زيارة بيت الله الحرام من أهم الأماني التي يحلم بها جميع المسلمين في أنحاء العالم، فهو مكان العمر الذي تتجمع فيه كل الناس من مختلف البلاد، للتوجه إلى الله ونيل رضاه، وتقبيل الحجر الأسود المُشَرف، والصلاة بالمسجد الحرام، ونيل الجزاء، وقد وضع الله عز وجل بعض الشروط، لكي يتمكن الشخص من الحج ويكون مقبول منه، تعرف على أهم التفاصيل من خلال موقع عالمك.
معلومات عن بيت الله الحرام
لقد سمى الله عز وجل الكعبة “البيت الحرام” في قرآنه الكريم، حيثُ قال: “جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَاماً لِلنَّاس”، كما أضاف تعظيم لنفسه على لسان سيدنا إبراهيم عليه السلام، وذلك في قوله: “رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّم”.
يُعتبر أول بيت أُنشأ للناس، حيثُ يقول الله سبحانه وتعالى في سورة آل عمران:” إنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وَضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ”.
وهو اتجاه جميع المسلمين في حجهم، حيث أمر الله عباده المسلمين بحج البيت الحرام، فقال تعالى: “وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً”
الكعبة هي القبلة الأولى للمسلمين في صلاتهم، فقد قال البراء بن عازب:
لما قَدِمَ النَّبيُ صلى الله عليه وسلم المدينةَ صلِّى نَحوَ بيتِ المقدسِ سِتةَ عَشرَ شهراً أو سبعةَ عَشرَ شهراً، وكان يحبُ أنْ يُوَجِّهِ إلى الكَعبةِ، فأنزل اللّه تعالى آياته: ﴿قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ) “.
من ذهب إلى البيت الحرام حاج أو معتمر، عاد مثل الطفل الرضيع خالي من الذنوب والمعاصي، عن أبي هريرة، عن الرسول صلى الله عليه وسلّم أنه قال:” من أتى هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه”.
لقد حافظ المسجد الحرام وكذلك الكعبة وحماهم من هجوم أصحاب الفيل الذين كانوا يقودهم أبرهة الحبشي، فقال الله في القرآن الكريم: “أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ”.
اقرأ أيضاً المزيد زيارة بيت الله الحرام ومن الآتي: أهم المعلومات حول صلاة أهل الأعذار
سبب تسمية بيت الله الحرام
لقد سمّى الله سبحانه تعالى الكعبة في القرآن بالبيت الحرام، ووضح ذلك في قوله: “جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَاماً لِلنَّاسِ”، ويعود السبب في ذلك إلى بعض الأقوال الممثلة في التالي:
- لعظمة هذا المكانوحُرمته، حيثُ حُرم فيه القتال والصيد.
- لأن عندما قام سيدنا إبراهيم عليه السلام بوضع الحجر الأسود في الكعبة أثناء بنائها، أضاء من كافة الجهات، فحرمه المولى عز وجل حتى انتهى نوره.
- عندما هبط نبي الله آدم عليه السلام إلى الأرض كان يملكه الخوف على نفسه من زلة الشيطان ووسوسته، فاستعاذ منه بالله.
- فأرسل الرحمن إليه ملائكة، وعملوا على حف مكة من كافة جوانبها، وظلوا عند الحرم يحرسونه، فصار بينه وبين الملائكة حرم.
- لأن عندما خاطب الله -تعالى- السماوات والأرض قائلاً: “ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ”، ردت عليه الإجابة أرض الحرم فقط، لذلك حرمها الله.
- لأن الله عز وجل قام بتحريمها إلى يوم القيامة، حيثُ يحرُم فيها القتال، أو القرب من صيد، أو قطع شجرة، وذلك لما جاء عن الرسول صلى الله عليه:
“إنَّ هذا البَلَدَ حَرَّمَهُ اللَّهُ يَومَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ والأرْضَ، فَهو حَرَامٌ بحُرْمَةِ اللَّهِ إلى يَومِ القِيَامَةِ، وإنَّه لَمْ يَحِلَّ القِتَالُ فيه لأحَدٍ قَبْلِي، ولَمْ يَحِلَّ لي إلَّا سَاعَةً مِن نَهَارٍ، فَهو حَرَامٌ بحُرْمَةِ اللَّهِ إلى يَومِ القِيَامَةِ، لا يُعْضَدُ شَوْكُهُ، ولَا يُنَفَّرُ صَيْدُهُ، ولَا يَلْتَقِطُ لُقَطَتَهُ إلَّا مَن عَرَّفَهَا، ولَا يُخْتَلَى خَلَاهُ فَقالَ العَبَّاسُ: يا رَسولَ اللَّهِ، إلَّا الإذْخِرَ فإنَّه لِقَيْنِهِمْ ولِبُيُوتِهِمْ، قالَ: إلَّا الإذْخِرَ”.
آداب زيارة بيت الله الحرام
يُوجد بعض الآداب التي يُستحب للمسلم القيام بها عند زيارة بيت الله الحرام، ومنها:
الدُخول إلى هذا البيت من باب بني شيبة
نبدأ بقول عند دُخول البيت : “بسم الله، وبالله، ومن الله، وفي سبيل الله، وعلى ملة رسول الله”، وعند اقترابه من البيت يقول: “الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى اللهم صل على محمد عبدك ورسولك وعلى إبراهيم خليلك وعلى جميع أنبيائك ورسلك”، بعد ذلك يرفع الشخص يديه، ويقوم بدعوة الله عز وجل.
- الذهاب باتجاه الحجر الأسود.
- تقبيل الحجر الأسود ولمسه باليد اليمين، فإن لم يتمكن الشخص من لمسه وتقبيله، فيُشير إليه وهو مقابل له.
- الولوج إليه بالرجل اليُمنى.
- قول دُعاء دخول المسجد عند الولوج إلى البيت الحرام.
- عدم تناول أي أطعمة تُطي للفم رائحة كريهة مثل: البصل والثوم.
- الاهتمام بفعل أعمال الخير، حيثُ يتم مُضاعفة الحسنات.
- عدم مُزاحمة الناس واستخدام العنف للدخول.
- عندما يخرج الشخص من البيت يقول: “اللهم إني أسألُك من فضلك”، أو “اللهم اغفر لي، وافتح لي أبواب فضلك”.
قد يهمك الاطلاع على المزيد زيارة بيت الله الحرام ومن المعلومات عبر: أهم المعلومات حول تحية المسجد الحرام
أهم الفضائل في بيت الله الحرام
يوجد فضائل متعددة واردة في بيت الله الحرام، وهي كالتالي:
- أهم المساجد الثلاثة الذي يقوم المسلم بشد الرحال اليها، حيثُ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إلَّا إلى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: المَسْجِدِ الحَرَامِ، ومَسْجِدِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ومَسْجِدِ الأقْصَى”.
- أعطاه الله سبحانه وتعالى اسم بالمسجد الحرام؛ فهو أعظم البيوت.
- أفضل مكانٌ للسجود، وطاعة لله الرحيم.
- يُعتبر دار الأمن والسلام.
- أحب الأماكن إلى الله ورسوله.
- جعل الله عز وجل البيت الحرام ومكان لقيام الناس وهداية لهم، ولقد ورد ذلك في عدة آيات، حيثُ يقول سبحانه وتعالى:
“إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ* فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ”.
- مجيء الناس من جميع البلاد حول العالم إليه بكل خُضوع، وخُشوع، ويُسيطر عليهم التذلُل في ظاهرهم وباطنهم لنيل مغفرة الله، ومُعظمين له ولحُرمته.
- تعدّ الصلاة فيه أفضل بكثير من مائة أفضل صلاة في المساجد الأخرى لقول النبيّ صلوات الله عليه وسلم:” وصلاةٌ في المسجدِ الحرامِ أفضلُ من مئةِ ألفِ صلاةٍ فيما سواهُ”.
تابع قراءة المزيد زيارة بيت الله الحرام وحول: مشاهير اعتنقوا الإسلام
معنى حج بيت الله الحرام
الحج في اللغة يُقصد به: القصد، بينما في الاصطلاح الشرعيّ: هو التوجه إلى الكعبة لعمل أفعال خاصة ومهمة ليُنظف نفسه من الذنوب والخطايا ويعود كما ولدته أمه طاهر القلب والنية، ويُعتبر الحج هو أحد أركان الإسلام وترتيبه الخامس، وهو فرضٌ مرة واحدة في الدنيا، ومن يزيد فهو تطوع.
يُمكنك إثراء معلوماتك زيارة بيت الله الحرام ومن خلال: أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة مكتوب
شروط حج بيت الله
يوجد عدة شروط يجب أن تتحقق فيمن أراد حج بيت الله، ومنها:
- أن يكون دينه الإسلام فقط، ولا يجمع معه أي دين آخر.
- كامل العقل لا يعاني من أي خلل، أو مشاكل في عقله.
- أن يكون الشخص بالغ.
- أن يكون حُر.
- لديه قدرة بدنية ومالية تؤهله للحج، ولا يجب أن يكون عليه دين لأحد، من الضروري رد الأديان قبل الذهاب للحج.
- يضاف إلى الشروط السابقة شرطيين للنساء هما وجود الزوج أو محرم، ولا تكون مُعتدةٌ من طلاق أو موت.
لقد جعل الله عز وجل بيته الحرام مكان آمن، فلا يُباح فيهِ الحرمات ولا يجب أن يتم أذية الإنسان ولا الحيوان ولا الطير ولا النبات.
ولقد كَرم الله هذا البيت وعظمه وقدسه، لمكانته الكبيرة عنده، فهو مكان تجمع عباد الله الصالحين المسلمين من بقاع العالم لعبادته والتوجه إلى بالصلوات والدعاء لنيل عفوه و التخلص من الذنوب والخطايا زيارة بيت الله الحرام.