يعتقد الكثيرون أن الانشغال طوال الوقت في العمل يعني بالضرورة التأثير بكفاءة وتحقيق الأهداف المطلوبة،

إلا أن العلم يكشف دوما عن عدم دقة هذا الاعتقاد، حيث يتبين أن الانشغال لا يعني الفاعلية، وأن الفاعلية قد لا تتطلب الانشغال،

ما نوضحه أكثر عبر علامات تساعدنا على تحديد الفارق بين الشخص المؤثر والفعال والشخص المشغول طوال الوقت.

المهام

يحرص الشخص الذي يحب الظهور بصفته مشغولا طوال الوقت، على إخبار الجميع بأنه يملك مهمة ما عليه إنجازها،

فيما نجد أن الشخص الفعال والمؤثر على الجانب الآخر يملك مهمة عامة يسير بها طوال حياته، لذا لا تستدعي الانشغال طوال الوقت.

الأولويات

تبدو التفرقة أكثر سهولة عند النظر إلى كم الأولويات لدى كل شخص، حيث نجد أن الشخص المشغول

أو المدعي لذلك يملك الكثير والكثير من الأمور التي يطلق عليها لفظ الأولويات، فيما نلاحظ أن الشخص المؤثر

لا يملك إلا 3 أولويات على الأكثر، ما يزيد من فرص نجاحه.

النتائج

ينصب تركيز الشخص المنشغل دوما على النتائج، فيما يركز الشخص المؤثر على الأفعال التي تؤدي إلى النتائج،

علما بأن الشخص المنشغل يتحدث دوما عن مدى انشغاله وانهماكه في العمل، بعكس الشخص الفعال الذي يترك النتائج في النهاية هي التي تتحدث بدلا منه.

الوقت

بالحديث عن الوقت المتاح، فإن الشخص المشغول لا يجد أزمة في التحدث عن قلة الوقت المتاح لديه على مدار اليوم، فيما نجد أن الشخص المؤثر قادر على تنظيم وقته دون الاعتماد على حجج واهية، لذا فهو يملك الفرصة من أجل إعطاء الوقت للأولويات البسيطة التي سبق وأن حددها بنفسه.

الهدف

يبدو من المؤكد أن الشخص الفعال والمؤثر يركز على هدف واحد فقط، من أجل اكتشاف طرق الوصول إليه ومن ثم تحقيقه بمرور الوقت،

على عكس الشخص المشغول والذي يبدو قادرا على تعدد المهام المتمثل في القيام بأكثر من مهمة في وقت واحد، ما يأتي إما على حساب النتائج أو الراحة النفسية.

الردود

من الوارد أن تكتشف الشخص المنشغل والمؤثر من خلال طريقة الرد على الرسائل، حيث يميل المشغول إلى الرد السريع دون تفكير،

فيما يلاحظ أن الشخص الفعال يجد الوقت المناسب لإعطاء الرد المناسب،

لذا يلاحظ أن ردود الشخص الأول أغلبها بكلمة نعم للتعبير عن الموافقة دوما، فيما يحتاج الشخص الثاني للتفكير مطولا قبل إعطاء الوعود.

التغيير

إن كان الشخص المشغول يتحدث دوما عن احتمالية التغيير في المستقبل القريب أو البعيد، فإن الفاعلية لدى الشخص المؤثر تدفعه إلى عدم التحدث بل إلى القيام بهذا التغيير بنفسه، ليكشف ذلك عن فارق جديد بين الشخص المشغول والشخص الفعال.

في الختام، هي بعض من العلامات التي تفرق بين الشخص المؤثر والشخص المشغول في العمل وخارجه، لتكشف لنا عن ضرورة الحرص على أن نكون أكثر فاعلية في حياتنا العملية والاجتماعية دون ادعاء الانشغال بلا هدف واضح.