بالرغم من مرور السنوات الكثيرة على واحدة من أكبر حروب العالم إلا إن العالم ما زال يشهد اثار الحرب العالمية الثانية إلى وقتنا هذا، فما تزال بعض الدول يتعافى من تبعاتها الأليمة، والتي سجلت في التاريخ العالمي كواحدة من أشرس الحروب التي غيرت معالم العالم السياسي نتيجة للكثير من العوامل السياسية التي ساعدت على اندلاعها، وهو ما سنتناوله في السطور التالية بشيء من التفصيل عبر موقع عالمك.
الحرب العالمية الثانية
من أشهر الحروب الدولية الدموية التي أثرت على العالم بأثره، شاركت فيها العديد من الدول في أوروبا والتي انقسمت إلى قوات الحلفاء ودول المحور.
وقد استمرت لمدة 6 سنوات، واندلعت الحرب العالمية الثانية بعد الحرب العالمية الأولى ب 21 عامًا، نتيجة لعدد من التطورات السياسية والصراعات الدولية والتي نتج عنها تقسيم الدول إلى دول المحور ومعسكر الحلفاء.
كانت بداية الحرب العالمية الثانية في سبتمبر عام 1939 واستمرت حتى عام 1945، وقد اعتبرت تلك الحرب بمثابة أكبر الحروب دموية في التاريخ، حيث خلفت دمارًا رهيبًا وعدد ضخم من القتلى.
تجاوز عدد المشاركين في معارك تلك الحرب 100 مليون محارب من مختلف الجنسيات والبلدان، استخدمت فيها القنابل الذرية بشكل واسع والتي عرفت بـ هيروشيما وناغازاكي مخلفة ما يقارب المليون قتيل.
كنت بداية هذه الصراعات عندما هاجمت ألمانيا النازية ذات الأطماع التوسعية بولندا أوائل سبتمبر عام 1939 لتشارك بعدها 60 دولة في حرب شرسة شهدت الكثير من الدمار والعنف.
اثار الحرب العالمية الثانية
- من أهم الآثار الناتجة عن تلك الحرب إنشاء منظمة الأمم المتحدة للسيطرة على النزاعات والصراعات بين الدول مستقبلاً بجانب تعزيز التعاون الدولي عالميًا.
- قد كان للحرب العالمية الثانية بالغ الأثر في إعادة تقسيم القوى السياسية والعسكرية حول العالم، كما أعادت هيكلة البنية المجتمعية في جميع الدول.
- بعد انتصار الحلفاء وهم الصين والولايات المتحدة الأمريكية مع المملكة المتحدة البريطانية وفرنسا والاتحاد السوفيتي شكلت تلك الدول المقاعد الدائمة بمجلس الأمن التابع لمنظمة الأمم المتحدة.
- امتازت الفترة التالية للحرب العالمية الثانية بما يسمى الحرب الباردة وعلى مدار 46 عامًا بين الدول العظمى وعلى رأسها الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي من ناحية، والقوى الأوروبية من ناحية أخرى.
- من الأكثر الجوانب التي تأثرت بتلك الحرب هو الجانب الاقتصادي في مختلف دول العالم، خاصةً على الصعيد الصناعي والي عمت معظم الدول إلى إصلاحه بمجرد انتهاء تلك الحرب.
- انشغال الرجال بالحرب وقتل عدد كبير منهم أثناء تلك الصراعات الدامية، مما أخل بالتركيب الاجتماعي للكثير من الدول والذي يعد من أسوأ اثار الحرب العالمية الثانية.
- انضمام الولايات المتحدة وفرنسا والصين والمملكة المتحدة لمجلس الأمن كأعضاء دائمين، مع ظهور العديد من الحركات الاستقلالية خاصةً في الدول الإفريقية والآسيوية.
شاهد اثار الحرب العالمية الثانية وأيضا: بحث حول مدينة وهران
أسباب الحرب العالمية الثانية
رغبة ألمانيا النازية بقيادة هتلر وحزبه الوطني الاشتراكي في الهيمنة على العالم بأثره، فقام بالتضامن مع إيطاليا واليابان لتحقيق تلك الأطماع الاستعمارية، والتي بدأها بغزو بولندا.
معارضة بريطانيا العظمى وفرنسا تلك الأطماع وإعلانها الحرب على ألمانيا، لتبدأ بعدها آثار الحرب العالمية الثانية على ألمانيا وغيرها من دول العالم.
معاهدة فرساي عام 1919 والتي طالبت بتغريم ألمانيا مقابل ما تسببت فيه من خسائر في الحرب العالمية الأولى، وقد كانت باتفاق كلاً من إنجلترا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وإيطاليا.
إصابة ألمانيا بالضعف والفقر جراء توقيع بنود معاهدة فرساي عليها، والتي نصت على نزع السلاح من ألمانيا وتغريمها ما يزيد عن ال 6 مليون جنيه إسترليني، بالإضافة إلى نزع مساحات كبرة من الأراضي الألمانية لصالح بعض الدول الأخرى.
تولى أدولف هتلر حكم ألمانيا ونقضه لمعاهدة فرساي، حيث سلح الجيش الألماني سراً بالكثير من الأسلحة المحذور على ألمانيا امتلاكها، كما جعل الخدمة العسكرية إلزامية بالجيش الألماني.
هجوم ألمانيا بقيادة هتلر على بعض المناطق المحيطة بهدف استعادة الأراضي الألمانية المصادرة مثل راينلاند والنمسا وأنسكلوس بالإضافة إلى سويتلاند وتشيكوسلوفاكيا وبولندا.
بداية حكم الحركة الفاشية بقيادة موسوليني وحزبه في إيطاليا، والتي صبغت الحكم بها بصبغة ديكتاتورية عسكرية قائمة على الاعتزاز بالقومية الإيطالية.
الأزمة الاقتصادية التي اجتاحت دول العالم عام 1929، والتي أدت إلى انتشار الفقر والبطالة وتأجج الصراع بين الدول المجاورة.
مهاجمة الجيوش اليابانية للصين وتدمير العديد من المناطق الصينية وعلى رأسها شنغهاي ونانجينغ، وارتكابها الكثير من الجرائم الشنيعة في حق الشعب الصيني.
لا تفوت اثار الحرب العالمية الثانية ومشاهدة: أنواع العمل في حياة الفرد والمجتمع
عصبة الأمم المتحدة
تم إنشاء تلك المنظمة في 1919 لحفظ السلام بين دول العالم، ووضع عقوبات تقضي بمنع الصراعات بين الدول وبعضها، مع الحفاظ على حقوق الإنسان.
ويقوم عمل تلك المنظمة على اتخاذ قرار سريع تتفق عليه جميع الدول المشتركة بها ضد أي دولة تحاول العدوان أو التعدي على دولة أخرى، إلا إنها لم تتمتع بأي قوة أو جيش يعمل على تنفيذ قرارتها.
حاولت تلك المنظمة من فرض سيطرتها على الدول الأعضاء ولكنها فشلت في تطبيق ذلك الأمر على أرض الواقع، مما أدى إلى عدم قدرتها على تحقيق السلام العالمي التي أسست من أجله.
انضم عدد محدود من الدول إلى عصبة الأمم المتحدة على عكس المتوقع، بالإضافة إلى مغادرة العديد من الدول المنضمة إليها.
تندرج العديد من المؤسسات العالمية من منظمة الأمم المتحدة، أشهرها محكمة العدل الدولية ومنظمة الصحة العالمية والجمعية العامة ومنظمة العمل الدولية.
أهم أحداث الحرب العالمية الثانية
غزو بولينا من قِبل ألمانيا، واعتراض فرنسا وبريطانيا على ذلك الأمر، ليبدأ عام عُرف بمصطلح (اللا سلم واللا حرب) والتي عقبت الإعلان عن الحرب العالمية الثانية 1939 ولكن دون البدء الفعلي للعمليات العسكرية.
غزو واحتلال الدنمارك والنرويج بالإضافة إلى بلجيكا وهولندا ولوكسمبورغ من قِبل ألمانيا النازية بقيادة هتلر عام 1940.
إعلان الحرب على فرنسا وبريطانيا من قِبل إيطاليا في عام 1940، كما غزت ألمانيا فرنسا في نفس العام مما أدى إلى تدمير جيشها بشكل كبير.
عقد هدنة بين فرنسا وألمانيا من ناحية، وإيطاليا من ناحية أخرى، ولكن رفض تلك المعاهدة الجنرال ديغول والذي أسس الجيش الفرنسي الحر وانضم إلى دول الحلفاء.
محاولة إيطاليا غزو مصر والواقعة تحت الاحتلال البريطاني والتي باءت بالفشل، في حين احتلت ألمانيا رومانيا لتنضم بعدها إلى دول المحور.
قيام الاتفاق الثلاثي أو اتفاقية المساعدة بين كلاً من ألمانيا وإيطاليا واليابان أو محور برلين روما طوكيو، والذي أقررت على أساسه اليابان بسيطرة إيطاليا وألمانيا كدول عظمى في أوروبا.
قذف هيروشيما ونجازاكي بقنبلة ذرية من قِيل الولايات المتحدة الأمريكية لأول مرة في التاريخ، والتي نتج عنها تدمير وقتل الآلاف الكثيرة من الشعب الياباني عام 1945.
انتهت الحرب العالمية باستسلام الإمبراطور الياباني هيروهيتو بعد احتلال منشوريا وكوريا ووقوعها تحت سيطرة الاتحاد السوفيتي.
في ختام حديثنا عن اثار الحرب العالمية الثانية أسبابها ومراحلها ونتائجها، والتي شملت جميع دول العالم بالكامل.
فقد نجحت العديد من تلك الدول التخلص من الانعكاسات السلبية الجسيمة للحرب اقتصاديًا واجتماعيًا وتجاريًا، في حين ظل البعض الآخر يعاني من تبعاتها لفترات طويلة من الزمن.