توحيد الله عز وجل
التوحيد، يعني نطق كلمة لا إله إلا الله ، ومعنى التوحيد: هو الإيمان بالله تعالى وحده وتنزيهه في الربوبية، والإدراك التام والإيمان بأن الله هو الإله الواحد الأحد،
لا شريك له في الملك، وأنه خالق كل شيء، وهو المستحق للعبادة، وقد أرسل الله عز وجل الأنبياء والرسل من أجل هداية الأمة
قال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ}(الأنبياء:25)، وقال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}
هل توحيد الله واجب على المؤمن
توحيد الله- بمعنى قول كلمة لا إله إلا الله والإيمان بالكلمة قولًا وفعلًا من أهم الشروط والواجبات التي فرضها الله على عباده،
وهي من ربك؟ وما هو دينك؟ ومن هو نبيظ؟
ولكي يجيب المسلم عن هذه الأجوبة، يجب أن يكون مؤمنًا بقلبه حتى يلهمه الله الإجابة، بينما الكافر لا يستطيع الإجابة عن هذا السؤال ، ويقول لا أعلم.
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يا مُعاذ، أتَدْرِي ماحَقُّ اللَّه على العِباد؟ قال: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلم،
قال: أنْ يَعْبُدُوه ولا يُشْرِكُوا به شيئا) رواه البخاري.
وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال: (لَمَّا بَعَثَ النبيُّ صلي الله عليه وسلم مُعَاذ بن جبَلٍ إلى نَحْوِ أهْلِ اليمن قال له:
إنَّكَ تَقْدَمُ علَى قَوْمٍ مِن أهْلِ الكِتَاب، فَلْيَكُنْ أوَّلَ ما تَدْعُوهُمْ إلى أنْ يُوَحِّدُوا اللَّهَ تعالى، فإذا عرفوا ذلك،
الأمور التي تنتج عن تحقيق التوحيد
إن توحيد الله عز وجل وحده لا شريك له يؤدي للعديد من الفضائل في الحياة الدنيا وفي الآخرة،
حيث يوفق الله المؤمن في حياته، ويدخله الجنة في الدار الآخرة،
- التوحيد من أهم أركان نصر المؤمن، عندما يخلص المؤمن في عبادة الله تعالى وحده ولا يشرك به شيئًا، يمكنه الله ويمده من حوله وقوته،
- قال الله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ
- الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}(النور:55)
- الأمان من مصائب الدنيا وأهوال الآخرة،
- والأمان من المصائب والشقاء والعذاب الذي ينتظر المشرك بالله، والهداية إلى الصراط المستقيم،
- وحتى لو ارتكب المسلم المعاصي، والذنوب، فإنه قد حقق أصل الإسلام وهو توحيد الله عز وجل دون الشرك به،
- فيتحقق له أصل الهداية، إن لم يصل للكمال ودرجات الصحابة الكرام،
- قال الله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ}(الأنعام:82)
- الثبات عن سؤال الملكين في القبر، لأن المشرك لا يمكنه الإجابة عند سؤال الملكين، وهو يشقى في جحيم الآخرى،
- بينما الموحد لله حتى لو يكن من أهل التقوى والصلاح وكمال الإيمان، يمده الله بالعون عند السؤال
- في القبر قال الله تعالى: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ}(إبراهيم:27)
- بالتوحيد ترتفع درجات المؤمن، لأن قول لا إله إلا الله يغفر الذنوب ويكفر عن المعاصي،
- ويرفع درجات المؤمن، والتوحيد سبب رئيسي للتكفير عن الذنوب، حيث جاء في الحديث القدسي،
- عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: (قال الله : يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني
- لا تشرك بي شيئًا لأتيتك بقرابها مغفرة) رواه الترمذي وصححه الألباني
- توحيد الله عز وجل سبب للفوز
- بشفاعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، يوم لا ينفع الشخص إلا عمله الصالح،
- ويدخل الجنة بفضل الله تعالى وفضل رسوله، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (قُلتُ: يا رَسولَ اللَّه، مَن أسْعَدُ النَّاسِ بشفاعَتِكَ يوم القيامة؟
- فقال: لقدْ ظَنَنْتُ يا أبا هريرة أن لا يسْأَلَني عن هذا الحديث أحَدٌ أوَّل منْك،
- لِما رَأَيْتُ مِن حِرْصِك على الحديث، أسْعَدُ النَّاسِ بشَفَاعَتي يَومَ القِيَامة
- مَن قال: لا إله إلَّا اللَّه، خَالِصًا مِن قَلْبه، أوْ نَفْسِه) رواه البخاري
- التوحيد شرط رئيسي لكي يتم قبول الأعمال التي يقوم بها المؤمن،
- لأن الله لا يقبل العمل إذا لم يكن لوجهه، أو كان الشخص
- و الذي قام به يشرك بالله، إنما يتم قبول العمل عندما يراد به
- وجه الله تعالى، ويكون بنية صافية، ودون مخالفة لشريعة الله تعالى ورسوله.
كيف يمكن تحقيق التوحيد بالله تعالى
- ترك الشرك الأكبر والأصغر والخفي
- تجنب البدع بجميع أنواعها
- تجنب ارتكاب الذنوب والمعاصي
ويجب ان يدرك المؤمن أن هناك مراتب تحقيق التوحيد وليس مرتبة واحدة، وأن الدرجة التي يجب
أن يتسابق لها المؤمنون هي أن يكون القلب خالصًا لوجه الله، وغير متعلق بسواه، وألا يلتفت المؤمن لأحد غير الله،
وأن يكون كل ما يقوم به، أو ينطق به لسانه موجه لله، وأن يكون الإيمان في القلب والعمل.
- التفكر في آيات الله ومخلوقاته والعلم بأسماء الله وصفاته،
- لأن الشخص لا يمكن أن يصل للإيمان والتوحيد
- دون أن يدرك صفات الله تعالى عز وجل، وإن البحث والتفكر بهذه الصفات هو واجب على كل مؤمن، والانشغال
- عن هذا الشيء هو من الأمور التي نهى الله عنها.
- التصديق بكل ما أنزل الله ورسوله دون الشك بها
- الانقياد لأمور الله تعالى وتجنب نواهيه،
- وترك المنهيات والذنوب التي نهانا الله عنها، وكلما حسن انقياد المسلم لأوامر الله، كلما تحسن إسلامه ومنزلته في الجنة.
فالمؤمن الموحد لله يتوكل على الله سبحانه وتعالى أحسن التوكل،
ولا يلتفت للأسباب الدنيوية، ولا يتعلق سوى بخالق هذا الكون،
أو الادعاءات التي لا تحمل في طياتها الحقيقة، إنما يجب أن يكون التوحيد صادقًا من القلب، ويقر في القلوب،
وأن يبادر المسلم ويفني عمره في عمل الخيرات ونفع الناس، والتنافس في طاعة الله.