فيروس ماربورغ و يطلق عليه بالإنجليزية Marburg virus ،
هو عبارة عن حمى شديدة العدوى كما هو شأن فيروس كورونا و إيبولا و أيضا حمى لاسا ،
فما هي أعراض فيروس ماربورغ و كيف ينتقل وما سبل علاجه ؟
ما هو فيروس ماربورغ
حمى ماربورغ أو Marburg virus عبارة عن فيروس شديد العدوى ،
و الفيروس عبارة عن جزيئة تتألف من موروثات ،
فبعضها يتكون من دي إن إيه (DNA حمض نووي ريبوزي ناقص الأوكسجين ) وأخرى من آر إن إيه ( RNA وهو أيضا عبارة عن حمض نووي ) ،
تغلف هذه المورثات بطبقة بروتينية تحميها من التأثيرات الخارجية لمدة محدودة ، و تحمل هذه المورثات الصفات الجينية للفيروس .
كيفية الإصابة بفيروس ماربورغ
تتكاثر هذه الفيروسات عن طريق الكائنات الحية الأخرى ، فهي تتطفل على الكائن ،
بعد اختراقها للجسم تلتصق بالخلايا الحية بواسطة مستقبلات تتواجد في هذه الأخيرة ثم تقوم بحقنها بواسطة حمضها النووي ،
استجابة لهذه العملية تنتج الخلايا الآلاف من الفيروسات ،
تنفجر بعد موتها محررة بذلك تلك الفيروسات لتلصق بخلايا أخرى لتبدأ هذه الدورة من جديد .
اكتشاف فيروس ماربورغ لأول مرة
تم اكتشاف فيروس أو حمى ماربورغ لأول مرة سنة 1967 ،
خلال حادثة المختبر المتواجد بألمانيا تحديدا بمدينة MARBURG التي أصبح يحمل اسمها فيما بعد ،
ذلك عندما كان يقوم طاقم مختبر Behring بهذه المدينة بتجارب لإيجاد لقاح باستعمال خلايا عينة من نسيج كلية قرد من نوع cercopithecus aethiops .
خلال هذه العملية المعقدة أصيب 31 عامل بهذا المختبر بحمى وآلام جد قوية بالإضافة إلى وهن عام .
و بعد مرور ستة أيام بدأت تظهر علامات نزيف مختلفة، و في اليوم التالي توفي سبعة عناصر من هذه المجموعة ،
في نفس الأثناء أعلنت نفس الحوادث في كل من مختبرات francfort بألمانيا و بلغراد يوغسلافيا وكان العامل المشترك
بين هذه الحوادث أنها كانت تجري اختبارات على عينات من قرد cercopithecus aethiops جلب من أوغندا بإفريقيا كان مرجحا كونه حامل للفيروس .
ظهرت بعد ذلك عدة حالات وبائية لهذا المرض بالقارة الإفريقية مهد هذا الفيروس ، ذلك في كل من جنوب إفريقيا وكينيا ،
والكونغو الديمقراطية لكن هذا المرض بلغ ذروته ابتداء من 2004 إلى 2005 اشهد خلالها وباء ماربورغ انتشارا واسعا ،
حيث أدى إلى إصابة 374 حالة توفي منها 329 شخص ما يعني أنا هذا الفيروس كان مميت بنسبة 88 بالمئة .
ويرجح سبب تفشي هذه العدوى الخفافيش تعيش في هذه المناطق تحمل العدوى .
أعراض فيروس ماربورغ
تستمر حضانة هذا الفيروس من يومين إلى 21 يوم كما أوضحت منظمة الصحة العالمية (OMS) ،
بعد انتهاء هذه الفترة يبدأ ظهور الأعراض المميتة المرتبطة بفيروس ماربورغ تتوزع على عدة أيام و تختلف في حدتها :
- حمى وآلام:
تبدأ هذه الأعراض بالظهور خلال اليوم الأول حيث تتميز بارتفاع شديد في درجة الحرارة، يليه في اليوم الثاني تطور سريع إلى وهن عام.
- اسهال وغثيان وآلام شديدة بالبطن:
بعد مرور ثلاثة أيام يصيب المريض إسهال مصحوب بألم شديد و مغص ،
مع امكانية ظهور طفح جلدي غير مسبب للحكة كما هو الشأن بحادثة 1967 في كل من ألمانيا و صربيا ،
و تضاف لهذه الأعراض غثيان وقيء مع امكانية استمرار هذه الحالة لمدة أسبوع.
- ملامح الشبح:
يرجع تسمية هذه المرحلة بهذا الاسم لكون المصاب يصبح لديه ملامح الشبح و التي تتسم بعينين غائرتين ووجه غير معبر بالإضافة لعدم الحركة.
- نزيف حاد و متنوع :
:بعد خمسة أيام إلى سبعة أيام تبدأ أشد أعراض هذا الفيروس فتكا و الذي سمي بسببها الحمى النزفية
وهي عبارة عن نزيف متنوع يصيب عدة مناطق من الجسم . بحيث تتواجد آثار دموية في قيئ المريض و أيضا في برازه ،
و يبدأ ظهور نزيف على مستوى الأنف و اللثة كذلك أو على مستوى المهبل ، ومن الأمور الصادمة ظهور نزيف على مستوى نهاية الشرايين ،
يصطحب هذا النزيف ارتفاع شديد في الحرارة يؤدي إلى تلف الجهاز العصبي وهذا الأمر يسبب تهيج المريض و عدائيته .
هل فيروس ماربورغ مميت
كما سبق الذكر فيروس ماربورغ مميت بنسبة 88 بالمئة،
و تعد الوفاة أمرا حتميا بالنسبة لأغلب الحالات ،
بعد مرور 8 إلى 9 أيام من ظهور الحمى يلقا المريض حتفه بعد فقدانه كمية مهمة من الدماء و دخوله في حالة صدمة .
فيروس ماربورغ و إيبولا
- إيبولا
تعرضت البشرية عبر التاريخ لعدة أوبئة خلفها ذلك العدو الخفي المسمى بالفيروسات ،
و خلفت الآلاف من الموتى و أيضا ازمات اقتصادية و اجتماعية غيرت معالم العالم الجديد .
تعتبر إيبولا من أكثر الفيروسات فتكا بالإنسان ،
حيث تؤدي إلى الوفاة بنسبة 25 إلى خمسة و 90 بالمئة من الحالات المصابة.
ظهر هذا المرض لأول مرة سنة 1976
بقارة إفريقيا تحديدا بقرية تدعى باما بوكو بدولة الكونغو الديمقراطية قرب نهر إبولا ،
الذي حملت اسمه فيما بعد و كذلك بمنطقة معزولة بالسودان .
علاقة فيروس ماربورغ بإيبولا
ينتمي كل من فيروس ماربورغ و فيروس إبولا لنفس عائلة الفيروسات الخيطية النزفية (بالإنجليزية filovirus) ،
بحيث يتقاسمان نفس الأعراض و هي عبارة عن حمى و نزيف ،
كذلك يؤذيان للموت في أغلب الحالات ورغم هذا التشابه الكبير فإن العلماء يعتبرون الفيروسين مختلفين تماما من الجهة العلمية .
العلاج و الوقاية من فيروس ماربورغ
ينتقل هذا المرض من الملامسة المباشرة لدم أو براز المريض و كذلك اللعاب ، وتوصلت بعض الدراسات إلى أن انتشار العدوى يتم عن طريق الاتصال الجنسي
بعد أن يتماثل المريض بالشفاء وذلك بعد مرور بسبعة أيام .
بعد الاشتباه بحالة عدوى فيروس ماربورغ يجب اتباع عدة خطوات :
- أولها عزل المصاب ، ثم أخذ عينة من دمه مع اتباع خطوات الصحة و السلامة كارتداء قفزات و التخلص بشكل صحيح منها و من الادوات المستعملة في العملية .
- بعد ذلك يجب بعث العينة إلى مختبر متخصص بعلم الأوبئة ، لأن المختبرات العادية لا تتوفر على المعدات اللازمة مع إمكانية تفشي المرض عن طريقها .
بالنسبة للعلاج لا يوجد حاليا علاج أو لقاح ضد فيروس ماربورغ بل يجب في حالة الإصابة به نقل المريض فورا لوحدة العزل الصحي مع إبلاغ السلطات والجهات المعنية بعلم الأوبئة ،
حيث يتم تزويد المريض بالسوائل لمنع إصابته بالجفاف ، كما يعمل الأطباء على خفض الحرارة ما أمكن ، بالإضافة إلى مراقبة الضغط الدموي ،
لتجنب المضاعفات الخطيرة يتم إعطاء المريض مسكنات الألم القوية بالإضافة إلى مضادات القيء .