نصائح الحياة الزوجية

رهاب الزواج

رهاب الزواج

يقضي العديد من الأشخاص حياتهم كلها بانتظار الشخص الذي سيحبونه ويبقون معه إلى الأبد، وقد تكون القصة مختلفة بالنسبة لأشخاص آخرين، إذ يعتقد البعض أن الزواج ما هو إلَّا قيد مخيف يربط شخصين معًا، وتبدو ارتباطات الزواج لهم مرعبة كالجحيم.


يُسمى الخوف من الزواج أو الالتزام به بـ الجاموفوبيا gamophobia أو رهاب الزواج .

اشتُقت كلمة جاموفوبيا من الكلمة اليونانيةgamos التي تعني الزواج، وتشير الجاموفوبيا إلى الخوف الشديد الغامض والمستمر من الزواج والالتزام به. ما يخيف الشخص من الزواج تحديدًا هو قضاء حياته بأكملها مع شخص واحد، ويشابه أيضًا خوفه من الزواج خوفه من الموت.

قد يكون الشخص الذي يعاني من رهاب الزواج في علاقة مع شخص ما، لكنه يبتعد فجأة ويصبح عصبيًا عند ذكر موضوع الزواج.

يختلف هذا الرهاب تمامًا عن خوف الشخص من أن يبقى عازبًا؛ والذي يُسمى أنوبتافوبيا Anuptaphobia، ويختلف أيضًا عن الفيلوفوبيا Philophobia؛ وهو الخوف من الوقوع في الحب.

هل تشعر بخوفٍ غير منطقي تجاه الزواج؟ وهل أثر ذلك على حياتك العاطفية؟ وهل سمعت عن رهاب الزواج من قبل؟ فلنتعرف في هذا المقال على أهم المعلومات والتفاصيل المتعلقة بهذه الحالة.

رهاب الزواج

قد يدل الشعور بالخوف الشديد من فكرة الزواج على الإصابة برهاب الزواج أو فوبيا الزواج (Gamophobia)،

وقد لوحظ أن نسب الإصابة بهذه الحالة زادت كثيرًا خلال آخر 15 عامًا،

لذا أصبح من الضروري التعرف على هذه الحالة وأعراضها وأسبابها، وهذا ما سنتعرف تفاصيله في الآتي:

رهاب الزواج: ما المقصود به؟

تُشير فوبيا الزواج أو الجاموفوبيا إلى الشعور بخوفٍ مفرط ومستمر من الزواج والالتزام به،

وهذا قد يجعل المصاب يُواجه صعوبة في تكوين علاقات مع الأشخاص الآخرين، كما يُمكن أن تمنعه من ممارسة حياته بشكلٍ طبيعي في بعض الحالات.

وتجدر الإشارة إلى أنّ الجاموفوبيا لا تمنع المصاب من الوقوع في الحب والاهتمام بالآخرين،

لكنه تجعله يُصاب بالهلعٍ الشديد بمجرد ذكر موضوع الزواج أو التفكير فيه.

أعراض فوبيا الزواج

تختلف الجاموفوبيا عن الحذر والتردد الطبيعي الذي يشعر به أي شخصٍ مقبلٍ على الزواج، إذ يشعر المصاب بهذه الحالة بخوفٍ مفرط لمجرد التفكير بالزواج بشكلٍ عابر، كما تظهر عليه مجموعة من الأعراض النفسية والجسدية، وفيما يأتي سنبينها:

1. الأعراض الجسدية

يُصاحب رهاب الزواج مجموعة من الأعراض الجسدية، مثل:

تسارع ضربات القلب.
التعرق بصورة مفرطة.
الشعور بألمٍ وضيقٍ في الصدر.
تورد أو احمرار الجلد.
الغثيان.
ضيق التنفس.
الارتعاش.
الدوار.

2. الأعراض النفسية

من الشائع أن تظهر الأعراض النفسية الآتية عند الإصابة برهاب الزواج:

الشعور بالإحراج والذنب بسبب الخوف غير المبرر من الزواج.
الشعور بالنكد أو القلق الشديد لمجرد التفكير في هذا الأمر.
إدراك أنّ هذا الخوف مفرط وغير مبرر، ولا يُمكن السيطرة عليه.
الانزعاج والقلق عند رؤية الأشخاص المتزوجين.
الشعور بالإحباط.

بالإضافة لما سبق، عادةً ما يتخذ المصاب عددًا من الإجراءات التي تُساعده على تجنب الارتباط والزواج،

فعلى سبيل المثال قد يرفض المشاركة في أي مناسبات اجتماعية تتعلق بالزواج.

أسباب وعوامل فوبيا الزواج

تتشابه هذه الحالة مع أنواع الأخرى من الفوبيا في أنها تحدث نتيجة تداخل مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية، كما يعتقد العلماء أنّ الشعور بالقلق المستمر حول الالتزامات المالية والواجبات الاجتماعية المرتبطة بالزواج قد يلعب دورًا في تطوّر هذه الفوبيا.

بالإضافة إلى ذلك هناك عدد من العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بفوبيا الزواج، مثل:

1. تجارب الزواج السلبية

يزيد خطر الإصابة برهاب الزواج عند المرور بتجارب زواج فاشلة في السابق، مثل: الخيانة الزوجية، والطلاق،

ويُمكن القول إن الأشخاص الذين يكبرون في بيئات عائلية يسودها الخصام والنزاع يكونون أيضًا أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة.

2. مشاكل في أنماط التعلق

تصف أنماط التعلق السلوكيات والروابط العاطفية التي تتشكل بين الأشخاص، وعادةً تتطوّر هذه الأنماط في مراحل مبكرة

من الطفولة، لذا قد يُحدث خلل في أنماط التعلق إذا نشأ الطفل في عائلة غير محبة لا تُشبع حاجته العاطفية،

والذي من شأنه أن يزيد من فرص إصابته بفوبيا الزواج؛ لأنّ الأشخاص الذين يُعانون من مشاكل في أنماط التعلق

يجدون صعوبة في تكوين العلاقات، ويرفضون فكرة الزواج والارتباط.

3. العوامل الوراثية

يُعتقد أنّ العوامل الوراثية تلعب دورًا في الإصابة برهاب الزواج والحالات المرضية المرتبطة بالقلق،

ولكن تجدر الإشارة إلى أنّ السلوكيات التي يتعلمها الشخص من والديه أو عائلته قد تزيد من خطر الإصابة بهذه الحالات.

تشخيص فوبيا الزواج

يُشخص الطبيب فوبيا الزواج ضمن جلسة يطرح خلالها مجموعة من الأسئلة على المصاب حول تاريخه الطبي،

والأعراض التي يُعاني منها، ويُمكن أن يُقيم الطبيب الأعراض اعتمادًا على معايير تشخيص الفوبيا الآتية:

يُعاني المصاب من أعراض القلق مباشرةً عند التفكير بالزواج.
يتجنب مواقف معينة بسبب خوفه المفرط.
بدأت تُؤثر الأعراض على جوانب مختلفة من حياته.
استمرت الأعراض لمدة لا تقل عن 6 أشهر.
لا تكون الأعراض مرتبطة بأمراض نفسية أخرى، مثل: اضطراب القلق الاجتماعي، والوسواس القهري.

علاج فوبيا الزواج

تختلف طريقة علاج المرض باختلاف شدة حالة المصاب، ولكن من الشائع أن يلجأ الطبيب إلى الطرق الآتية:

العلاج السلوكي المعرفي (Cognitive-behavioral therapy): يُعد أحد أنواع العلاج النفسي،

ويُركز على تغيير النظرية السلبية المتعلقة بالزواج واستبدالها بأخرى إيجابية، كما يُعلّم العلاج السلوكي

المعرفي المصاب طرقًا تُساعده على التواصل بشكلٍ أفضل مع شريك حياته للتغلب على هذه المشكلة.
العلاج بالتعرض (Exposure Therapy): يتعلم المصاب خلال هذا العلاج مجموعة من التقنيات

التي تُساعد على الاسترخاء للسيطرة على أعراضه، مثل تمارين التنفس العميق، ثم يقوم الطبيب

بتعريضه تدريجيًا لعدة مواقف تتعلق بالارتباط والزواج.
علاجات أخرى: يُمكن أن يصف الطبيب أدوية علاج القلق ومضادات الاكتئاب في بعض الحالات.

نصائح للتعامل مع فوبيا الزواج

احرص على الالتزام بجلسات العلاج النفسي وأي أدوية وصفها لك الطبيب،

فهذا ضروري للتغلب على رهاب الزواج وتجنب مضاعفاته، مثل: الاكتئاب، والأفكار الانتحارية،

كما يُمكنك الاستفادة من النصائح الآتية للتعامل مع فوبيا الزواج:

احتفظ بمذكرة: سجل فيها الأفكار والمخاوف التي تراودك تجاه فكرة الزواج والارتباط، فهذا سيُساعدك على فهم أسباب حالتك بصورة أفضل.
فكّر برغباتك وأهدافك: قد تكون هناك أسباب أخرى تمنعك من خوض تجربة الزواج في الوقت الحالي.
جرب تقنيات الاسترخاء: قم بممارسة اليوغا، أو التأمل فهي قد تُخفف من أعراض فوبيا الزواج لديك.

شاهد الزوار أيضاً:

Salicia

توكل على الله واترك أمرك له، فمن رعاك وأنت صغير سيرعاك وأنت كبير 🙏 😉
زر الذهاب إلى الأعلى