تقدم لكم شبكة عالمك في ما هو الفرق بين البلاء والابتلاء ، و الفرق بين البلاء والابتلاء ابن عثيمين ، و الفرق بين البلاء والابتلاء إسلام ويب ، و أنواع البلاء ، و طرق رفع البلاء ، إنّ البلاء والابتلاء في اللغة يأتيان من جذر واحد، ومعناه الاختبار والتجربة، وقد فصّل الإمام البخاريّ ومن جاء بعده من العلماء كالإمام ابن حجر العسقلاني بين معنى ومفهوم الكلمتين، فقال الإمام البخاريّ إنّ الابتلاء مشتقٌّ من التمحيص والاختبار، وعقّب الإمام ابن حجر على قول الإمام البخاريّ بأنّ الابتلاء هو الاختبار، وهو من قولهم بلاه إذا استخرج ما عنده، وأمّا البلاء فيُقصد به الإنعام والامتحان معًا؛ فهو بذلك من ألفاظ الأضداد ويُقصَد به النقمة والنعمة في آنٍ معًا.
ما هو الفرق بين البلاء والابتلاء
البلاء والابتلاء كلاهما من الله يبلونا بهما كما الخير والشر، فنحن في هذه الحياة الدنيا في اختبار وامتحان حيث قال تعالى: “الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا”، إذاً نحن هنا في امتحان مستمر بالخير والشر وبالنعمة والنقمة، لاختبار مدى قدرتنا على التحمّل، وطرق شكرنا لله على نعمه،ويجب علينا أن نكون على حذر فإمّا أن ننجح ونفوز وإمّا أن نرسب فنخسر الخسار الأبديّة.
شاهد ايضا: دعاء الخوف من حدوث مصيبه
الفرق بين البلاء والابتلاء
اختلف في ذلك العلماء لتحديد بالتفصيل ما المقصود بكل منهما، فهما قد يلتقيان في بعض الأمور ويفترقان في بعضها الآخر، فالبلاء والابتلاء يكونان للأمة المسلمة والكافرة على حدّ سواء.
البلاء
يكون البلاء للأمة المسلمة بسبب ذنوبها وإعراضها عن ربّها فيبلوها الله بشيء علّها أن تعود لربها راجية الصفح والعفو، فتكون الإنابة والعودة لله هي السبب في ذلك لجانب الدعاء والاستغفار ودورهما في رفع البلاء، فالدعاء يصعد إلى السماء والبلاء ينزل منها فيلتقي البلاء والدعاء بين السماء والأرض فيتصارعان بين السماء والأرض إلى يوم القيامة حتىّ يغلب أحدهما الآخر، والبلاء كذلك قد يكون في الخير والشر والنعمة والنقمة، ويكون للمسلم ويكون للمشرك أيضاً كما ذكرت فيبلو الله الأمم بالنعم حتى إذا أخذها لم يفلتها ويبلو البعض الآخر بالنقم فيبلو صبرها.
الابتلاء
هو أخصّ وأقلّ شمولية من البلاء لأنّه خاصّ بالمسلمين الطائعين أكثر وإن كان يصيب الكافرين فهو بإنزال عقوبة عليهم بسبب كفرهم وجورهم وغيّهم، أمّا المسلمين فيصيبهم كاختبار لهم من أجل التمحيص ورفعة الدرجات وغفران السيئات، وفي نفس الوقت ليعودوا لربهم إن قصروا وأخطؤوا، فالابتلاء محنة في أغلب حالاتها وما فيه من منحة ليزيد المؤمنين إيمانهم والضالين ضلالة ومقتا وكفرا، وهي سبب في فضح خبايا المنافقين فتزيد من خبثهم وبعدا عن الحق، ولقد ابتلى الله الكثير من عباده الصالحين بالمصائب ليبتلي صبرهم وإحسانهم، وبعد ذلك عوضهم خيراً مما أخذ منهم وحياة الأنبياء والصالحون حافلة بالكثير من النماذج، وكفانا في ذلك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وما تعرض له من ابتلاءات فمكن الله له بعد ذلك،إذاً فالابتلاء هو دأب الأنبياء والصالحون.
رغم الاختلافات القليلة التي تفرق بين البلاء والاختلافات لكنهما يلتقيان أنهما يشملان الإنسان المسلم والكافر وحياتهما بكل ما فيهما من جوانب حياتية، واجبنا نحن كمسلمين أن نكون بجانب من يملك الأمر جميعا فلا سبيل لما عند الله إلأ برضاه.
شاهد ايضا: دعاء لشخص تحبه بالسعادة والنجاح والتوفيق
الفرق بين البلاء والابتلاء ابن عثيمين
يرى فضيلة المحدث العلامة ابن عثيمين أن الابتلاء هو الاختبار وقد استدل على هذا بقول الله تعالى: ﴿وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ﴾.
- الابتلاء في الخير هو أن الله يبلو الشخص ليرى هل يشكر الله على الخير أو يكفر بقدرة الله، واستدل على ذلك بكلام الله على لسانِ سليمان عليه السلام حين أنعم عليه ورأى عرش بلقيس أمامه قبل أن يرتد إليه بصره فقال: ﴿قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ).
- الابتلاء في الشر هو أن يبتلي الله الشخص ليرى هل يصبر على ما ابتلاه الله به أم يسخط ويجزع، ويكون الجزاء من جنس العمل فإن صبر وأحتسب الأجر عند الله فإن الله يجعل هذا ابتلاء لرفع الدرجات وإحطاط السيئات، أما إن سخط وجزع فإن ذلك الابتلاء يكون نقمة في الدنيا والآخرة.
أما البلاء فهو يكون بصورة عامة في الخير:
- حيث قال الله تعالى على لسانِ نبيه إبراهيم عليه السلام: ﴿إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِين﴾، ويقصد به اختبار الله له في طاعته في ذبح ابنه.
- وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط”، رواه الترمذي وحسنه.
- وَعَنْ أبي يَحْيَى صُهَيْبِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ: عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ. رواه مسلم.
الفرق بين البلاء والابتلاء إسلام ويب
- فالبلاء والابتلاء كلاهما امتحان واختبار، ويكونان بالسراء والضراء، ويقعان شرعا وقدرا، فالتكاليف الشرعية فعلا كانت أو تركا، وكذلك مقادير الخير والشر، كل ذلك مما يمتحن به العبد، وإن كان استعمال الابتلاء في الشر والضر والأمور الشاقة أغلب. قال العسكري في (الفروق اللغوية) في الفرق بين الابلاء والابتلاء: هما بمعنى الامتحان والاختبار اهـ.
- وقال في الفرق بين الابتلاء والاختبار: الابتلاء لا يكون إلا بتحميل المكاره والمشاق. والاختبار يكون بذلك وبفعل المحبوب، ألا ترى أنه يقال: اختبره بالإنعام عليه، ولا يقال: ابتلاه بذلك. ولا هو مبتلى بالنعمة، كما قد يقال: اختبره بالإنعام عليه. ولا يقال: ابتلاه بذلك. ولا هو مبتلى بالنعمة. كما قد يقال: إنه مختبر بها، ويجوز أن يقال: إن الابتلاء يقتضي استخراج ما عند المبتلى من الطاعة والمعصية، والاختبار يقتضي وقوع الخبر بحاله في ذلك
شاهد ايضا: دعاء العين والحسد والغيرة وآيات التحصين من العين من القرآن الكريم
أنواع البلاء
أمرنا الرسول الكريم -عليه السلام- بالاستعاذة من البلاء ومن كل شر وسوء، حيث قال -صلى الله عليه وسلم-: (تَعَوَّذُوا باللَّهِ مِن جَهْدِ البَلاءِ، ودَرَكِ الشَّقاءِ، وسُوءِ القَضاءِ، وشَماتَةِ الأعْداءِ).
- وينقسم البلاء إلى قسمين؛ بلاء في الجسد، وبلاء فكري نفسي، أما البلاء الجسدي فيكون بوقوع مرض أو تعب في الأعضاء توهن الإنسان وتقضي مضجعه، مثل البرص والجنون والجذام وسيء الأسقام الأخرى. حيث ورد في حديث عن الرسول -عليه السلام- بإسناده الضعيف عن أنس ابن مالك أنه قال: (الصدقَةُ تمنعُ سبعينَ نوعًا مِنْ أنواعِ البلاءِ ، أهونُها الجذامُ والبرَصُ).
- أما البلاء الفكري والنفسي؛ فيكون بالقلق والهم وكثرة التفكير، المتحصل من الفقر والحاجة وأمور الحياة المختلفة، فيضيع سكون النفس وراحتها، وقد يكون بتسلط الآخرين وأذيتهم اللفظية والتعدي منهم بالسوء والكلام.
طرق رفع البلاء
بعد الوقوف على معنى البلاء والابتلاء وتدقيق الفرق بينهما فإنّ هذه الفقرة تقف مع الأمور التي يمكن أن ترفع البلاء عن العباد بإذن الله تعالى، فالعبد إذا أصابته مصيبة أو ابتُلي بأمرٍ فعليه أن يلجأ إلى الله تعالى ليكشفه عنه، وفيما يأتي بعض الأمور التي تُعين العبد على تجاوز البلاء من خلال الالتجاء إلى الله تعالى والتقرّب إليه، ومن تلك الطرق:
الصلاة
فالصلاة بخشوع عند المصيبة سبب من أسباب رفع البلاء عن المؤمنين، فتروي أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّ الشمس قد خُسِفَت في عهد النبي -صلّى الله عليه وسلّم- فدعا الناس للصلاة وصلّى بهم، فانجلَت الشمس قبل أن ينصرف، فقام وخطبَ بالنّاس فكان ممّا قاله لهم: “إنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِن آيَاتِ اللهِ، لا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ، وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهَا فَافْزَعُوا لِلصَّلَاةِ”، بمعنى سارعوا إلى الصلاة كي يُكشَفَ عنكم ما أنتم فيه.
الإكثار من الاستغفار
فالاستغفار سبب مهمٌّ جدًّا من أسباب رفع البلاء، فقد ذكر الله تعالى أنّه لا يعذّب المستغفرين، قال تعالى في سورة الأنفال: {وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ۚ وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}، وقد جاء في مسند الإمام أحمد من حديث فضالة بن عبيد -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “العَبدُ آمِنٌ مِن عَذابِ اللهِ، ما استَغْفَرَ اللهَ”، فالاستغفار أحد أهمّ أسباب رفع البلاء عن المؤمنين.
كثرة الدعاء
فالدّعاء هو مخّ العبادة والعبد وهو من أقوى أسباب دفع البلاء، ولكن ينبغي التنبّه إلى أنّ الدّعاء لا يُستجاب من عبد يأكل الحرام أو يظلم العباد، وينبغي للعبد ألّا يستعجل الإجابة ويتحسّر على دعائه؛ فذلك مظنّة أن ييئس ويترك الدّعاء، وخير أوقات الدعاء هي أوقات ستّة: في الثلث الأخير من الليل، وعند الأذان، وبين الأذان والإقامة، وعقب الصلوات المكتوبات، ووقت صعود الخطيب إلى المنبر يوم الجمعة، وآخر ساعة قبل العصر يوم الجمعة، ويجب على العبد أن يبدي انكسارًا بين يدي الله تعالى.
شاهد ايضا: ما هي صفات المنافقين
التحلّي بمكارم الأخلاق
ففي حديث بدء الوحي يروي الإمام البخاريّ في صحيحه أنّ أمّ المؤمنين خديجة -رضي الله عنها- لمّا أتاها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- خائفًا من رؤية جبريل -عليه السلام- كان من جملة ما قالته له: “كَلّا واللهِ ما يُخْزِيكَ اللهُ أبَدًا، إنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَحْمِلُ الكَلَّ، وتَكْسِبُ المَعْدُومَ، وتَقْرِي الضَّيْفَ، وتُعِينُ علَى نَوائِبِ الحَقِّ”، فيرى أئمّة الإسلام أنّ هذه الصفات هي من مكارم الأخلاق التي ينبغي للمرء التحلّي بها ليتقرّب من الله تعالى.