إن لفقهاء المسلمين رأي آخر حول حكم أكل التمساح والضفدع وأهم الأكلات الأخرى المحرمة في الإسلام مبنيًا على ما ورد من إثباتات في القران الكريم والشريعة الإسلامية، حيث إن هناك بعض الشعوب غير المسلمة تقبل على تناول لحم التمساح والتي منها الشعوب الأسيوية، إذ يرون إن لحم التمساح من اللحوم الخفيفة التي لا تحتوي على الكولسترول، وأن لحوم التمساح تحسن وتعزز من مناعة الإنسان.
ما هو حكم أكل التمساح؟
عند جمهور الفقهاء المسلمين فإن حكم أكل التمساح محرم ويتفق الحنابلة والشافعية والحنفية في ذلك، لكن المالكية لهم رأي آخر، فقد قال الطبري الشافعي في تفسيره:
إنما حرم التمساح، وأيضًا قال الإمام الرافعي في تفسيره لهذه الإشكالية أنه مستخبث وضرر.
يستند جمهور الفقهاء بما جاء في الحديث الصحيح لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال:”كل ذي ناب من السباع فأكله حرام وكل ذي مخلب من الطير” رواه مسلم.
ويوضح ذلك بتحريم أكل كافة الحيوانات التي لها ناب والتي تتقوي وتفترس بنابها إذ أنها تكون بذلك مستخبث كالتمساح.
وتكمن أهمية توضيح حكم أكل التمساح بدقة لمساعدة المسلمين المقيمين خارج البلاد العربية التي يسمح فيها بتناول أي شيء يعيش على وجه الأرض.
حيث تعتبر دولة سنغافورة من أكثر الدول التي تشتهر بأكل لحم التمساح وتقديمه على المائدة بشكل طبيعيي، بالرغم من وجود عدد كبير من المسلمين بها.
حكم أكل التمساح عند المالكية
اختلف رأي المالكية عن رأي جمهور الفقهاء في موضوع حكم أكل التمساح، حيث أن المذهب المالكي أباح أكل التمساح بالإسلام، إذ أنهم يقولون إنه يجوز شرعًا تناول لحم التمساح، وذلك بناءً على أنه من الحيوانات المائية التي تنتمي الماء.
يستندون على ذلك بما ورد في القران الكريم في سورة المائدة بالآية رقم 96 ” أحل لكم صيد البحر وطعامه” وما أتى في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم” هو الطهور ماؤه، الحل ميته”.
لكن في ذلك غلط حيث استثني الرسول من البحر بعض الحيوانات، ومنها: التمساح لأنه من ذوات الأنياب الخبيث.
حكم أكل التمساح عند الشيخ ابن عثيمين
قال رحمه الله الشيخ محمد بن العثيمين ردًا على من شرع بحرمة أكل التمساح مستندًا في ذلك على امتلاك التمساح للأنياب يستخدمها للافتراس.
فيقول إن هناك العديد من البرمائيات كأسماك القرش وغيرها تمتلك أنياب لتفترس بها لكن لم يحرم أكلها في الإسلام.
ذلك بناءً على ما ذكر في الآية الكريمة ” أحل لكم صيد البحر وطعامه” وتضم هذه الآية كل ما يوجد في البحر بشكل عام ولم يتم استثناء أي حيوان أو شيء في البحر، كما أنه حلل أكلها جميعًا حيها وميتها، وبذلك فهو لم يستثننا أكل التمساح وحلله.
لكن يبقي الرد العلمي والمنطقي والشرعي على حكم الشيخ محمد بن عثيمين يوضحه العلم الذي يؤكد على أن التمساح من الحيوانات التي لها القدرة على العيش خارج الماء.
لذلك فهو ليس حيوان برمائي لا يستطيع العيش إلا في الماء، أي أنه حيوان برمائي.
ومن هنا فإن الحكم الجائز على أكل التمساح هو ما يجوز على الحيوانات البرمائية أو البرية، وهو تحريم أكل الحيوانات ذوات الأنياب كالتمساح كما أمرنا رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام.
حكم أكل التمساح هيئة كبار العلماء
تمعنت هيئة كبار العلماء والفقهاء المسلمين واستعرضت حكم أكل التمساح كما ورد في الإسلام، وبينت أن هناك مجموعة من العلماء لم يتفقوا في توحيد الحكم الشرعي حول هذا الموضوع.
إذ اتجه جمهور الفقهاء الحنفية والشافعية والحنابلة إلى تأكيد التحريم، لكن المالكية والشيخ ابن عثيمين قالوا غير ذلك فقد أباحوا تناول لحم التمساح.
وهنا كان الدليل لأصحاب الحكم الأول هو حديث المصطفي صلى الله عليه وسلم الذي ذكر فيه تحريم أكل السباع وكل مخلوق ذي ناب.
بينما أصحاب الحكم الثاني دليلهم أن التمساح من الحيوانات المائية التي تعيش بالماء، وهو بذلك من الحيوانات التي أباح الله عز وجل أكلها حيها أو ميتها بالقرآن الكريمة.
لكن كان رأي هيئة العلماء في هذه الإشكالية هو تأييد الرأي الأول بأن أكله حرام شرعًا والدليل على ذلك هو خطأ الرأي الثاني الذي يعتقد أن التمساح من الحيوانات البحرية إذ أنه من الحيوانات البرمائية.
وهو بالتالي ليس من الحيوانات المائية إذ يمكنه العيش في البر لفترة طويلة أو يعيش ف الماء.
لذلك فإن التمساح من الحيوانات التي لا ينطبق عليه ما ورد في آيات القران الكريم، التي حللها الله من عموم ما يعيش في البحر، فهو من حيوان المفترسة التي لديها أنياب ذات، بالإضافة إلى أنه مستخبث لدى الكثيرين.
هل يجوز أكل الضفدع
تعتبر الضفادع حيوان برمائي إلا أن حكم أكل الضفادع في الإسلام يختلف عن حكم أكل التمساح أو البرمائيات عمومًا، حيث جاءت تشريعات الفقهاء وجمهور العلماء واحدة بدون وجود أي خلاف في رأي أي منهم.
وذلك بناءً لما ورد في الحديث الشريف الذي حرم ومنع قتل الضفادع.
ذلك في هذا الحديث الذي سنده أبو داود” أن طبيبا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ضفدع يجعلها في دواء فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم عن قتلها” وصححه الألباني.
كما روى البيهقي نقلًا عن سهل بن سعد الساعدي أن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى المسلمين عن قتل خمسة كائنات” النملة والضفدع والنحلة والهدهد والصرد”.
على ذلك فإن الشريعة الإسلامية تحث على أن كل أمر نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم يجب فعله دون نقاش، وبذلك فإن قتل وأكل الضفدع محرم في الإسلام.
الأكلات المحرمة في الإسلام
حرم الإسلام أكل مجموعة محددة من الأطعمة، إذ ورد تحريم هذه الأطعمة في أبيات لقرآن الكريم كما ذكرت في السنة النبوية.
وللعلم فإن الأصل في كافة الأطعمة مباح في الإسلام، إلا هؤلاء الذين خصتهم الآيات والأحاديث بالتحريم، ومنها:
- الميتة: المقصود بها كل حيوان مات ولم يتم تذكيته بالطريقة الشرعية الإسلامية، ومن أهم ما ورد عن هذه الحالة هو كل حيوان أمات نفسه بنفسه.
- المنخنقة: وهي أي حيوان مات بالخنق.
- الموقوذة: ويعني بذلك كل حيوان مات من كثرة الضرب والتعذيب.
- المتردية: المراد بذلك الحيوان الذي مات بسبب سقوطه من مرتفع عالي.
- النطيحة: وذلك هو الحيوان الذي مات نتيجة نطحة شديدة من حيوان آخر.
- الحيوان الذي تمكن من جرحه وأكل منه أي حيوان مفترس آخر.
- الجلالة؛ وهي الحيوانات التي تعتمد في غذائها على القاذورات.
- لا تؤكل الحيوانات التي لم يذكر اسم الله عليها وتم ذكر غير الله عليها.
- إلى جانب هذه المجموعة المحرمة في كل حال وهي: لحم الخنزير، الحمر الأهلية، الطيور الجارحة، البغال، السباع التي منها التمساح.
- بالإضافة إلى كافة الحيوانات التي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتلها، وأيضًا التي منعنا من قتلها.
لم تترك الشريعة الإسلامية ولا كبار الفقهاء والتابعين شيء إلا وتم توضيحه حتى وإن كان حكم أكل التمساح والضفدع وأهم الأكلات الأخرى المحرمة في الإسلام أو غيره من الحيوانات، وذلك لدفع الضرر عن الإنسان ومساعدته على تنفيذ شرع الله وتطبيق سنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم.