قال تعالى: «وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ»؛
فالأم هي المصباح الذي يضيء عتمة الحياة، وهي نبع الحنان والحب والطمأنينة،
وهي المعلم والمربي والمؤدب، وللتعبير عن الامتنان للأم والتذكير بمقدار عطائها..
إليك أجمل أبيات شعر عن الأم.
قصيدة في الشوق إلى الأم
لعبت بي الأشواق يا أماهُ وثـَوتْ بقلبي وارتضت سكناهُ
وغدا بنيُّكِ يا حبيبة مغرمًا والتوقُ يضرم في الفؤاد لظاهُ
ناديتُ يا أهل المحبة هل رأى منكم ولوعٌ بعض ما ألقاهُ؟
هل منكمُ من بات مِن فرط الهوى تأبى معاينة الكرى عيناهُ؟
ليظلَّ في أفق الهيام محـلِّـقًا وهناك قد يحظى بمن تهواهُ
قالوا أيا راجي وصال حسينةٍ ويرومُ أن يحــــــظى بنيل مناهُ
إن التي تهوى ملاكٌ آسرٌ لا يـــــرتضي أبدًا فِدى أسراهُ
فعجبتُ من حبٍّ تفرد بالبقا في خــــــاطري آهٍ له أوّاهُ
لكن تأملتُ البلاد وأهلها من ذي التي ليست لها أشباهُ
حتى رأيتكِ يا مناي وبهجتي كالـــــــدرِّ في ليلٍ أضاء سناهُ
وقصدتُ يا أماه قلبك إنه وطــــني ومــــــــالي موطنٌ إلاهُ
وطني الذي مهما يباعدني النوى يبــــقى الملاذ وإن سكنتُ سواهُ
وطني الذي تخضرُّ لي جناته حــتى وإن هجر المحب حماهُ
أمي فديتك أنتِ معنى كامنٌ لا تدرك الأوصــــــاف لي حسناهُ
أمي فديتُكِ يا معينًا للهدى منهُ نهـــلتُ وطـــــــــاب لي مغناهُ
ربيتِني وغرستِ فيَّ مبادئاً تمــــحو عن الليل البهيــــمِ دجاهُ
علمتِني أنَّ القناعةَ مطلبٌ من حــــــازه فـــــــــقد استتمَّ غناهُ
ورأيتُ فيك الطهرَ ممتثلًا وقد أصبحتِ أنتِ على المدى معناهُ
أمي فديتُكِ أنتِ بلسمُ أجرُحي والـــــداءُ أنتِ طبيبـــــُـــه ودواهُ
علمتِني ألا أذلَّ وأنثني إلا لــــرب الناس جــــــــــلَّ علاهُ
واصدعْ بقول الحق في غضبٍ وفي حال الـــــــرضى والزورَ لاتغشاهُ
علمتِني أن التزلف للورى عارٌ يــــــدوم مدى الحيـــــــاة أذاهُ
فاربأ بنفسكَ يا بنيَّ ولا تهن فأنا أرى ما لست أنت تراهُ
واحذر مصاحبة اللئيم فإنه داءٌ يعَزُّ على الطبيب شفاهُ
وامنح لكل الناس خيرك واحتسب ودع التلوُّن كم فتى أرداهُ
قصيدة طيف نسميه الحنين، لفاروق جويدة
في الرِّكنِ يبدو وجهُ أمّي لا أراهُ
لأنَّه سكن الجوانحِ من سنين
فالعينُ إن غفلت قليلًا لا ترى
لكنَّ من سكنِ الجوانحِ لا يغيب
وإن توارى مثلَ كلَّ الغائبين
يبدو أمامي وجهُ أمِّي
كلَّما اشتدَّت رياحُ الحزنِ
وارتعدَ الجبين
الناسُ ترحلُ في العيونِ وتختفي
وتصيرُ حزنًـا في الضلوعِ
ورجفةٌ في القلبِ تخفقُ كلَّ حين
لكنَّها أمّي يمرُّ العمرُ أسكنـها وتسكنني
وتبدو كالظِّلالِ تطوفُ خافتةً
على القلبِ الحزينِ
منذ انشطَرنا والمدى حولي
يضيق، وكلُّ شيءٍ بعدها عمرٌ ضنين
صارت مع الأيامِ طيفًـا
لا يغيب ولا يبين، طيفـًا نسمِّيهِ الحنين
قصيدة فؤاد أمك
أغرى امرؤٌ يوما غُلاماً جاهلا بنقوده حتى ينال به الوطرْ
قال ائتني بفؤادِ أمك يا فتى ولك الدراهمُ والجواهر والدررْ
فمضى وأغرز خنجرا في صدرها والقلبُ أخرجهُ وعاد على الأثرْ
لكنه من فرطِ سُرعته هوى فتدحرج القلبُ المُعَفَّرُ إذ عثرْ
ناداه قلبُ الأمِ وهو مُعفّرٌ: ولدي، حبيبي، هل أصابك من ضررْ؟
فكأن هذا الصوتَ رُغْمَ حُنُوِّهِ غَضَبُ السماء على الوليد قد انهمرْ
ورأى فظيع جنايةٍ لم يأتها أحدٌ سواهُ مُنْذُ تاريخِ البشر
وارتد نحو القلبِ يغسلهُ بما فاضتْ به عيناهُ من سيلِ العِبرْ
ويقول يا قلبُ انتقم مني ولا تغفرْ، فإن جريمتي لا تُغتفرْ
واستلَّ خنجرهُ ليطعنَ صدرهُ طعناً سيبقى عبرةً لمن اعتبرْ
ناداه قلبُ الأمِّ كُفَّ يداً ولا تذبح فؤادي مرتين على الأثر
قصيدة تصف جمال الأم
لو كتبتُ الأشعارَ من مطر ما أنصفَ الشعرُ قلبها في كلامِ
قَلبُها زهرٌ من جنانِ نعـيـم فاحَ في مولدي كما في أيامي
لا أرى فوقَ الأرضِ غيركِ عشقاً كيف أهوى منَ الورى يا قوامي
كيفَ أُجزي من تمنحُ الفم خُبزاً إن أجعُ الحنانَ كانـتْ طـعـامـي
كَيفَ أُخزي من تمنحُ الدمَ عطرا إن عطشتُ الدُعاءَ صلّتْ أمامـي