ما معنى الاستخارة
تسمى صلاة الاستخارة حيث يطلب الفرد فيها الخيرة في أمر يحتاج فيه أن يوفقه الله لما فيه الخير له سواء في ذلك كان في الحياة الدنيا أو في دينه ، ويشرع أداؤها لمن يمر بأمر يشغله و طريقة الاستخارة الصحيحة أن يصلي ركعتين بالفاتحة مع ما يحفظ ويتيسر له من القرآن ثم يدعوا بدعاء الاستخارة ، و الحكمة من مشروعية صلاة الاستخارة هي تعلم التسليم والتفويض لله عز وجل.
دعاء الاستخارة الصحيح
مصدر المعرفة الشرعية هو القرآن الكريم والسنة ومن خلال السنة وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم نجد دعاء الاستخاره الصحيح كما ورد عن النبي وهو:
((إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الفَرِيضَةِ، ثُمَّ لِيَقُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ العَظِيمِ ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلاَ أَقْدِرُ ، وَتَعْلَمُ وَلاَ أَعْلَمُ ، وَأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي – أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ – فَاقْدُرْهُ لِي ، وَيَسِّرْهُ لِي ، ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ ، وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي – أَوْ قَالَ فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ – فَاصْرِفْهُ عَنِّي، وَاصْرِفْنِي عَنْهُ، وَاقْدُرْ لِي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ أَرْضِنِي به ).
مشروعية صلاة الاستخارة
مشروعية صلاة الاستخارة جاءت من سنة النبي صلى الله عليه حيث ورد ذلك في حديث أخرجه البخاري و الترمذي و غيرهما وفيه دعاء الاستخارة .
أما عن مشروعية الدعاء من القرآن ، فقال الله تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر:60]، وقال تعالى: ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ [الأعراف:55]، وقال تعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ [البقرة:186]، وقال تعالى: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ [النمل:62]
كيفية صلاة الاستخارة
معلوم أنه لا استخارة في الأمور المحرمة والمكروهة فهي لا تحتاج استخارة ويجب على المسلم تركها في الحال.
أما كيفية صلاة الاستخارة فممكن أن يدعو المصلى قبل السلام من الركعة الثانية ويقول مسميا حاجته التي يستخير فيها الله.
وقت صلاة الاستخارة
- صلاة الاستخارة هي ركعتان يصليهما المسلم من غير صلاة الفريضة على أن لا تصلى في أوقات الكراهية ومن المعلوم أن أوقات الكراهية هي من بعد صلاة العصر إلى صلاة المغرب ، وبعد صلاة الصبح إلى طلوع الشمس.
- يستثنى من أوقات الكراهة أن يكون الأمر طارئ لا يقبل معه التأجيل إلى الأوقات المستحبة.
كيف تعرف نتائج صلاة الاستخارة
تتم صلاة الاستخارة عن طريق صلاة ركعتين في غير أوقات الكراهة وتختم الصلاة بالدعاء أما معرفة نتائجها فأحيانا يصعب على المرء أن يجد أجابة على سؤال متى يقدم الانسان على فعل أو يحجم عنه بعد الاستخارة ، والامر ليس كما يظنه البعض أن هناك علامات بعد الاستخارة و أنها تظهر في رؤية أو حدث واضح وأن كان لا مشكلة إن كانت هناك رؤية أو حدث معين لكن على الأغلب أن ما يحدث ليس ذلك.
ولا يشترط ان يكون نتيجة صلاة الاستخارة وقتية وحالية إنما يدعوا المؤمن، وهو موقن بالاجابة ويمضي في طريقه ، وما عزم عليه فإن كان فيما استخار خيرا ستسير الأمور وتكتمل ، و إن كان شرا فستتوقف وتتعثر واليقين هنا لا يتوقف عند بداية الحدث فقد تسير الأمور بعد الاستخارة حتى الوصول إلى نقطة معينة ولا تكتمل فالخير هنا هو ما حدث بالفعل وما تم حتى لحظة التوقف ولحظة التوقف ذاتها خير والعكس فربما تتعثر الامور في البداية فهذا لا يعني كونها شر ، ربما تتيسر لاحقا والخير يكن فيما تيسر.
وللتوضيح أكثر ربما تكن الاستخارة في أمر سفر مثلا وتوجد في هذا الشأن قصص عن الاستخارة وفي المثال الخاص بالسفر الأمور في البداية قد تسير بيسر وسهولة حتى لحظة السفر ويتوقف الامر هنا قبل السفر مباشرة ، و يكن على المسلم أن يعرف أن المحصلة هي عين الخير أي تعثر السفر هو ما كان خير له وعلى العكس إذا كانت البداية بعد الاستخارة صعوبة في السفر ، وتوقف مستمر ثم فجأة تنفك العقدة ويتيسر الامر فإن الشر هنا لم يكن في السفر كما قد يظن الشخص بسبب تعثر البدايات وإنما هي إرادة الله أن تكن الاستجابة وتحقق الأمر بهذه الطريقة .
لذا يجب على المسلم ألا يقيس الأمور وخاصة في الأستخارة بمقاييس بشرية قاصرة محدودة ونظرة ضيقة وانما عليه الرضا والعزم واستكمال ما بدأ حتى الوصول لنقطة التوقف التي ليس بعدها أي جديد.
ويجب عليه السير في طريقه آخذا بالأسباب ماضيا فيما بدأ وعزم عليه ، و راجيا الخير من الله فيما لا يعلم وتارك على الله نتيجة صلاة الاستخارة .
صفة صلاة الاستخارة
- يتوجب على المسلم الذي يريد أن يصلي صلاة الاستخارة أن يعرف كيف نصلي الاستخارة أولا يجب أن يتوضأ كما هو وضوء الصلوات الخمس المفروضة ويحسن الوضوء.
- ثم ينوي الصلاة قبل أن يبدأ يصح أن تكون النية بالقلب.
- يصلي ركعتين ويحسن فيهما ويقرأ ما تيسر له من القرآن ، ولا يشترط سور معينة.
- قبل أن يختم يدعوا دعاء الاستخارة الذي سبق وأوردناه في الأعلى ، ولا مانع الأن من أن يؤجل الدعاء إلى ما بعد التسليم وانتهاء الصلاة.
- قبل الدعاء يستحب الثناء على الله سبحانه وتعالى والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، وأفضل صيغ الصلاة على النبي هي الصلاة بالصيغة الإبراهيمية.
- ثم يقول دعاء الاستخارة كما ورد عن النبي.
- هنا يقول في وسط هذا الدعاء محددا غرضه وطلبه من الله فيقول مثلا إن كان قاصدا سفر ويريد أن يعرف ويستقر في أمره اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ العَظِيمِ ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلاَ أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلاَ أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ ( وهو السفر مثلا) خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي – أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ – فَاقْدُرْهُ لِي، وَيَسِّرْهُ لِي ، ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ ، وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ(وهو السفر ) شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي – أَوْ قَالَ فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ – فَاصْرِفْهُ عَنِّي، وَاصْرِفْنِي عَنْهُ، وَاقْدُرْ لِي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ أَرْضِنِي به )
- ثم يختتم المرء دعاؤه بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مرة أخرى في نهاية الدعاء ، هذا إن كان لم يسلم بعد فيسلم وينهي الصلاة ، أما لو كان دعاؤه بعد الصلاة فلا شئ عليه بعد الانتهاء من الدعاء.