يدرك الكثيرون تأثير جودة العلاقة بين الأبوين على الصحة النفسية ومستقبل الأطفال الدراسي والاجتماعي،
إلا أن العلماء أثبتوا ذلك الآن بصورة أكثر وضوحا، عبر الإشارة إلى تأثير علاقة الأبوين القوية على فرص نجاح الطفل.
نجاح الطفل وعلاقة الأبوين
يرى البعض أن علاقة الحب بين الأبوين تميل إلى الفتور بعد الإنجاب، حيث تلتفت الأم إلى رعاية الطفل، فيما ينشغل الأب بالعمل لتأمين حياة أفضل للأسرة، رغم أن التوقيت الأمثل لتقوية العلاقة بين الزوجين هو الذي يعقب الإنجاب، من أجل سعادة ونجاح الأطفال.
يؤكد العلماء والباحثين من جامعة ميشيجان، وفقا لدراسة أمريكية حديثة، أن قوة ومتانة علاقة الحب بين الزوجين، تؤثر بشكل مباشر على كيفية قيام الطفل باتخاذ قرارة حياته المصيرية مع مرور السنوات، حيث يبدو أنه كلما زادت مشاعر الحب بين الأبوين، كلما زادت فرص نجاح الطفل في حياته لاحقا.
يرى الباحثون من خلال تلك الدراسة المنطقية، أنه من الملاحظ أن الأطفال الذين ولدوا لأباء وأمهات سعداء في العلاقة الزوجين، يستمروا في الحياة الدراسية لأبعد وقت ممكن، فيما يتزوجوا وينجبوا في الوقت المناسب فيما بعد، نتيجة تأثر الطفل إيجابيا بما عايشه من علاقة صحية بين الأبوين.
الأبوين يرسما المستقبل
يعقب ويليام أكسين، وهو الباحث والمسؤول عن الدراسة الأخيرة قائلا: “لا تؤثر مدى متانة وقوة العلاقة الزوجين بين الأبوين على حياة الطفل في الصغر فقط، بل يمكننا أن نؤكد على أن الأبوين يقوما برسم مستقبل الطفل بما يشمل من قدراته على اتخاذ القرارات ونجاحاته العملية، من خلال شكل العلاقة الزوجية”.
اعتمد العلماء من جامعة ميشيجان بالولايات المتحدة الأمريكية، على توجيه أسئلة للمتزوجين، في مقدمتها الاستفسار عن مدى حب كل طرف للطرف الآخر في العلاقة الزوجية، وهل الإجابة هي جدا أم نوعا ما أم قليلا أم لا، قبل أن يقوم الباحثون بتتبع مسيرة الحياة الدراسية للأطفال في السنوات التالية. وجد الباحثون أن الآباء التي كانت إجابتهم تنحصر بين جدا وبين نوعا ما، هم الذين تمكن أطفالهم من الوصول إلى مستويات لائقة دراسيا، قبل أن يجدوا العمل المناسب ويتزوجوا فيما بعد، ما يكشف عن التأثير المباشر والخاص بعلاقة الأبوين على مدى نجاح الطفل في حياته الحالية والمستقبلية أيضا.