٩ طرق لتجنب آثار الانتقاد على علاقتك الزوجية الخلاف أمر لا بد من حدوثه في العلاقات، حتى في العلاقات الأكثر نجاحاً.
في الواقع، هذا أمر طبيعي وفي بعض الأحيان ممكن أن يكون أمراً صحياً لأنه يحرك جوانب وظيفية إيجابية للعلاقة مما يساعد في نجاحها بشكلٍ أكبر ٩ طرق لتجنب آثار الانتقاد على علاقتك الزوجية .
عند الاستناد على أسلوب تواصل منفتح يحترم رأي الآخر، يقوم الأزواج في الحفاظ على الحميمية فيما بينهم ويشعرون بأنهم أقرب إلى بعضهم البعض ٩ طرق لتجنب آثار الانتقاد على علاقتك الزوجية .
حيث أظهرت الأبحاث أن نجاح أو فشل العلاقة لا يعتمد على ما إذا تخللها بعض الخلافات أم لا، وإنما على كيفية إدارتها.
تمنح العلاقات الأشخاص فوائد رائعة للرفاهية، والرضا وتخفيف ضغوط الحياة ولكن بالمقابل هناك تحديات تواجه هذه العلاقات وأهم هذه العلاقات هي علاقة الزواج.
ويعتبر الزواج رابط ديناميكي بين شخصين يتطلب الرعاية والاهتمام ولكن هل يوجد زواج بدون مشاكل ؟ يتضمن الزواج العديد من التحديات ويمكن أن تضع هذه التحديات الزوجين تحت ضغط كبير، لكن العمل على مواجهتها معاً يمكن أن يقوي الروابط وبالتالي هذه التحديات قد تفرقهم وقد تقربهم اعتماداً على كيفية تعاملهم معها.

اقرأ أيضاً: 4 خيارات للتعامل مع الزواج غير السعيد

قام غوتمان* بطرح سؤالين في بحثه عن الزواج:

 

  • ما الذي يحتاجه الزوجين للشعور بالرضا اتجاه علاقتهما؟
  • ما الذي يمكن أن يتنبأ بحدوث الطلاق؟
لم يجد أن جميع السلبيات في العلاقة قد تؤدي إلى الطلاق بل أشار إلى أن هناك أربع أنماط للتواصل قد تكون هي العامل المدمر الأكبر الذي يمكنه التنبؤ بحدوث الطلاق، فشل العلاقة أو الانفصال بنسبة وصلت إلى ٩٠% إذا لم يتم السيطرة عليها وتغييرها.
أطلق غوتمان على هذه الأنماط اسم “الفرسان الأربعة لنهاية العالم”، وهم الانتقاد، الدفاع، الازدراء، الصَّد والابتعاد. من الصحيح أننا قد نجد جميع أو أحد هذه الأنماط في العلاقات بين الأزواج إلا أن الأزواج في العلاقات الصحية لا يستخدمونها بشكل متكرر وإن استخدمت يعملون على إصلاحها والحد منها. ولكن، كيف؟
في هذا المقال سوف نناقش نمط الانتقاد في التواصل وكيفية استخدام أساليب تواصل أخرى أكثر إيجابية ومريحة لكلا الطرفين.
“أنت دائماً…” “أنت نوع من الأشخاص الذين…” “لماذا أنت هكذا…” “أنت إنسان فوضوي تترك مناشفك المبللة على الأرض هكذا!”

هل تبدو هذه الجمل مألوفة؟

تقوم التعميمات والانتقادات على مهاجمة شخصية الشريك وكينونته بداعي أن يكون شخص على حق والآخر على خطأ. لذلك، عندما تنتقد شريك حياتك فإنك تقوم على تحوير المشكلة الواقعة بينكما ووضعها في جسد شريكك فتقوم بهز كيانه وإزعاجه. سيشعر أنه مهاجم، مُهان، مرفوض ومتألم وبالتالي سيقوم بالرد بشكل دفاعي أو انتقادي. هذا نهج سيء للتواصل يشعر كلا الطرفين أنه مهمل، لا يسمعه أحد وبعدها سيشعر كل واحد منهم بالسوء كلما تواجد قرب الشخص الآخر.

ما هي أساليب التواصل البديلة للانتقاد؟

تذمر لكن لا تَلُم:
الانتقاد ليس تذمراً.
بغض النظر عن مدى شعورك “بخطأ” شريكك، التواصل بالانتقاد والاتهامات لا يحلُّ شيئاً. بل عليك التعبير بتذمر عن السلوك بلا لوم بدلاً من الهجوم على شخص شريكك.

كيف؟ إليكم أمثلة ستمكنكم من فهم الفرق بينهما:

  • الانتقاد:

“أنت لا تفكر أبداً في كيفية تأثير سلوكك على الآخرين. لا أعتقد أنك تنسى، أنت فقط أناني! لا تستطيع التفكير بالآخرين، حتى أنك لا تفكر بي مطلقاً!”

  • التذمر:

“شعرت بالقلق عندما تأخرت عن موعد وصولك إلى المنزل ولم أتلق اتصالاً منك بعد. اعتقدت أننا اتفقنا على أن نبقى على اتصال في مثل هذه المواقف.”

  • الانتقاد:

“تتحدث دائماً عن نفسك. أنت بالفعل أنانيَ”.

  • التذمر:

“شعرت وكأنني لست جزءً من حديثنا البارحة.

هل من الممكن أن نتحدث عن يومي؟”

استخدم جملاً تبدأ بكلمة “أنا” بدلاً من أن تبدأ بكلمة “أنت”

عندما تبدأ عبارتك بكلمة ” أنا “، يقل احتمال أن تدخل في جدال ولن تضع شريكك في موقف دفاعي. لذلك، ركز على مشاعرك باستخدام “أنا”، وليس باتهام شريكك!
على سبيل المثال، بدلاً من “أنت مسرف للمال وعليك أن تتوقف عن الإنفاق على الأشياء السخيفة”، يمكنك القول “أعتقد أنه يجب علينا محاولة توفير المزيد من المال”.
بهذه الطريقة، سيشعر كلاكما برضا اتجاه هذه المحادثة لاستيعابكما مشاعر بعضكما البعض والاستماع لما تريدان التعبير عنه.

عبر عن احتياجاتك بطريقة إيجابية

ما هو شعورك؟ ما الذي تحتاجه من شريكك في هذا الموقف بالذات؟ مثلاً يمكنك طلب ما تحتاج بالقول “احتاج لأن تعيرني انتباهك وتسمع ما أريد قوله وأتمنى ألا تقاطعني حتى أنتهي من كلامي.” بدلاً من أن تقول: “توقف عن مقاطعتي”.

استخدم جمل تحتوي على “س، ص، ع”

يمكنك الجمع ما بين الجمل التي تبدأ ب “أنا” عند وصف سلوك معين مع استخدام س، ص، ع – أي يمكنك القول “عندما حدث “س”، شعرت ب “ص”، واحتاج إلى “ع”.” إليك ثلاثة أمثلة:
  • “عندما تذكر نظامي الغذائي أمام أصدقائي، أشعر بالخجل لذا أفضل ألا نناقش هذا الموضوع أمام الآخرين.”
  • “عندما تترك مناشفك المبللة على الأرض، أشعر بالغضب عندما أراهم لأنني اعتقد أنك تستغل وجودي لأضعها مكانها بالنيابة عنك.”
  • ” عندما أطلب منك أن تساعدني تقوم بإخباري عن خطأي، أشعر بالإحباط وكأن ليس هناك من يساعدني.”

البدء في المحادثة بشكل لطيف

عندما تبدأ المحادثة باستخدام كلمات مثل “عزيزي، حبيبي، حياتي… إلخ” فإنك تساعد في حل الخلاف وبالتالي انتقاء الكلمات التي تبدأ فيها المحادثة أمر مهم جداً عليك الانتباه له. إن بدأت عباراتك بكلمات لطيفة وتكلمت بهدوء فعلى الأغلب ستكون علاقتك أكثر استقرارًا وسعادة.

قم بوصف الموقف ولكن لا تقوم بتقييمه أو الحكم عليه

بدلاً من توجيه أصابع الاتهام أو المهاجمة أو إلقاء اللوم على شريكك، ما عليك سوى وصف الموقف/السلوكيات والتشبث بالوقائع التي يمكن ملاحظتها فقط. كن واضحًا واحرص على إبقاء الجمل موجزة. لا تتوقع من شريكك قراءة عقلك. على سبيل المثال، حاول أن تقول “يبدو أنني الشخص الوحيد الذي يعتني بآدم اليوم” بدلاً من “أنت لا تعتني بابننا أبداً وتحملني كامل المسؤولية في تربيته ورعايته”. بالإضافة إلى ذلك، بدلاً من قول “أنت كسول جدًا”، يمكنك القول “تركت المناشف المبللة على أرض الحمام مرة أخرى.” من هنا يتم التركيز على مناقشة المشاكل الصغيرة وتصحيحها بدلاً من توجيه الاتهامات أو الحكم على العادات القديمة. اجعل وصفك دقيقًا وملموسًا، مثل “المناشف” و “الرطب” بدلاً من “الفوضى”. من الأرجح أن يساعد هذا النهج شريكك في أخذ وجهة نظرك بعين الاعتبار وتقديم النتائج التي تأمل في الحصول عليها بدلاً من انتقادك.

تجنب التعميمات مثل “دائماً” و”أبداً”:

“أنت تفعل هذا دائمًا! أنت لا تساعد مطلقًا!” هذه الطريقة في الهجوم ليست مزعجة وغير صحيحة فحسب بل محبطة أيضاً. تخيل أنك استمعت إلى مثل هذه الانتقادات الموجهة إليك: إذا كنت “لا تفعل أبداً” شيئًا صحيحًا، فإن بذل جهد صغير الآن لا معنى له.

كن مهذباً ومقدِّراً لجهود شريكك:

فقط لأنك في خلاف مع شريك حياتك، لا يعني هذا أن احترامك أو محبتك له/لها يجب أن تتضاءل. استخدم عبارات مثل “من فضلك” و “أقدر ذلك عندما …” للمساعدة في الحفاظ على الدفء والاتصال العاطفي أثناء المحادثات الصعبة.

التزم بما تعرفه أو تشعر به فقط:

أنت لست على علمٍ بنوايا شريكك، لكنك تعرف كيف تشعر. فبدلاً من القول “قمت بإهانتي أمام والدتي عمداً” يمكنك القول: “لقد شعرت بالإهانة عندما قلت ذلك أمام والدتي.”

. كما ذكرنا سابقاً الجمل التي تبدأ ب “أنت” ليس لها مفعول مثل الجمل التي تبدأ ب “أنا”.
 إذا قلت: “قصدت أن تؤذيني” سيكون جوابك شريكك التلقائي “لا لم أفعل ذلك”، أما لو قمت بالتعبير بهذه الصيغة “شعرت بالألم عندما حصل ذلك”، لن يستطيع شريكك القول “لا لم تشعر/ي بالألم” بل سيكون الجواب “أنا آسف لم أقصد أن أؤذيك، سأحاول ألا أفعل ذلك مرة أخرى.”.
إن لاحظت أنك أنت أو شريكك تقومان بانتقاد بعضكما البعض، فلا تفترض أن مصير علاقتكما هو الفشل. تكمن المشكلة في الانتقاد عندما يصبح الأمر عادة ويكثر استخدامه، فإنه يمهد الطريق للفرسان الآخرين (أنماط التواصل الأخرى) الأكثر فتكًا، والتي سنناقشها في مقالات لاحقة.
من أجل التواصل مع شريكك بطريقة صحية، يجب أن يكون هناك تواصل حقيقي.
تذكر: عليك أن توضح نواياك في العديد من المواقف مما سيسمح لكما بتفادي إيذاء مشاعر الآخر دون داعٍ. من المهم أن تعبر عن مشاعرك بصدق، حتى لو بدا الأمر صعباً أو شعرت بالضعف.
 وبدلاً من التقليل من شأن بعضكما البعض، يمكنكما الاتحاد والعمل كفريق، حيث يمكن لكل منكما احتواء الآخر وبالتالي ستحافظان على علاقة مليئة بالحب، الدعم والثقة بعيداً عن الهجوم والاتهامات.
غوتمان: جون غوتمان (John Gottman) – الطبيب والباحث النفسي المختص في التنبؤ بالطلاق والاستقرار الزوجي، والمُصَنَّف من أكثر 10 معالجين تأثيراً في العالم في الربع الأخير من القرن الماضي.