تعد البطة المطاطية الشهيرة، التي تتميز بلونها الأصفر الجاذب،
من أبرز ألعاب ووسائل تسلية الأطفال الصغار في أوقات الاستحمام،
إلا أن تلك البراءة التي تحيط بهذه اللعبة الصغيرة تخبئ خلفها على ما يبدو مخاطر متعددة تحيط بصحة الطفل،
لذا نكشف عنها الآن للتحذير.
البطة المطاطية والأطفال
لا يمكن إنكار مدى التسلية التي يحصل عليها الأطفال الصغار عند تواجد البطة المطاطية معهم في المغطس
أثناء دقائق الاستحمام الطويلة، حيث يعد ذلك من وسائل تشتيت الأطفال الذين لا يحبون فترات الاستحمام المملة،
إلا أن ذلك يجب ألا يدفعنا لتجاهل مخاطر أخرى تحيط بهم بخلاف الملل،
حيث يتبين أن تدفق المياه من تلك اللعبة الصفراء والذي يبدو ممتعا للأطفال لا يؤدي إلا لأزمات شديدة الخطورة على صحتهم، فما هو السر؟
يؤكد خبراء الصحة دائما أن الأجواء الدافئة والرطبة داخل الحمامات تعتبر بمثابة بيئة مثالية لنمو شتى أنواع الجراثيم والبكتيريا،
ما يبدو وأن البطة المطاطية ليست مستثناة من ذلك، إذ تصاب الأجزاء الداخلية منها بتراكم الفطريات والجراثيم بمرور الوقت،
لتخرج إلى المياه بلا تردد مع قيام الطفل بعصرها، الأمر الذي أثبته الباحثون عبر إجراء دراسات توصلت إلى ما هو أخطر من ذلك بالصور!
مكونات البطة المطاطية المرعبة
لم يكن يتخيل العلماء مع شق البطة المطاطية المستخدمة لأسابيع متتالية، أن يفاجؤوا بما وجدوه،
حيث توصل الباحثون من جامعتي إلينوي بالولايات المتحدة وزيورخ بسويسرا إلى أن الأجزاء الداخلية من تلك اللعبة المطاطية الصغيرة،
تحتوي على ما يتراوح بين 5 مليون إلى 75 مليون خلية فطرية وبكتيرية، ما يكشف عن مدى خطورة تلك الألعاب على صحة الأطفال.
يرى الخبراء والباحثون أن تواجد البطة المطاطية طوال الوقت في أجواء الحمامات المحفزة على نمو البكتيريا ليس السبب وحده،
بل يمكن إلقاء اللوم أيضا على المواد البلاستيكية التي تصنع منها تلك اللعبة صفراء اللون،
حيث تبدو خاماتها ضعيفة الجودة في أغلب الأحوال، لذا فهي تسرب دون تردد مواد عضوية مضرة بالصحة.
يتحدث فريدريك هامس، وهو أحد الخبراء وراء دراسة تأثير البطة المطاطية على صحة الأطفال، قائلا: «من الوارد أحيانا أن يؤدي تعرض الأطفال الصغار للملوثات إلى تقوية المناعة الخاصة بهم، إلا أنه أمر غير مضمون العواقب، في ظل إمكانية تأثيرها بالسلب على العين والأذن وكذلك على الجهاز الهضمي».
يرى الباحثون أن وقاية الطفل من مخاطر اللعبة المطاطية في ظل الاستفادة منها كوسيلة تسلية قد تبدو ممكنة، عبر سد الثقب الخاص بتلك اللعبة الصغيرة فور شرائها، إلا أن ذلك الإجراء وإن قلل من مخاطرها فإنه لا يقضي عليها بشكل تام، وفقا لفريدريك هامس، ما يتطلب في كل الأحوال الاستغناء عن تلك اللعبة التي وإن بدت شديدة البراءة فإنها تحمل الخطر لصحة أطفالنا.