تفسير ظاهرة انشقاق القمر كيف حدث، وكيف فسره علماء المسلمين، وما هي أدلة حدوث هذه الظاهرة، كل هذا سوف نذكره اليوم من خلال موضوعنا هذا، كما سنرد بالأدلة والبراهين على من ينكر هذه الظاهرة .

تفسير ظاهرة انشقاق القمر
تفسير ظاهرة انشقاق القمر

تاريخ انشقاق القمر

إن انشقاق القمر معجزة بكل المقاييس، قام الله سبحانه وتعالى بها حتى يؤيد رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بها، وذلك لأن هناك عدد من المشركين كانوا يحاولوا تكذيب الدعوة النبوية ويقفون لها بالمرصاد.

وطلبوا من رسول الله أن يقوم بمعجزة كي يتأكدوا أنه مبعوث مرسل من الله سبحانه وتعالى، وبالفعل أيد الله نبيه بهذه المعجزة قبل الهجرة في مكة المكرمة حيث انشق القمر نصفين أحدهم على جبل أبي قبيس والنصف الأخر على جبل قعيقعان.

تفسير انشقاق القمر

يتسأل البعض عن تفسير انشقاق القمر، وما سبب حدوث هذه الظاهرة، وكما ذكرنا من قبل الأجواء التي تمت فيها هذه الحادثة التي أيد فيها الله سبحانه وتعالى رسوله الكريم أمام كفار قريش،

ولقد ذكر القرآن الكريم حادثة انشقاق القمر وربطها باقتراب قيام الساعة، فقال الله سبحانه وتعالى: (اقتربت الساعة وانشق القمر)  (القمر:1).

كما يصف لنا الله تعالى موقف الكفار من هذه الحادثة في قوله سبحانه:  (وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر) (القمر:2).

وفي ذلك بيان لموقف الكفار الذين كذبوا هذه الحادثة، واتهموا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بالسحر لينكروا المعجزة التي تمت بفضل الله سبحانه وتعالى.

وقد  قام العلماء والمفسرين بالرد على هذه الاحتجاجات، ومن اشهر هذه الردود ما جاء عن أبي إسحاق الزجاج في معاني القرآن حيث قال:

“أنكر بعض المبتدعة الموافقين لمخالفي الملة انشقاق القمر، ولا إنكار للعقل فيه لأن القمر مخلوق لله، يفعل فيه ما يشاء، كما يكوره يوم البعث ويفنيه” .

ويقول بعض المكذبين لحادثة انشقاق القمر أنه لا دليل على وقوعها، فإن كانت حدثت بالفعل لما أختص أهل مكة بها، ولماذا لم يراها باقي أهل الأرض؟ .

والرد على هؤلاء أن الله سبحانه وتعالى قد اختص أهل مكة بها لأنهم هم من طالبوا بهذه المعجزة، التي جاءت لتؤيد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

كما أنها وقعت أثناء الليل وسط جمع قليل من الناس الذين كانوا يتحاورون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنهم أنفسهم لم يصدقوا ما رأوا وسألوا من هم خارج مكة والقادمين من السفر في ذلك الوقت والذين أيدوا حدوث انشقاق للقمر.

لا تفوت تفسير ظاهرة انشقاق القمر ومشاهدة: المصطلحات التاريخية بالترتيب

الإعجاز العلمي في ظاهرة انشقاق القمر

يروي الدكتور زغلول النجار وهو عضو مجلس إدارة الأكاديمية الإسلامية للعلوم، أنه أثناء قيامه بإلقاء محاضرة سأله أحد الحضور وكان شاب مسلم عن الإعجاز العلمي في ظاهرة انشقاق القمر في قوله تعالى (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ).

وكانت إجابة الدكتور هي: إن الإعجاز العلمي يفسره العلم، أما المعجزات فلا يستطيع العلم أن يفسرها ، فالمعجزة أمر خارق للعادة فلا تستطيع السنن أن تفسرها.

انشقاق القمر معجزة بكل المقاييس تمت لتؤيد نبي الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أمام كفار قريش الذين كذبوا دعوة رسول الله، فقبل الهجرة قام احد كفار قريش بمطالبة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بمعجزة كي يصدق نبوته ويؤمن بدعوته.

فما كان من رسول الله إلا أن قال له ولبقية كفار قريش ماذا تريدون؟ وكان ردهم: شق لنا القمر، وكان ذلك نوع من التعجيز.

وبعد ذلك قام رسولنا الكريم بدعوة الله سبحانه وتعالى ليؤيده بنصره أمام الكافرين، وبالفعل استجاب الله سبحانه وتعالى لدعاء نبيه الكريم وأوحى إليه أن يشير إلى القمر بإصبعه.

وما أن أشار رسول الله بإصبعه الشريف إلى القمر حتى أنشق القمر وانقسم إلى نصفين كل نصف على جبل، واستمر ذلك لبضعة ساعات وبعدها عاد القمر إلى هيئته والتحم من جديد.

حينها صاح الكفار: سحرنا محمد ( صلى الله عليه وسلم )، ولكن هناك بعض الناس قالوا بأن السحر يؤثر فقط على جمع من الناس في مكان واحد لبعض الوقت.

ولكن ما قام به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قد أثر على كل الناس حتى من كانوا خارج مكة وقادمين من السفر، حيث سارع الكفار بسؤالهم عما إذا كانوا شاهدوا شيئًا غريبًا بالقمر.

وبالفعل أقر الجميع بمشاهدة انشقاق القمر في ذات الليلة، وكان لتلك المعجزة أثر كبير في إيمان الكثيرين من أهل مكة، وجاء قول الله تعالى عن هذا الحدث:

“اقتربت الساعة وانشق القمر . وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر، وكذبوا واتبعوا أهواءهم وكل أمر مستقر”.

شاهد تفسير ظاهرة انشقاق القمر وايضا: الأمهات القدماء المشهورات

تفسير ظاهرة انشقاق القمر
تفسير ظاهرة انشقاق القمر

ناسا تكذب انشقاق القمر

يتداول الكثيرون أخبار عن اكذوبة انشقاق القمر وينسبون هذا القول إلى وكالة الفضاء الأمريكية ناسا، ولكن في الحقيقة قام علماء بوكالة الفضاء الأمريكية ناسا بالتحدث عن ظاهرة انشقاق القمر في أكثر من موضع ولم ينكروا حدوث هذه الظاهرة ولم يأكدوها.

وإليكم اشهر ما تم تداوله عبر وكالة الفضاء الأمريكية ناسا:

وتدور ترجمة النص الأول حول أنه تم رصد شبكة عنكبوتية من الصدوع على سطح القمر، كما انه تم تغطية هذه الصدوع بواسطة عدد من الحمم البركانية التي أغرقت بعض المناطق المنخفضة في السطح الخارجي للقمر.

وهذا يدل على اكتشاف ناسا للصدوع بالقمر.

أما النص الثاني فتخبرنا فيه وكالة ناسا أن هناك ظاهرة كسر تسببت في نشأة أودية على سطح القمر، وهذا يصحح الاعتقاد الذي كان سائد بأن أودية سطح القمر تكونت بسبب الحمم البركانية أو مسار مائي.

انشقاق القمر في الحضارات

هناك حضارات تؤكد حادثة انشقاق القمر وتعترف بها في بعض المخطوطات التاريخية، وفي السطور القادمة سوف نذكر أهم الحضارات التي تحدثت عن انشقاق القمر وهي كما يلي:

انشقاق القمر في الحضارة الهندية

وجدت مخطوطة تاريخية بالهند تقول بأن الملك جاكرواني فرماس (مالابار) قد شاهد بنفسه حادثة انشقاق القمر، وقد تحدث عنها واصفًا فيها انشقاق القمر إلى نصفين، حيث جاء في المخطوطة ما يلي:

(شاهد ملك ماجبار “مالابار” بالهند (جاكرواني فرماس) انشقاق القمر، الذي وقع لمحمّدٍ، وعلم عند استفساره عن انشقاق القمر بأنّ هناك نبوءةً عن مجيء رسولٍ من جزيرة العرب، وحينها عيّن ابنه خليفةً له، وانطلق لملاقاته).

وبذلك تعد هذه المخطوطة بما جاء فيها خير شهادة باعتراف الحضارات القديم بحدوث انشقاق القمر.

انشقاق القمر في حضارة المايا

وفي ختام موضوعنا عن انشقاق القمر لابد وأن نذكر الدراسات التي قام بها علماء متخصصون في حضارة المايا بأمريكا الجنوبية تؤكد إيمان حضارة المايا بوقوع حادثة انشقاق القمر.

وهذه الدراسات تؤكد أن تاريخ الانشقاق هو نفس التاريخ الذي أقره المسلمون، وهناك مقال يذكر كافة التفاصيل التي تؤكد ذلك وتقول بأن الأمم التي عاصرت هذه الحادثة قد قامت بتغيير تقويمها الفلكي بسبب ما رأته.

ويمكنكم الاطلاع تفسير ظاهرة انشقاق القمر وعلى المقال وهو بعنوان: القمر المنشق في وثائقيات مدريد والمخطوطات الفارسية: The Split Moon of the Madrid Codex and Persian Manuscripts