هل تعلم ما هي مراحل نمو الإنسان؟ ربما قد تكون سمعت يومًا عن تلك المراحل أثناء الدراسة أو في أحد البرامج التعليمية،

والكثير منا يعرف من مجرد الملاحظة العابرة أن الإنسان يمر بمرحلة الطفولة،

ثم يصبح صبيًا مراهقًا ثم رجلاً ناضجًا ثم شيخًا كبيرًا، وهذا يعني أن النمو هو سلسلة متتابعة من التغيرات تمر بحياة الإنسان.

ما معنى النمو؟

يعتبر النمو ظاهرة طبيعية تحدث لجميع الكائنات الحية، وهي عملية مستمرة ومن أبرز خصائصها أنها لا تحدث فجأة،

بل تتم بالانتقال من مرحلة إلى أخرى تدريجيًا، ويحدث النمو في جانبين هما: الجانب الفسيولوجي أي النمو في التكوين الجسدي والجانب النفسي والاجتماعي،

ومن الحقائق الأساسية في عملية النمو أنه لا يسير بمعدل واحد عند الجميع، كما أن معدل النمو يختلف خلال مراحل نموه المختلفة،

فالإنسان وهو رضيع يتميز معدل نموه بالسرعة وفي مرحلة المراهقة تقل معدلات النمو،

فلكل فرد سرعته الخاصة في النمو، ولذلك يوجد فروق فردية كبيرة بين البشر.

مراحل نمو الإنسان

يقصد بالمرحلة أنها فترة من عمر الإنسان يمر بها ولها مجموعة من الخصائص التي تميزها،

وقد قسم علماء الأحياء دورة حياة الإنسان إلى مجموعة من المراحل وهي كما يلي:

مرحلة الطفولة المبكرة

تمتد من الميلاد حتى سن الخامسة، وفي هذه المرحلة يتركز اهتمام الطفل بإشباع مطالب جسمه

مثل الأكل والشرب والإخراج واللبس، وتمثل هذه المرحلة أهم مراحل حياة الإنسان، وتعد مرحلة الرضاعة تعد أهم خطوة في هذه المرحلة،

وفي هذه المرحلة تتطور علاقة الطفل الاجتماعية مع البيئة الاجتماعية التي يعيش فيها، وتظهر علامات التطور على الطفل من خلال اللعب،

حيث يبدأ باللعب المنفرد دون مشاركة أحد، ثم يلعب مع أقرانه.

ويميل الطفل في مرحلة اللعب الجماعي إلى التقليد والمحاكاة، لذلك يجب أن يتوفر للطفل القدوة الحسنة،

كما يعتمد الطفل في هذه المرحلة على أمه اعتمادًا كليًا في قضاء حاجاته الحيوية، ويتعلم الكلام والمشي.

مرحلة الطفولة المتأخرة

تمتد من بداية السنة السابعة حتى نهاية العاشرة وذلك عند الإناث، ومن السابعة حتى الـ12 عند الذكور.

تتميز هذه المرحلة بتباطؤ النمو وينضج الجهاز العصبي للطفل، كما أن النمو العقلي يأخذ في السرعة والازدياد في هذه المرحلة،

كما يرتفع مستوى الإدراك الحسي لدى الطفل، ويفضل في هذه المرحلة الاندماج مع أصحابه وتكوين صداقات،

ويبدأ بمعرفة العادات والتقاليد ويتعلم حقوق الغير.

وتتميز هذه المرحلة بالهدوء والاتزان في المشاعر، فلا يفرح بسرعة ولا يغضب.

مرحلة المراهقة

هي المرحلة التي يحدث فيها انتقال تدريجي نحو النضج البدني والجنسي والعقلي والنفسي،

وهي مرحلة البلوغ التي يختلف فيها عمر المراهق باختلاف الجنس والظروف الصحية والمناخية التي يعيش في وسطها.

ويتميز النمو العقلي في هذه المرحلة بنضج القدرات العقلية العليا مثل التفكير والتذكر والتحليل،

وهذه المرحلة لها مشكلات متعددة منها: الانحرافات الجنسية والعنف وبعض التمرد على كلام الكبار ورفضه،

وتتصف حالته المزاجية الانفعال والغضب، ويميل للنقد القيم وللأصدقاء.

مرحلة الرشد

تتميز مرحلة الرشد عن غيرها من المراحل بالاستقرار في النمو الجسدي،

والاستقرار النفسي وتتميز هذه المرحلة بأنها أكثر تعقيدًا، ومن المعروف أن الراشد الذكر يختلف عن الأنثى في سن الرشد،

بالرغم من وجود خصائص مشتركة بينهما، ومن أهم خصائص مرحلة الرشد التحرر التدريجي من المحيط الأسري والتربوي

والميل إلى الاستقلال و تحمل المسؤولية، وفي الواقع يخضع الإنسان في سن الرشد لضغوط العمل وضغوط المجتمع،

و التخطيط لبناء الحياة الأسرية، ويعتقد الراشد بأنه قد اختار قرارته بملء حريته، ولكنه في الواقع يقدم الكثير من التنازلات،

وهو في الحقيقة يحلم بالحرية وعدم المسؤولية اللتين تمتع بهما في سنة الطفولة والمراهقة.

مرحلة وسط العمر

تعتبر أكثر المراحل استقرارًا من الناحية النفسية، لكن تعرقلها بعض المشاكل والأزمات، حيث يصبح الجسد أضعف وتقل المادة البيضاء في الدماغ،

وهي المسؤولة عن الذاكرة، فتبدأ الذاكرة الاضمحلال، وقد يؤدي ذلك إلى إبطاء وتيرة نشاط المخ،

وتقل الرغبة الجنسية عند بعض النساء في هذه الفترة ويزداد الأمر مع سن اليأس،

وينخفض هرمون التستوستيرون عند الرجال، وهو الهرمون المسؤول عن زيادة الخصوبة وأيضًا القوة العضلية، كما تبدأ التجاعيد في الظهور ويقل طول الإنسان ويظهر الشعر الأبيض عند الكثيرين.