أما حكمه في الآخرة فإن مرتكب الكبيرة إذا مات وهو مصر على شيء من الكبائر فهو تحت المشيئة، إن شاء الله غفر له وإن شاء عذبه، ولا يخلد في النار أحد من أهل الإسلام.
حكم مرتكب الكبائر أنه :
حكم مرتكب الكبائر أنه مؤمن لكنه عاصي لله وليس كافرًا، ويجب عليه أن يتوب. والكبائر لا تنقض الإيمان ولا تنافي الإيمان، والشخص الذي يرتكب الذنوب الكبيرة لا يخرج من الإيمان. ولا يخلد في النار اذا كان موّحد لله عز وجل، لأن الله تعالى يخرج من النار من كان في قلبه ذرة إيمان.
موت مرتكب الكبائر إذا مات وهو مصر على شيء من هذه الكبائر يكون تحت مشيئة الله عز وجل، فإن شاء غفر الله له ذنوبه، وإن شاء عذبه، لكن لا يخلد في النار أحد من أهل الاسلام.
الدليل على أن مرتكب الكبائر لا يخلد في النار، ويمكن أن يغفر الله له ذنوبه وهو تحت رحمة الله من:
- قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ) [النساء: 48]
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “بايعوني على ألا تشركوا بالله شيئا ولا تسرقوا ولا تزنوا،ولا تقتلوا أولادكم ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم, ولا تعصوني في معروف, فمن وفى منكم فأجره على الله ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب في الدنيا فهو كفارة له ومن أصاب من ذلك شيئا فستره الله فهو إلى الله إن شاء عاقبه وإن شاء غفر له”
- قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، في حديث انس بن مالك: “يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن شعيرة من خير ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن ذرة من خير, ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن ذرة من خير “
أي أن مرتكب الكبائر هو عاصي، وعليه أن يتوب ويرجع إلى الله، ويرى أهل السنة ان مرتكب الكبائر الذي لا يتوب عنها يكون عن مشيئة الله، والبعض منهم يغفر الله له، والبعض الاخر يعذبه على قدر المعاصي التي مات عليها دون توبة، والله أعلم.
هل مرتكب المعاصي يدخل الجنة
نعم، مرتكب المعاصي الذي يوحد الله يدخل الجنة، للحديث النبوي الشريف. عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما مِنْ عَبْدٍ قال: لا إله إلا الله، ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة، قلتُ: وإن زنى وإن سرق؟! قال: وإن زنى وإن سرق، قلتُ: وإن زنى وإن سرق؟! قال: وإن زنى وإن سرق؟! قلت: وإن زنى وإن سرق؟! قال: وإن زنى وإن سرق، على رغم أنف أبي ذر)
الشخص الذي يرتكب المعاصي لن يخلّد في النار، لأن ارتكاب الكبائر لا يسلب اسم الايمان من الشخص، ويبقى الشخص مؤمنًا بالله. أما الكافر المشرك فهو قد ارتكب ذنبًا لا يغفره الله عز وجل.
هذا الحديث النبوي الشريف وتكرير النبي عليه الصلاة والسلام لإنكاره يظهر لنا مدى رحمه الله تعالى على خلقه، وتكرار أبي ذر في الحديث ايضًا يظهر لنا استعظام الكبائر كي لا يعتقد المسلم أن ارتكابها أمرًا عاديًا، ولا يجب أن ننسى أن الذنب الذي يرتكبه المؤمن ولا يلقي له بالًا قد يكون عند الله عظيمًا، خاصةً اذا كان هذا الذنب يتناول حق من حقوق العباد.
لذلك هذا الحديث له وجهين، الوجه الأول هو أن يدرك المؤمن أن ارتكاب الكبائر هو خطأ عظيم لا يجب أن يقع فيه، ويجب أن يتداركه بالتقوى ومجاهدة النفس قدر الإمكان. لكن مع ذلك، إذا طاوع الإنسان هواه وغفل في مرحلة ما من حياته ثم تاب إلى الله، يجب عليها حينها أن يوقن أن الله عز وجل هو أرحم الراحمين. والعاقبة سوف تكون دخول الجنة.
الحكم لارتكاب الكبائر، هو شخص عاصي، مؤمن بالله، لكنه فاسق بوقوعه في هذه الكبائر، وقد تكون الذنوب الكبائر شديدة مثل ايذاء شخص، او الزنى، او شرب الخمر. والافضل ألا يقع الشخص بالذنوب الصغيرة من البداية، لأن تحقير الذنوب يجعل الشخص ينغمس في اللذات ويتوقف عن محاسبه ذاته، وعند ذلك يهلكه تحقير الذنوب، لأنها تأخذه في مسار الذنوب والكبائر.
حكم مرتكب الكبائر في الدنيا والاخرة
من مات وهو مرتكب الكبائر لكنه لا يشرك بالله عز وجل، ويقول لا إله إلا الله، يدخل الجنة، لكنه يمكن أن يدخل النار
عقابًا عن كبائر الذنوب التي ارتكبها دون أن يخلد في النار، وهو عاصي لأوامر الله عز وجل. الدليل على ذلك كثير
من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة
- في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء) [النساء: 48]
- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم: (أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وأنِّي رَسولُ اللهِ، لا يَلْقَى اللهَ بهما عبدٌ غيرَ شاكٍّ فيهما إلَّا دَخَل الجَنَّةَ)
لا يمكن الخوض بشكل دقيق بعقاب مرتكب الكبائر، أو دخوله الى الجنه أو النار وخلوده فيها وقت طويل،
لأن العلم عند الله عز وجل وحده، وهو الرحيم العفو الغفور الذي يغفر الذنوب مهما كانت اذا جاءه الشخص بالتوحيد.
بالرغم من ان كبائر الذنوب معروفة، لكن الظروف تختلف ايضًا، فقد يرتكب الشخص هذه الذنوب لفترة قصيرة أو يتوب عنها،
أو تحدث نتيجة ضغط نفسي أو اجتماعي، ثم يعود الى رشده، وهذا يختلف عن الشخص الذي يرتكب الذنوب
ويصر عليها، أو يستغرق في ظلم نفسه وظلم الآخرين. أي لا يمكن الحكم بشكل مطلق، والله عز وجل وحده
يعرف الخفايا ويعلم الغيب، وإن شاء غفر للشخص، وإن شاء عذبه بعدله.
ما هي الذنوب التي تخلد صاحبها في النار
هناك نوعين من الخلود
- الخلود الدائم في النار
- الخلود المؤقت
النوع الدائم: يكون هذا النوع للكفار، ومن يشرك بالله. قال عز وجل:
(يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ) [المائدة:37]
الخلود المؤقت: الخلود المؤقت في النار هو خلود طويل، وتوعد به الله الاشخاص الذين يرتكبون الذنوب الكبيرة،
مثل من يقتل مؤمنًا بغير حق، فهذا الذنب من كبائر الذنوب التي يجب أن يمتنع عنها اي شخص،
أو من يقتل نفسه بغير حق.
لكن هذا الخلود مهما كان طويلًا، ومهما عذب الله الشخص بعمله في الدنيا، ولكنه لا يكون مؤبدًا،
ويخرج من النار في النهاية من يملك في قلبه ذرة إيمان.
الشخص الذي يمت ايضًا وهو مرتكب للمعاصي، مثل الزنا، أو شرب الخمر، أو السرقة، أو العقوق،
دون ان يتوب فإن الله قد توعده بنار جهنم، يعذبه فيها، لكن حتى اذا دخلها لا يخلد فيها، وإن عفى عنه الله فعفوه أكبر من غضبه.
شاهد الزوار أيضاً:
مقال | |
مقال | |
مقال | |
مقال | |
مقال | |
مقال | |
مقال | |
مقال | |
مقال | |
مقال |