دعاء الكرب الشديد مجرب .. سهل الحفظ وأخرج البخاري ومسلم عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو عند الكرب يقول: لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب السموات والأرض ورب العرش العظيم.دعاء الكرب الشديد مجرب .. سهل الحفظ
دعاء الكرب
دعاء الكرب يتم التضرع به لله عز وجل لفك الكرب وإزالة الهم والغم، فالله جل وعلا قال في كتابه الكريم “ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ“ لطمأنة قلوب المسلمين وجعلهم يعرفون أن الله معهم ييسر لهم كل صعب ويحميهم من من كل شر.
ومن خلال هذا المقال سوف نقوم بعرض بعض النماذج لأدعية الكَرب المأثورة التي يمكن للمسلمين التضرع بها لله جل وعلا:
- اللهمَّ إني عبدُك ابنُ عبدِك ابنُ أمَتِك ناصيَتي بيدِك ماضٍ فيَّ حُكمُك عَدْلٌ فيَّ قضاؤُك أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك سميتَ به نفسَك أوْ علَّمْتَه أحدًا مِنْ خلقِك أو أنزلته في كتابِك أو استأثرتَ به في علمِ الغيبِ عندَك أنْ تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبي ونورَ صدري وجلاءَ حُزني وذهابَ هَمِّي.
- لا إلهَ إلَّا اللهُ العظيمُ الحليمُ، لا إلهَ إلَّا اللهُ ربُّ العالمين ربُّ العرشِ الكريمِ، لا إلهَ إلَّا اللهُ ربُّ السَّماواتِ والأرضِ وربُّ العرشِ العظيمِ.
- اللهم رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت.
- اللهُ اللهُ ربِّي لَا أُشْرِكُ بِهِ شيئًا.
- لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ.
- إني مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ، وهو دعاء سيدنا نوح لربه عندما اشتد أذى قومه.
حكم تخصيص قراءة يس لتفريج الكروب
إن تخصيص قراءة يس لتفريج الكروب لا أصل لها من الأثر أو السنة و القيام بهذا الفعل يعتبر من قبيل الابتداع في الدين.
فقراءة القرآن الكريم كلها عمومًا تؤدي إلى تفريج الكروب وتساعد على التخلص من الهم والغم والحزن، لكن تخصيص سورة معينة من القرآن للقراءة عند نزول كرب بالمسلم هو أمر ليس له أساس من الدين، وقد نهى رسول الله ﷺ عن الابتداع في الدين فيما ورد عنه أنه قال “أما بعدُ فإن خيرَ الحديثِ كتابُ اللهِ, وخيرَ الهديِ هديُ محمدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ, وشرًّ الأمورِ محدثاتُها وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ”.
الحكمة من الابتلاء بالكرب
إن الله يبتلي المؤمنين بالكرب ليختبر إيمانهم وأيضًا ليكفر عنهم من سيئاتهم.
فالدنيا هي دار البلاء والاختبار بينما الآخرة هي دار الخير والاستقرار، وقد وضح الله سبحانه وتعالى أن الدنيا هي دار البلاء في كتابه الكريم عندما قال جل وعلا ” أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ” وفي هذا ما يدل على أن كل من على الأرض سيُبتلى حتى ولو كان خير من في الأرض، إذ ليس بيننا من هو أفضل من رسول الله ﷺ وصحابته الكرام.
وكما أن الله تعالى يختبر إيمان المؤمنين بالابتلاء ففي بعض الأحيان يبتلي الله المؤمنين ليحاسبهم على ذنوبهم
ويكفرها عنهم في الدنيا رحمة بهم من عذاب الآخرة، ويدل على هذا أيضًا قول رسول الله ﷺ
“ما يُصِيبُ المُسْلِمَ مِن نَصَبٍ ولَا وصَبٍ، ولَا هَمٍّ ولَا حُزْنٍ ولَا أذًى ولَا غَمٍّ، حتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بهَا مِن خَطَايَاهُ”.
فضل تفريج الكرب عن الآخرين في الإسلام
لقد حث الإسلام على تفريج الكرب عن الآخرين ووعد عليه بالجزاء العظيم في الدنيا و التخفيف من أهوال يوم القيامة في الآخرة.
فقد ورد عن رسول الله ﷺ أنه قال “من نفَّسَ عن مسلمٍ كُربةً مِن كُربِ الدُّنيا نفَّسَ اللَّهُ عنهُ كربةً مِن كُرَبِ يومِ القيامةِ ، ومن يسَّرَ على مُعسرٍ في الدُّنيا يسَّرَ اللَّهُ عليهِ في الدُّنيا والآخرةِ ، ومن سَترَ على مُسلمٍ في الدُّنيا سترَ اللَّهُ علَيهِ في الدُّنيا والآخرةِ ، واللَّهُ في عونِ العَبدِ ، ما كانَ العَبدُ في عونِ أخيهِ”، وفي هذا ما يدل على أن الإسلام قد حث على تفريج الكرب عن الآخرين ووعد من يقوم بهذا الأمر بالجزاء العظيم في الآخرة.
نصائح لتفريج الكرب
فيما يلي سوف نذكر بعض النصائح التي قد تساعد على تفريج الكَرب:
-
الإكثار من الاستغفار، لما ورد في سورة نوح أنه عليه السلام قد قال لقومه
-
{فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ
-
وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا (12}، وفيه ما يدل على أن الاستغفار يفتح على
-
الشخص أبواب الخير والبركات.
- الاجتهاد في دعاء الله بتفريج الكرب، والدعاء بالأدعية المأثورة عن الرسول ﷺ.
- التمسك بالثقة بالله وحسن الظن به، و تجنب الوقوع في اليأس من رحمته جل وعلا.
- قراءة القرآن، فهي تفتح أبواب البركات.
- التوكل على الله، فقد قال الله جل وعلا في القرآن الكربم أن من يتوكل عليه سيدبر له أمره ويصلح له شأنه “وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ”.
- أيضًا يجب الإحسان إلى الناس والالتزام بتقوى الله، فقد قال الله جل وعلا في القرآن الكريم “و مَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا”.