يعد الشعور بالجوع من العلامات الدالة على عمل التمثيل الغذائي والجسم بالشكل المطلوب، إلا أن عدم تناول الطعام إلا عند الإحساس بالجوع الشديد لا يعتبر كذلك من العادات المطلوبة،

نظرا لأن هناك بعض الأمور المترتبة شديدة السلبية على الصحة، والتي تفسر لنا لماذا علينا ألا ننتظر لنأكل حتى سيطرة الجوع على العقل.

الإفراط في تناول الطعام

يعد الإفراط في تناول الطعام أحد أبرز الأسباب وراء ضرورة عدم الانتظار حتى نشعر بالجوع قبل الحصول على الوجبات اليومية،

حيث يتسبب تجاوز الوجبات في رغبة الإنسان في تعويض الأمر عبر تناول المزيد من الأكلات،

فيما يحتاج الجسم للعناصر الغذائية كل 3 أو 4 ساعات من أجل تحسين التمثيل الغذائي والحصول على الطاقة،

لذا فتجويع النفس لا يمكنه إلا أن يتسبب في هبوط مستويات السكر في الدم بدرجة تحفز من تناول الأطعمة وخاصة تلك المحتوية على السكريات.

عدم فقدان الوزن

يرتبط الجوع في أذهان الكثيرين بفقدان الوزن، حيث يظن البعض أن تجويع النفس سيساهم في التخسيس ونجاح حمية إنقاص وزن الجسم،

إلا أن الأزمة تكمن في أمرين، أولهما أن الالتزام بتلك الطريقة يعتبر شديد الصعوبة، والثاني أن الجسم نفسه يدرك أنه سيحرم من الطعام لفترات طويلة،

لذا يحرص في كل مرة يحصل فيها على الطعام، على تخزين الدهون وحرق القليل من السعرات الحرارية.

صعوبة انتقاء الأكلات المفيدة

يتسبب الحرمان من الطعام لفترات طويلة، في زيادة الرغبة في تناول الأكلات غير المفيدة صحيا،

حيث يفتقد فيها الجسم للسكريات في الأساس، لذا يلجأ للأكلات المحلاة، علما بأن ذلك لا يمكنه أن يفيد الجسم صحيا ولا نفسيا.

ارتباك الإحساس بالجوع

لا يؤدي تجويع النفس إلا لارتباك المخ فيما يخص التعامل مع الهرمونات المسؤولة عن الإحساس بالجوع،

فبينما يعمل هرمون الجريلين على تحفيز الشهية، ويساهم اللبتين في قمع الإحساس بالجوع، فإن اعتياد نمط غذائي خاطئ يتمثل في تجويع النفس

قد يؤدي لعدم القدرة على التعامل بالصورة الأمثل مع هرمونات الشهية المذكورة،

لذا نلاحظ هؤلاء ممن اعتادوا تناول وجبة واحدة يومية على سبيل المثال،

حيث لا يشعرون بوجود أي أزمات على مدار اليوم، إلا أن النتيجة غالبا ما تتمثل في المشكلات الصحية التي سبق أن ذكرناها.

الجوع مضر بالصحة

تعد المعاناة من إحساس الجوع لفترات طويلة، من الأمور المضرة صحيا، سواء فيما يخص الصحة العضوية أو النفسية،

وهو ما تظهر أعراضه أحيانا في صورة دوخة وضعف وصعوبة في التركيز، وربما صداع رأس وغثيان وعدم قدرة على النوم بالشكل الصحيح.

بشكل عام، ينصح خبراء التغذية بمعرفة نوع الجوع الذي يسيطر عليك، من أجل تحديد إمكانية تناول الطعام من عدمه،

حيث يوجد الجوع الجسدي، وهو الذي نشعر به في العادة عندما تخلو المعدة من الطعام، وهو الأمر الطبيعي الذي يفضل عدم الانتظار قبل حدوثه رغم ذلك،

فيما يوجد الجوع النفسي الذي ينتج عن الرغبة في الإحساس بالسعادة عبر تناول الطعام المتخم بالسكريات،

ما ينصح بعدم الاستسلام له حتى لا يضر بالصحة.

لا يمكنك دائمًا التعرف على الجوع

هرمونات تؤثر على تنظيم الجوع: الجريلين ، الذي يحفز الشهية ؛ واللبتين الذي يقمعها.

عندما لا تأكل لفترة من الوقت ، يرتفع مستوى الجريلين. وبعد تناول الطعام ، يخبر اللبتين جسمك أنه ممتلئ.

مقياس الجوع ليس دقيقًا دائمًا. في بعض الأحيان ، وخاصة بعد اتباع نظام غذائي شاق ،

لا يستطيع الناس سماع ما يحاول أجسادهم إخبارهم به.

يتعلم الدماغ تخفيف الجوع وفقًا لأسلوب حياة الفرد. لذلك يمكن للأشخاص الذين يأكلون دائمًا مرة واحدة يوميًا

ممارسة أعمالهم دون الشعور بأي رغبة شديدة. لا يجعل تناول وجبة واحدة يوميًا أمرًا طبيعيًا.