تعتبر القوارض نوع من أنواع الحيوانات التي تنتمي إلى الثدييات ، وتتميز القوارض
بأن لها صفان من الأسنان والقواطع والتي تتوزع بالتساوي في أعلى وأسفل الفم ، وتعتبر القوارض
هي أكبر مجموعة من الثدييات حيث تشكل حوالي ما يقرب من نصف فصائل الثدييات والتي يصل عددها إلى 4660 نوعًا .
تسكن القوارض جميع المناطق الأرضية على سطح كوكب الأرض باستثناء القارة القطبية الجنوبية ،
ونيوزيلندا وعدة أماكن من القطب الشمالي وجزر المحيطات الأخرى على الرغم من إدخال بعض الأنواع
إلى تلك الأماكن من خلال ارتباطها بالبشر ، وبناءً على دراسة علم الأحياء نجد أنه يتم توزيع القوارض في 27 عائلة
منفصلة بما في ذلك الفئران ، القنادس ، السناجب والشينشيلا وغيرها من الأنواع الأخرى .
خصائص القوارض
عند دراسة خصائص ومميزات القوارض نجد أن جميع القوارض تتميز بوجود قواطع تنمو باستمرار
ذات طبقة مينا صلبة في الجزء الأمامي من كل سن وطبقة عاج أخرى أكثر نعومة في خلف كل سن .
تضمن طبيعة مفصل الفك عند القوارض أن القواطع لا تلتقي عند مضغ الطعام وأن أسنان الخد
العلوي والسفلي لا تتلامس أثناء الفرائس الأخرى من الحيوانات ، كما يتميز مفصل الفك بمجموعة من العضلات القوية
والمقسمة بشكل معقد والمرتبطة بالجمجمة والتي تعطي القوارض بقوة كبيرة أثناء المضغ والقضم .
أهمية القوارض بالنسبة إلى البشر
لقد عاشت القوارض على كوكب الأرض لمدة تصل إلى 56 مليون سنة على الأقل ، وتفاعلت
القوارض بشكل كبير مع البشر ولكن عواقب تفاعلاتهم خلال هذا فترة قصيرة من الوقت كانت عميقة ،
بالنسبة للقوارض كان البشر الأوائل مجرد مفترس آخر يجب تجنبه ، ولكن مع بدء عادات الصيد والتجمع
وممارسات الزراعة المستقرة أصبح البشر مصدرًا موثوقًا للمأوى والغذاء لتلك الأنواع التي لديها القدرات الوراثية
والسلوكية الفطرية للتكيف مع الموائل التي من صنع الإنسان .
أما عن تأثير
القارض على البشر نجد أن هذه الأنواع من القوارض كان لها الأثر الكبير على التجمعات البشرية ،
حيث أدت القوارض إلى تلف المحاصيل الزراعية قبل حصادها ، بالإضافة إلى تلوث الكثير من الأغذية المخزنة بنفايات
القوارض ، وتسرب العديد من النفايات للماء الناتج من الحفر الذي تقوم به القوارض ، بالإضافة
إلى تتضرر الكثير من الأشياء من قضم القوارض ، كما أن بعض أنواع القوارض تعتبر مصدر خطير لكثير
من الأمراض التي تفشت لكثير من الأوقات مثل الطاعون ، التيفود الفأري ، حمى الفئران ، حمى الجبال الصخرية ،
حمى لاسا وغيرها من الأمراض الأخرى ، ولكن ليست كل أنواع القوارض تعتبر آفات أو ناقلات للأمراض الخطيرة
ولكن هذه هي أنواع القوارض الأكثر ارتباطًا بالناس .
توجد بعض القوارض الأخرى
المفيدة للبشر حيث توفر هذه القوارض مصدرًا للغذاء من خلال الصيد وتربية الحيوانات ، بالإضافة
إلى استخدام فراء الكثير من القوارض من أجل صناعة الملابس المشتقة من الفراء ، ونجد أيضاً أن هناك
أنواع كثيرة من القوارض يتم استخدامها كحيوانات الاختبار للطب الحيوي و البحث الجيني ،
كما تستخدم بعض أناع القوارض من أجل المتعة والاقتناء كحيوانات أليفة منزلية .
الحياة الطبيعية للقوارض
قد تكون القوارض ذات طبيعة نهارية أو ليلية أو أحيانًا تنشط أثناء جزءًا من
النهار والليل ، وعلى الرغم من أن بعض الأنواع من القوارض تأكل الأعشاب ، إلا أن الأنظمة الغذائية الشائعة لمعظمها تشمل المواد النباتية والحيوانية .
تحصل القوارض على احتياجاتها من المواد الغذائية والطعام الذي جمعه أو حمله إلى الجحور وتخزينه ،
أما أنواع القوارض التي تعيش في الموائل القاحلة والجزر المحيطية تكون قادرة على الحصول على احتياجاتها
المائية من غذائها ، وتقوم القوارض بإنشاء مجموعة متنوعة من الملاجئ والجحور التي تتواجد في ثقوب
الأشجار ، والشقوق الصخرية ، أو الجحور البسيطة ، والأعشاش الخفية على أرض الغابات وهياكل الأوراق والأشجار
أو أكوام النباتات المقطوعة المبنية في بيئات مائية أو شبكات معقدة من الأنفاق .
أما عن فترات نشاط القوارض
نجد أن معظم القوارض تكون نشطة طوال العام أو تدخل فترات السكون العميق ، ويختلف وقت التكاثر
وطول فترة الحمل وحجم صغار القوارض اختلافًا كبيرًا ، على سبيل المثال يمكن للفأر البني أن يولد صغارًا
يصل عددهم إلى 22 ، ويمكن أن ينتج نوع أخر من الفئران المنزل ما يصل إلى عددهم إلى 14 صغير ،
وقد تظل بعض القوارض مستقرة ، أما البعض الأخر من الممكن أن يهاجر خاصة عندما تصبح الأعداد كبيرة جدًا .
شكل أجسام القوارض
عند دراسة أشكال القوارض نجد أن شكل جسم السناجب الشجرية تعتبر نموذجًا لشكل أقدم القوارض
حيث تقوم السناجب بتفتيت جذوع الأشجار والركض على طول الفروع والقفز إلى الأشجار المجاورة ،
كما تتميز برشاقة أجسامهم على الأرض ، كما أن وبعضهم سباحون بكفاءة عالية .
ترتبط
أشكال أجسام أنواع أخرى من القوارض بأنماط وبيئات حركية أخرى ، حيث أن بعض أنواع القوارض الشجرية
لها ذيل طويل ، بينما ينتقل أنواع أخرى من شجرة إلى شجرة أخرى عن طريق دعمها بأغشية مغطاة بالفرو بين الزوائد ،
ويشمل ذلك القوارض الحفرية ، الفئران العمياء ، والسناجب الأرضية التي تتميز بطبقات فرو وقواطع
قوية وعيون وأذنين صغيرة وأقدام كبيرة تحمل مخالب حفر قوية .
تمتلك القوارض
شبه السمكية مثل القنادس وفئران الماء صفات متخصصة تسمح لهم بالسباحة في الموائل المائية
وفي الجحور الأرضية مثل فئران الكنغر والفئران القافزة ، الجربوع التي تتميز بأن لها أقدام قصيرة وأطراف
وأقدام خلفية طويلة وقوية وذيل طويل يستخدم لتحقيق التوازن .
بغض النظر
عن شكل أجسام القوارض فإن جميع القوارض تشترك في نفس الأدوات الأساسية التي كما لاحظ العلماء
يمكن استخدامها لقطع وتقطيع وحفر وطعن الفرائس وحملها بدقة مثل الملاقط حيث يمكنهم
قطع العشب وفتح المكسرات وقتل فريسة الحيوانات وحفر الأنفاق وسقوط الأشجار الكبيرة.
أكبر القوارض العملاقة في العالم
القوارض هي أكبر مجموعة من الثدييات ، وأشهر القوارض هي الفئران ، وتوجد هناك قوارض
عملاقة منتشرة في مناطق ومناطق بيئية مختلفة حول العالم ، وفي بعض المناطق يأكل البشر
هذه القوارض العملاقة كغذاء في مناطقهم حيث تتغذى القوارض العملاقة إلى حد كبير على النباتات ولكن بعضها أيضًا يأكل اللحوم .
أما عن أكبر القارض في العالم فهو ما يطلق عليه اسم كابيبارا وهي موطن لأمريكا الجنوبية
حيث توجد في مناطق مثل شمال الأرجنتين وجنوب فنزويلا وشرق كولومبيا ، ويتراوح طول رأسه
وجسمه بين 1.06 إلى 1.34 مترًا ، ويبلغ ارتفاع الكتف من 50 إلى 62 سم ، ويمكن أن يزن من 35 إلى 66 كجم وذلك وفقًا لكثير من الدراسات .
يتميز كابيبارا بأن لها رأس حادة مع أرجل قصيرة وذيل صغير ، ويمكن للفراء أن يكون ذات لون بني داكن ،
محمر ، وبني مصفر ، مع بقع سوداء على الوجه والسطح الخارجي للأطراف ، يتغذى كابيبارا على الأعشاب
والحبوب والفاكهة والنباتات المائية ، تتميز الكابيبارا بأنها نشطة في الصباح والمساء وتعيش في مجموعات عائلية من 10 إلى 30 حيوان .