من هو أليكسي نافالني
بعد نشر فيديو للمعارض الروسي ” Alexei Navalny ” ، الذي تحدث فيه عن قصر الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” ، شهدت روسيا احتجاجات وتظاهرات للمواطنين في روسيا في ميادين عامة حيث اتهم “نافالني” الرئيس “بوتين” بامتلاك مجمع فخم مساحته الكاملة سبعة آلاف هكتار وتعود ملكيته لجهاز الأمن الفدرالي الروسي (إف إس بي) ، ووصفه بأنه مهووس بالثروات والترف ، كما وصف المجمع بأنه ، دولة داخل روسيا ، وأكد أن بوتين يمتلك من خلال أسماء مستعارة عقاراً كبيراً ، وقصراً هائلاً قرب مدينة غيليندجيك ، على ضفاف البحر الأسود.
وذكر “نافالني” في الفيديو الذي نشره بأن هذا المجمع الفخم جداً، يضم بالإضافة إلى الكروم، حلبة هوكي على الجليد وحتى كازينو ، مؤكدا أنه تم تمويل هذا المجمع بتكلفة مائة مليار روبل (1.12 مليار يورو) ، من مقربين من الرئيس الروسي، مثل رئيس شركة النفط الروسية العملاقة “روسنفت” ، إيغور سيتشين ، ورجل الأعمال “غوينادي تيمتشينكو” ، وأضاف أن في هذه الدولة ليس هناك سوى قيصر غير قابل للعزل هو “بوتين”.
كما وصف “نافالني” حزب “روسيا المتحدة” الذي يتزعمه “بوتين” بأنه يسيطر عليه مجموعة من “المحتالين واللصوص”، وأن بوتين “يمتص دم روسيا” عبر “دولة إقطاعية” تحصر وتركز السلطة في “الكرملين”.
كما نفى المتحدث الرسمي باسم “الكرملين” هذه الاتهامات واستنكر حالات الاحتجاج التي تحدث.
حياة نافالني السياسية
“نافالني” من مواليد 4 يونيو 1976 ، وهو عضو مجلس تنسيق المعارضة الروسية ، كما انه الزعيم غير الرسمي لحزب التحالف الشعبي ، واكتسب شهرة في روسيا ، وخصوصًا في وسائل الإعلام الروسية ، ولديه ملايين المتابعين الروس على وسائل التواصل الاجتماعي ، وقد تمكن من إيصال بعض مؤيديه إلى المجالس المحلية في سيبيريا في انتخابات عام 2020 ، وهو متخصص في تحقيقات ضد الفساد تستهدف النخبة الروسية ، وظل في مكافحة الفساد ، لزمن طويل وهو الوجه الأبرز للمعارضة الروسية للرئيس فلاديمير بوتين
وفي الآونة الأخيرة حرض نافالني المواطنين الروس على الخروج في مظاهرات احتجاجا على الفساد مستغلا مدونته على موقع لايف جورنال ، كما أنه يكتب مقالات بانتظام في العديد من المنشورات الروسية ، مثل فوربس روسيا.
كما ادعى نافالني أن روسيا تواجه مشكلات كثيرة اقتصادية وسياسية آخرها العقوبات التي صدرت من الولايات المتحدة ، والاتحاد الأوروبي بسبب تدخل نظام بوتين في أوكرانيا ، وهذا يؤثر بشكل عام على المواطنين وتسبب في مشكلات داخلية يعاني منها أغلب المواطنين ، وأكد أن كل ما يؤثر على الشأن العام هو بسبب نظام بوتين السياسي الهش الذي يضعف بسبب الفساد لدرجة أن روسيا مهددة بأن تواجه تمردًا على غرار الربيع العربي.
وردا من روسيا على العقوبات الأوربية بشأن قضية المعارض الروسي “أليكسي نافالني”، فقد فرضت وزارة الخارجية الروسية عقوبات ضد شخصيات أوروبية، كما وضعت السلطات الروسية شقيق نافالني ومساعديه قيد الإقامة الجبرية، واعتقلت السلطات الروسية “يوليا نافالنيا”، زوجة المعارض الروسي أليكسي نافالني.
وقد اعتقلت الشرطة الروسية المعارض الشهير “أليكسي نافالني” فور وصوله إلى مطار شيريميتييفو ، في موسكو.
قضية نافالني
وفقا لتقارير من صندوق النقد الدولي الذي أعلن ، بأن الاقتصاد الروسي يواجه أزمة كبيرة وأنه في ظل العقوبات الاقتصادية المفروضة عليه على خلفية الأزمة الأوكرانية فإن الاقتصاد الروسي معرض للتدهور والانكماش هذا بالاضافة إلى استمرار التراجع في سعر النفط ، وتراجع اٌلاستثمارات المتدفقة إلى روسيا في مقابل تزايد اتجاه رؤوس الأموال للاستثمار في الخارج.
ومن أكثر المشكلات التي واجهت الاقتصاد الروسي هو تراجع سعر النفط، حيث أن روسيا من أكبر الدول المنتجة للنفط و تراجع أسعار النفط تساهم بشكل كبير في انهيار سعر الروبيل الروسي ، ووصوله إلى أدنى مستوياته في مواجهة الدولار الأمريكي هذا إلى جانب ارتفاع معدل التضخم وظهور مشكلات في ميزانية الدولة، بالإضافة إلى مشكلة الديون الخارجية.
تحدث نافالني عن مشكلات ، وضعف يواجه روسيا بشكل عام ، وهذا ما شجع المواطنين على التظاهر ، والاحتجاج لما تشهده روسيا من مشكلات تؤثر على أغلب المواطنين ، وتتعدد المشكلات داخل المجتمع الروسي ما بين مشكلات اقتصادية ، وبيئية ، ومجتمعية ، وصحية.
معارضة نافالني
أغلب المعارضين لنافالني يتهمونه بعمل تحالف مع دول الغرب لإطلاق سيناريو الفوضى على غرار أوكرانيا ، كما أنهم يصفوه بأنه مجرم ، ويريد إسقاط روسيا ، ويقولون أن هناك بلطجية ضمن الاحتاجاجات ، وأنهم يريدون إنقلابا في روسيا.
ويقول المعارضون لنافالني أن هدفه هو الانقلاب على السلطة في روسيا باستخدام الاحتجاجات الشعبية “سيناريو الميدان” ، وليس تحسين حياة المواطنين ، ويخدع المواطنين بكلام معسول عن تحسين الحياة وزيادة الأجور ، ولكن ليس في نيته أن يعمل لصالح المواطنين.
وأضاف معارضيه أن نوفالني يستخدم ملف أوروبي لإسقاط روسيا، ولهذا يأخذ اهتمام المجتمع الأوروبي.
وأضاف معارضي نافالني أن المتظاهرين كانوا يستفزون الشرطة ، لجعلهم يستنفذون صبرهم ولكن الشرطة لم تستخدم الرصاص ، واكتفت باعتقال بعض البلطجية ، ويرمي المتظاهرين الشرطة بالثلج ، وتضطر الشرطة للرد ، ثم يستخدمون الصور إعلاميا لإظهار أن النظام الروسي يضرب المعارضين.
ويقول معارضي نوفالني ، أن الولايات المتحدة تدعي بأن النظام الروسي يمنع الصحف من النشر ، ولكن الحقيقة أن الولايات المتحدة هي التي تمنع النشر في مثل تلك القضايا ، ويلقون باللوم على الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الاوروبي لأنهم السبب الرئيسي وراء هذه الفوضى.
كما يرى المعارضين أن المعلومات التي يتكلم عنها نافالني ، لا تأتي إلا من مراكز الاستخبارات الغربية ، وأن الفيلم الذي استخدمه نافالني تم تصويره في ألمانيا ، وأن هذا القصر الذي يتحدث عنه هو 3D ، وليس حقيقيا وحتى الطريقة التي تحدث بها في الفيديو هي طريقة أمريكية بمعني أنه ترجم هذا الكلام من الانجليزية إلى الروسية ، ولكن ترجمته من الانجليزية إلى الروسية كانت ترجمة ركيكة ، وهذا اتفاق واضح لاسقاط روسيا من قبل دول الغرب.
وأضاف معارضي نافالني أنه منتج غربي ، وهو لا ينفذ أي من سياسات روسيا ولا يهتم إلى المواطن الروسي، ولكن هو ينفذ أجندة بتمويل أمريكي لإسقاط بوتن، رغم أن بوتن لم يقل أنه ينوى الاستمرار في السلطة، ولكن كلها ألاعيب يستخدمونها لتنفيذ البرنامج الغربي التخريبي في روسيا.