انقطاع النفس في أثناء النوم (انقطاع النفس النومي sleep apnea) هو اضطراب خطير يتوقف فيه التنفُّس مرارًا وتكرارًا لفترة طويلة تكفي لإفساد النوم، وغالبًا ما يؤدي إلى تراجع مؤقت في مستوى الأكسجين وزيادة في مستوى ثاني أكسيد الكربون في الدم.
انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم (OSA) أحد اضطرابات النوم الشائعة، والتي تؤثر تقريبًا في 10-30% من البالغين في الولايات المتحدة الأمريكية، وغالبًا ما يُسبب هذا الاضطراب شعورك بالإرهاق الشديد أثناء النهار، والشخير ليلًا لدرجة قد تزعج شريكك في الغرفة، ويمكن أن يكون لانقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم أضراراً أكبر على الجسم، اكتشف كيف يؤثر انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم على صحة الدماغ؟ وما هي الخيارات المتاحة لعلاجه والوقاية منه؟
ما هو انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم؟
انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم هو اضطراب يُسبب نوبات من انقطاع النفس ليلًا والاستيقاظ المتكرر، وذلك بسبب انسداد مجرى الهواء بشكل كامل أو جزئي، مما يقلل من تدفق الهواء بنسبة قد تتجاوز 90% أو توقفه تمامًا، الأمر الذي يؤثر في صحتك ويُسبب العديد من المشكلات الصحية.
عادة ما تكون هذه النوبات قصيرة (أي تمتد من 10 ثوانِ على الأقل إلى عدة دقائق)، وبناء على عدد نوبات انقطاع التنفس أثناء النوم يمكن تصنيف المرض إلى:
- حالات خفيفة: يحدث انقطاع النفس فيها 5 مرات في الساعة الواحدة.
- حالات متوسطة إلى شديدة: يحدث انقطاع النفس 15 مرة أو أكثر خلال الساعة الواحدة.
ما هي أعراض انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم؟
يُسبب انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم نومًا متقطعًا وتنفسًا غير طبيعيّ، الأمر الذي يقلل من كمية الأكسجين التي تصل للدماغ، مما يُسبب ظهور الأعراض الآتية:
- النعاس أثناء النهار.
- مشاكل في الذاكرة.
- التنفس من الفم، والذي يسبب جفاف أو ألم الحلق.
- المشكلات النفسية، مثل: القلق أو الاكتئاب.
- مشاكل في التركيز.
- الشخير.
لماذا يحدث انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم؟
يمكن أن يحدث انقطاع التنفس أثناء النوم في أي عمر، ولكن التقدم في العمر يؤدي إلى تغيرات جسدية يمكن أن تزيد من احتمالية إصابتك بانقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم، بما في ذلك:
- أمراض القلب.
- زيادة الوزن.
- تراكم الدهون في منطقة الرقبة واللسان.
ما أضرار انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم على الدماغ؟
يمكن أن يتسبب الانقطاع المستمر والمتكرر في التنفس أثناء النوم بنقص كمية الأكسجين والدم المتدفق للدماغ، الأمر الذي يؤدي لتغير في وظيفة وشكل الدماغ خاصة منطقة المادة البيضاء، والتي تُشكل تقريبًا نصف الدماغ.
تعرف المادة البيضاء بأنها عبارة عن شبكة معقدة من الألياف العصبية الضرورية لتسهيل عملية التواصل بين المناطق المختلفة في الدماغ، وبذلك عند تأثر هذه المنطقة فإنّ الوظائف المعرفية مثل: الانتباه، والذاكرة البصرية، والقدرة على معالجة المعلومات البصرية تتأثر بشكل كبير.
ومن جانب آخر، يمثل انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم تهديدًا كبيرًا للصحة العامة، حيث ارتبط بشكل وثيق بزيادة خطر الإصابة بحالات طبية خطيرة، بما في ذلك السكتة الدماغية، والسكري من النوع الثاني، وأمراض القلب، وحقيقةً فإنّ 20% فقط من المصابين بانقطاع التنفس الانسدادي على علم بإصابتهم به، الأمر الذي يقلل إمكانية اتخاذهم لإجراءات علاجية ووقائية.
كيف تحمي دماغك من أضرار انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم؟
توجد مجموعة من النصائح والعلاجات التي يجب عليك اتباعها لتجنب أضرار انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم على الدماغ، ومنها:
التدابير الوقائية
إن أفضل طريقة لتجنب أضرار انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم وحماية الدماغ من تأثيره هو بتجنب الإصابة به منذ البداية، ومن التدابير الوقائية التي تُساعدك على ذلك:
- اتبع نظام غذائي صحي ومتوازن.
- تجنب الكحول.
- حافظ على وزنك المثالي.
- أقلع عن التدخين إذا كنت مدخنًا.
الخيارات الطبية العلاجية
يمكنك تخفيف أعراض انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم ببعض الخطوات، منها ما يأتي:
النصائح والتدابير المنزلية
تتضمن كلًا ممّا يأتي:
- تجنب الكحول؛ فالكحول يزيد من حدّة أعراض الحالة.
- اخسر وزنك الزائد.
- جرب بعض تمارين العلاج الطبيعي لتقوية عضلات الوجه والفم التي تقلل من احتمالية انسداد المجاري الهوائية.
- احرص على النوم على جانبك، فذلك يقلل من نوبات انقطاع التنفس بشكل كبير.
الأجهزة الطبية
تتضمن الآتي:
- جهاز ضغط مجرى الهواء الإيجابي المستمر (CPAP): وهو العلاج الأكثر شيوعًا، حيث يمنع إغلاق مجرى الهواء أثناء النوم عن طريق توفيره بإمداد مستمر من الهواء المضغوط من خلال قناع (ماسك) يتم ارتداؤه أثناء النوم، وقد لوحظ أنّ استخدامه لسنة واحدة قد يعكس الضرر الذي لحق بالمادة البيضاء، ويحسّن الانتباه ووظائف الذاكرة بشكل كبير.
- أجهزة أخرى تعمل بضغط الهواء الإيجابي: وهي خيار بديل لجهاز ضغط مجرى الهواء الإيجابي المستمر، وتعمل هذه و الأجهزة بتقنيات أخرى تساهم في فتح المجاري التنفسية.
- الأجهزة الفموية: تعمل هذه الأجهزة على تقييد حركة اللسان والفك لتقليل انسداد مجرى الهواء أثناء النوم.
العمليات الجراحية
إذا لم تساعد العلاجات السابقة، فإن الطبيب قد يوصي بالجراحة أو تحفيز الأعصاب إذا كان يعتقد أن توقف التنفس أثناء النوم هو نتيجة لمشكلة جسدية تسد المجاري الهوائية، بما فيها جراحة استئصال اللوزتين واللحميات.
كلمة أخيرة
إذا كنت تواجه مشكلة في النوم أو تشك في إصابتك بانقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم، فاستشر طبيبك للحصول على تشخيص دقيق لحالتك ومعرفة الحلول المناسبة لك لتجنب تأثيره على جسدك ودماغك.