تتعدد الفوائد الصحية التي يمكن الحصول عليها عبر الأحماض الدهنية المعروفة باسم أوميجا 3،
سواء بالنسبة للأصحاء أو لمن يعانون أزمات صحية في القلب على سبيل المثال،
حيث تتواجد تلك الأحماض في الكثير من الأكلات البحرية وغيرها من الأطعمة الأخرى، كما نكشف الآن عبر تلك السطور.
مصادر أوميجا 3
تبدو أحماض أوميجا 3 منتشرة في الكثير من الأكلات البحرية،
حيث يمكن الحصول عليها عبر أسماك الماكريل التي تقدم ما يزيد عن 4000 مللي جرام من خلال الطبق الواحد منها،
شأنها شأن أسماك السلمون التي توفر نفس الكمية تقريبا.
كذلك يمكن استخلاص ما يقترب من 1000 مللي جرام من تلك الأحماض الدهنية عبر طبق واحد من أسماك الرنجة،
فيما تقدم أسماك السردين نحو 2205 مللي جرام ويوفر المحار ما يزيد عن 300 مللي جرام من الأوميجا أيضا.
يرى الخبراء أن بعض الاكلات البحرية الأخرى مثل الكافيار والأنشوجة لها دو هم أيضا في دعم الجسم بالأوميجا 3،
حيث يوفر الطبق الواحد منها نحو 1000 مللي جرام تقريبا، علما بأن زيت كبد الحوت له دور مهم أيضا في دعم الجسم بتلك الأحماض.
يمكن الحصول على الأحماض الدهنية أوميجا 3 عبر أكلات أخرى مثل الجوز وفول الصويا،
علاوة على اللحوم والبيض ومنتجات الألبان والخضروات كالسبانخ،
وهي الأكلات المفيدة دون شك ولكن دون القدرة على توفير نفس الكميات التي يمكن حصدها عبر الأكلات البحرية.
فوائد أوميجا 3
تبدو فوائد الأحماض الدهنية أوميجا 3 شديدة التنوع، حيث تعمل في البداية على الوقاية من أكثر الأزمات الصحية تسببا في الوفاة حول العالم،
والمتمثلة في النوبات القلبية والسكتات، ما يحدث عند تقليل مستويات ضغط الدم إلى الحد الطبيعي،
مع رفع مستويات الكوليسترول الجيد مقابل تخفيض الكوليسترول الضار،
علاوة على منع الدم من التجلط. تساعد أحماض أوميجا 3 الدهنية على تحسين حالة المخ لدى الرضع،
حيث ينصح النساء الحوامل بالحصول عليه من أجل ضمان زيادة مستويات الذكاء وتطوير المهارات الاجتماعية
ومهارات التواصل لدى الأطفال الصغار مقابل تقليل فرص بعض المشكلات السلوكية أو التأخر في التعليم،
علما بأن أحماض الأوميجا تساهم أيضا في تقليل مخاطر المعاناة من الشلل الدماغي والتوحد واضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط.
أشهر الاحماض الدهنية
تزداد أهمية عناصر أوميجا 3 بالنظر إلى دورها المميز في تحسين الحالة النفسية لمن يحصل عليها،
فبينما يعد الاكتئاب المصحوب بمشاعر القلق والتوتر من أكثر الأمراض الشائعة في العصر الحديث،
فإن تلك الأحماض الدهنية تعتبر قادرة على مكافحة تلك الأزمات النفسية المرتبطة بالحزن وعدم القدرة على الاستمتاع بالحياة،
كما تساهم في ضبط المزاج لدى مرضى مشكلات الفصام واضطراب ثنائي القطب.
من بين فوائد أوميجا 3 نجد كذلك قدرتها على تقليل مخاطر إصابة العين بالمشكلات،
إذ يعد حمض الدوكوساهيكسانويك الذي يشكل أحد أنواع أحماض أوميجا من ضمن مكونات شبكية العين،
لذا يأتي دعم الجسم بتلك الأحماض ليكون وسيلة وقاية للعين من مخاطر التعرض للتنكس البقعي،
الذي يعد أحد أخطر الأمراض التي تصيب العين وتؤدي أحيانا إلى فقدان النظر.
لا يمكن تجاهل دور أحماض أوميجا 3 في مقاومة بعض الأزمات الصحية المرتبطة بالتقدم في العمر،
حيث تعمل على تقليل فرص الإصابة بأحد أكبر أزمات العقل التي تصيب البشر في سن الشيخوخة،
وهو مرض ألزهايمر، الأمر الذي يزيد من أهمية الحصول على تلك الأحماض مع التقدم في السن.
تشير بعض الدراسات إلى أن دور أوميجا 3 الوقائي من الأمراض، قد يصل إلى تقليل مخاطر المعاناة
من الأمراض السرطانية، حيث تنخفض نسبة الإصابة بمرض سرطان القولون بنسبة 55% لدى مستخدمي الأوميجا بانتظام،
كما تبدو فرص المعاناة من سرطان البروستاتا لدى الرجال وسرطان الثدي لدى النساء أقل عند اللجوء لتلك الأحماض بصفة مستمرة.
كذلك تبدو أحماض أوميجا 3 الدهنية مفيدة في حالات أخرى، حين تحسن من حالة المفاصل والعظام،
وتقلل من نسب الدهون على الكبد، علاوة على أنها تكافح الالتهابات وتقلل من مخاطر معاناة الأطفال من الربو،
وتساهم في تحسين شكل الجلد وتضمن تحسين جودة النوم.
أضرار أوميجا 3
تكمن أغلب أضرار أحماض أوميجا 3 في الإفراط في الحصول عليها، حيث يمكن للمبالغة
في الحصول على تلك الأحماض الدهنية أن تتسبب في المعاناة من مشكلات تقليدية بالمعدة، مثل الانتفاخ والغثيان والإسهال.
تصبح الأمور أكثر خطورة عندما يؤدي الإفراط في الحصول على تلك الأحماض إلى زيادة مخاطر المعاناة من نزيف الدم،
الأمر الذي يبدو مؤثرا على من يتناول الأدوية العلاجية المقاومة للتخثر، ليزيد ذلك من فرص المعاناة من السكتات.
يرتبط الإفراط في تناول أحماض الأوميجا 3 باحتمالية الإصابة بأنواع التسمم الفيتاميني،
والتي يوجد من بينها تسمم فيتامين أ الذي قد يؤدي لتلف الكبد، وتسمم فيتامين د المعروف بدوره في إصابة الكلى بالتلف.
من الوارد أن يؤثر تناول الأوميجا 3 الزائد عن الحد في حالة مرضى داء السكري وضغط الدم،
حيث يتسبب حينها في رفع نسب السكر وتخفيض مستويات الضغط لدرجات مبالغة.
في الختام، تتنوع الفوائد الصحية التي يمكن حصدها عبر أحماض أوميجا 3 الدهنية،
إلا أنه يحذر من الإفراط في تناولها حتى لا تؤثر بالسلب على الصحة.