إذا نظرنا إلى الرضاعة الطبيعية كجزء من الرحلة الإنجابية، فمن الطبيعي أن نفترض أن جميع أحداث تلك الرحلة مرتبطة ببعضها البعض؛
فصحة حمل الأم تؤثر على تجربة الولادة، التي تؤثر بدورها
على تجربة الرضاعة الطبيعية خاصة في الأسابيع القليلة الأولى بعد الولادة.
لذلك من المهم أن تثقف الأمهات أنفسهن بكل ما يخص الحمل بجميع مراحله قبل الولادة.
لحسن الحظ تستطيع الكثيرات منهن مناقشة خطة الولادة وما يمكن توقعه في المستشفى مسبقاً،
للحصول على تجربة ولادة مريحة وبداية مُرضية وناجحة للرضاعة الطبيعية.
في السنوات الأخيرة، لاحظنا زيادة في إقبال الأمهات المرضعات على ضخ حليب الثدي، ونود في هذا المقال
توضيح الممارسة الصحيحة ومتى يكون من المناسب للأم أن تضخ، ومتى لا يكون ذلك ضرورياً.
تتلقى غالبية الأمهات اللاتي اتخذن قراراً بالرضاعة الطبيعية نصيحة من قبل العاملين الصحيين في المستشفى ببدء الضخ منذ اليوم الأول بغض النظر عن حاجة الأم ورضيعها لذلك، مما قد يسبب بعض الصعوبات.
إحدى هذه الصعوبات الناتجة عن هذا الضخ غير المبرر هو الزيادة في إدرار الثدي للحليب بما يفوق حاجة الرضيع مما يؤدي إلى تحجر ثدي الأم مرات متكررة بشكل أكبر من الوضع الطبيعي، إضافة إلى ما تسببه هذه الطريقة من إحساس وهمي لدى الأم بقلة حليبها.
الضخ ممارسة يجب استخدامها بشكل صحيح ولأسباب محددة، ولا تحتاج جميع الأمهات إليه.
دخول الأم في دوامة الضخ من غير حاجة وبغير وعي كافٍ قد يشتت انتباهها ويخرجها من نمط الممارسة الصحيح للرضاعة الطبيعية
ليدخلها في متاهة الرضاعة الصناعية وما يرافقها من ملل وإعداد للزجاجات واللهايات.
الرضاعة الطبيعية هي عملية طبيعية غريزية تحدث بين الأم والطفل.
إن غريزة المص المتكرر للطفل هي منبه للجهاز العصبي لدى الأم للتواصل مع الدماغ وإفراز الهرمونات التي تندفع إلى الثدي لإنتاج الحليب.
حيث يمكن لجسم الأم أن يحسب كميات الحليب التي يحتاجها الطفل من عدد المرات التي يرضعها.
أما الرضاعة الصناعية فهي مجرد بودرة وماء وتحدد كمياتها من قبل مصانع الحليب
التي قد عجزت إلى يومنا هذا عن إنتاج كمية مناسبة لخصائص جسم الطفل حديث الولادة.
نمط الرضاعة الطبيعية يختلف تماماً عن نمط الرضاعة الصناعية، فهو مبني على تلك الغريزة التي أودعها الله في المولود وعلاقته بثدي أمه، فتكون أفضل نصيحة تسمعها الأم المرضعة هي: “الرضاعة عند الطلب”.
للأسف، إن نصيحة ممارسي الصحة في المستشفيات بالضخ في أول الأيام بعد الولادة تكسر حلقة الوصل بين المولود وأمه، فهي تعيق تعرف أحدهما على الآخر، إضافة إلى أنها تسبب انخفاض في ثقة الأم في قدرتها على إنتاج الحليب
وقدرة رضيعها على المص الغريزي، وهنا تظهر صعوبات أخرى تعيق استمرار الرضاعة الطبيعية مثل ارتباك الحلمة أو رفض الطفل للثدي
وضعف ثقة الأم في قدرتها على رعاية مولودها.
- أما الحالات التي تتطلب الضخ من قبل الأم فتشمل:
- العلاج في المستشفيات.
- توفيرالحليب لطفل مريض أوخديج.
- الحفاظ على إمداد الحليب،وتخفيف آلام الثدي عند دخول الأم إلى المستشفى.
- الفصل المنتظم بين الأم وطفلها كذهاب الأم إلى العمل يومياً أو سفرها عن الطفل بشكل متكرر.
- ابتعاد الأمعن طفلها لسبب عَرضيّ.