يقع القلب بمنتصف الصدر فيما بين الرئتين بالتحديد وله وظيفة هامة ورئيسية بالنسبة لباقي أعضاء الجسم وعملياته الحيوية حيث يمثل مضخة تعمل على ضخ الدم إلى باقي أعضاء الجسم و أنحائه و يساعده على أداء تلك المهمة الرئتين لكي يتمكن من الدم من الوصول إلى الجانب الأيمن من القلب ومن ثم ضخه مرة ثاني باتجاه الرئتين لكي يتم تشبعه بالأوكسجين ومن ثم يرجع ثانية من الرئتين إلى الاتجاه الأيسر من القلب لكي يعيد الضخ إلى الجم ثانية ويظل الأمر على ذلك المنوال، ومن هنا يتبين مدى ما يحتله القلب من أهمية للجسم وأن أي مشكلة صحية قد تصيبه لها بالغ الأثر على صحة الإنسان ومن بين تلك المشكلات التي قد تصيبه هي رفة القلب، ولذلك نوضح فيما يلي أعراض الإصابة بها، أسبابها، وطرق علاجها الطبيعية والدوائية.
اسباب رفة القلب
تعرف رفة القلب بالرفرفة الأذينية (Atrial flutter) وهي حالة من حالات اضطراب النظم القلبي ينتج عن نشأة مضادات غير طبيعية كهربائية من الأذين يكون لها سرعة كبيرة تلك المضادات الكهربائية يتم نقلها إلى البطينات وهو ما يتسبب في زيادة معدل ضربات القلب بما قد تصل به عدد الضربات إلى ما يقرب من مائة خمسون نبضة في الدقيقة الواحدة، إلى جانب الشعور بالخفقان والرفة للمصاب وهو ما يلحقه احتمال الإصابة بمضاعفات كثيرة إن لم يتم التعرف على سبب رفة القلب وعلاجه.
في الواقع يصعب تحديد السبب وراء الإصابة برفة القلب في بعض الأحيان إلا أنه يوجد بعض العوامل غالباً ما تكون هي السبب وراء رفة القلب والتي تم إرجاعها إلى حدوث الإصابة بأحد أمراص القلب ومشكلاته ومنها الآتي:
- الخضوع إلى أحد جراحات وعمليات القلب المفتوح.
- مشاكل واضطرابات صمامات القلب خاصة تلك التي تصيب الشريان التاجي.
- الإصابة بتضخم في عضلة أو حجرة القلب.
- اعتلال وظائف القلب وعضلته.
- نقص التروية والذي يقصد به انخفاض تدفق الدم وضعف وصوله إلى القلب وهو ما ينتج عن تصلب الشرايين، أو الإصابة بمرض القلب التاجي.
- تخثر الدم والإصابة بالجلطات.
كذلك هناك أسباب أخرى قد تنتج عنها رفة القلب تتعلق بأمور تؤثر على كفاءة القلب وصحته ومنها التالي:
- التناول المفرط للمنبهات مثل الكافيين والأمفيتامين (Amphetamines)، أدوية الرشح والكوكايين (Cocaine)، كما قد تنتج رفة القلب عن تناول المشروبات الكحولية.
- فرط نشاط الغدة الدرقية وزيادة ما تقوم بإفرازه من هرمونات.
- المشكلة الصحية المعروفة بالانصمام الرئوي حيث تظهر بها خثرة دموية بالرئتين.
- داء الانسداد المزمن الرئوي وهو ما ينتج عنه الإصابة بمشكلة نقص كمية الأكسجين بالدم.
اعراض رفة القلب
هناك بعض الأعراض التي ما إن شعر المريض بها فإنها تدل على الإصابة برفة القلب والتي يمكن أن نذكر بعضاً منها فيما يلي:
- الإصابة بضيق التنفس.
- التعرض للإغماء أو الإصابة بالدوار.
- انخفاض ضغط الدم، والشعور بزيادة في خفقان القلب.
- الإعياء والإرهاق.
- الشعور بالضيق والألم في منطقة الصدر.
- وفي حالة الإصابة برفة القلب فهناك احتمال لإصابة المريض بذبحة صدريةن كما أنها تصيب من هو مصاب بمرض القلب التاجي.
مضاعفات رفة القلب
هناك بعض الأحيان تكون بها رفة القلب بمثابة إنذار لاقتراب مشكلة صحية تخص القلب وتهدد صحة صاحبه ومن قبيل المضاعفات المحتمل الإصابة بها نتيجة رفة القلب ما يلي:
- انخفاض معدل ضفط الدم.
- الإصابة بالجلطة الدماغية.
- الإصابة باعتلال عضلة القلب.
- سرعة ضربات القلب والتي يترتب عليها ضعف العديد من وظائف الأعضاء الرئيسية بالجسم مثل الدماغ، والقلب وهو ما ينتج عن اضطراب ضخ الدم في باقي أجزاء الجسم.
- المعاناة من الرجفان الأذيني المزمن (Chronic atrial fibrillation).
- الإصابة بمرض الانصمام الخثاري
رفة القلب بدون ألم
قد يكون المريض مصاباً برفة القلب وهو على غير دراية بذلك ولكن من خلال التشخيص الطبي يمكن التعرف عليها واكتشاف الإصابة بها وهو ما يحدث غالباً حينما تتجاوز ضربات القلب المائة نبضة بالدقيقة الواحدة حيث يبدأ الطبيب في اتباع بعض الاستراتيجيات للتأكد من الإصابة بها والتي تعرف كذلك بالرفرفة الأذينية ومن قبيل تلك الاستراتيجيات في التشخيص نعرض التالي:
- دراسات فيزيولوجيا كهربائية (Electrophysiology) والتي تعد واحدة من أبرز الطرق التي يمكن أن تشخص تلك الحالة المرضية أكثر من غيرها، والتي تتمثل في القيام بتسجيل معدل ضربات القلب بواسطة أقطاب كهربائية تهدف إلى مراقبة نظم القلب وكيفية عمله.
- تخطيط صدى القلب (Electrophysiology): من خلال ذلك الاختبار يمكن الحصول على صور للقلب عن طريق الأمواج فوق الصوتية، فضلاً عن إمكانية قياس تدفق الدم بالقلب والأوعية الدموية.
- القيام باختبار مخطط للقلب كهربي (Electrocardiograms): يعمل على تسجيل نمط القلب الكهربي.
- البحث في التاريخ العائلي للمصاب والتاريخ الشخصي المرضي له فيما يتعلق بإصابته بأحد الأمراض التي تؤثر على صحة القلب أو مشكلات الاضطراب النفسي كالقلق، وارتفاع ضغط القلب.
علاج رفة القلب بالأدوية
هناك الكثير من الحلول والاختيارات العلاجية الدوائية التي يمكن أن تعمل على الحد من تلك المشكلة يمكن اللجوء إليها في حالة الإصابة برفة القلب ولكن لابد أن يتم ذلك تحت إشراف الطبيب المختص وسوف نعرض بعضاً منها فيما يلي:
- الأدوية المضادة للتخثر (Anticoagulants): وذلك في الحالات التي يكون بها تخثر الدم هو السبب في الإصابة برفة القلب ومن تلك الأدوية الوارافاين (Warfarin) والذي يعمل بشكل رئيسي على الحد من مخاطر تكون الخثرات الدموية الضارة على القلب والأوعية الدموية.
- الأدوية المضادة لاضطراب النظم المختلفة: فليكاينيد (Flecainide)، وبروبافينون (Propafenone)،سوتالول (Sotalol)، وأميودارون (بالإنجليزية: Amiodarone)، يتم إعطاء تلك الأدوية غالباً لمنع حدوث الرفرفة الأذينيّة عقب استخدام مزيل الرجفان (Defibrillation).
- حاصرات مستقبلات بيتا (Beta-blockers): منها ميتوبرولول (Metoprolol)، أو بروبرانولول (Propranolol) حيث تعمل تلك الأدوية على إبطاء التوصيل الكهربائي خلال العقدة الأذينية البطينية، والحد من حاجة القلب إلى لأكسجين.
- دوفيتيليد (Dofetilide): وهو من مُضادّات اضطراب النُّظم، يتم إعطاء جرعاته الأولى في المُستشفى، مع ضرورة متابعة نُظم القلب ومراقبتها.
- حاصرات قنوات الكالسيوم (Calcium channel blockers):ومن أمثلتها ديلتيازيم (Diltiazem)، والفيراباميل (Verapamil)، إذ تعمل تلك الأدوية على إبطاء سرعة نبضات القلب.
- دواء الديجوكسين (Digoxin): يعمل ذلك الدواء على إبطاء سرعة القلب عن طريق تقليل موصلية النبضات الكهربائية في العقدة الأذينية البطينية، والعقدة الجيبية الأذينية.
علاج رفة القلب بالأعشاب
هناك بعض الطرق الغير دوائية يمكن الاعتماد عليها في علاج رفة القلب تعمل على التقليل من حدة عمل عضلة القلب منها الأعشاب الطبيعية وسوف نوضح ذلك بشكل تفصيلي فيما يلي:
- الناردين الطبي: تمتلك تلك العشبة الكثير من الخصائص العلاجية الفعالة في علاج القلب والحد من عدم انتظام خفقانه وكذلك الإصابة برفة القلب، وهو ام أشار إليه المركز الطبي بجامعة الماريلاند حيث تم استخدام الناردين الطبي منذ العصور القديمة لعلاج ما يصيب القلب من مشكلات صحية وغيرها من المشكلات التي يترتب عنها الإصابة بخفقان القلب كالقلق والاكتئاب حيث تعمل على استرخاء الجهاز العصبي وخفض ضغط الدم.
- الزعرور: يعمل على خفض معدل ضربات القلب وتهدئة خفقانه وقد تم استخدامها في علاج أمراض القلب منذ القدم كما يقوم بالحفاظ على الدورة الدموية بالجسم.