ، تكون فرصة إصابتهم بارتفاع في ضغط الدم 40 % تقريبًا ، وهذا يُوضح بشكل قاطع إلى أنه كلما ارتفعت نسبة التروبونين في الدم كلما زادت فرص حدوث ارتفاع في مستوى ضغط الدم ؛ أي أن العلاقة بينهما طردية .
ونظرًا إلى أن الكثير من الأشخاص لا تظهر عليهم أعراض ارتفاع ضغط الدم إلا من خلال الشعور ببعض الدوار والصداع ولجوء المريض إلى استخدام العقاقير المُسكنة بدل من اللجوء إلى الفحص الطبي يُعد أحد أكبر أسباب خطورة ارتفاع ضغط الدم ، ولا سيما أن الأعراض الأكثر خطورة والتي تشير بالفعل إلى وجود ارتفاع في ضغط الدم لا تظهر إلى بعد أن تتفاقم الحالة المرضية إلى مرحلة تحتاج إلى العلاج الطبي ، وهذا يُوضح ضرورة الحرص على إجراء الفحص الطبي الشامل مرة واحدة كل شهر على الأقل لاكتشاف أي عوارض صحية ومعالجتها فورًا .