يسعى الجميع إلى حماية أطفالهم الصغار من أي أذى،
إلا أن ذلك الدافع القوي ليس وحده ما يضمن تحقيق الأمان للطفل الرضيع،

بل يمكن لأفعال الأبوين حتى وإن كانت بحسن نية أن تضر بالطفل، مثلما يحدث عند تغطية عربة الأطفال لحمايتهم من أشعة الشمس والحرارة الشديدة.

تغطية عربة الأطفال

بينما انتشرت ظاهرة قيام الآباء بتغطية عربة الأطفال ببطانية أو حتى بقطعة قماشية تبدو رقيقة،

أملا في حماية الأطفال الرضع من أشعة الشمس القوية أحيانا، فإن تحذيرات العلماء تكشف عن خطورة هذا الفعل.

يؤكد المتخصصون في طب الأطفال أن تغطية عربة الأطفال ببطانية مهما كانت خفيفة أو رقيقة،تساهم في حدوث تأثير البيت الزجاجي،

والذي يعرف بأنه ذلك التغير الواضح في درجات الحرارة داخل بيئة ما، نظرا لحدوث اختلافات في التفاصيل المحيطة.

يساهم تأثير البيت الزجاجي في حال تغطية عربة الأطفال، في شعور الطفل الصغير بعدم الراحة وفي معاناته من السخونة الزائدة،

الأمر الذي تزداد خطورته في ظل عدم قدرة الطفل من ناحية على البوح بما يشعر به،
ومن ناحية أخرى في ظل عدم رؤيته من جانب الأبوين وهو أسفل البطانية أو قطعة القماش المتروكة عليه.

اختبار مقلق

ربما يرى البعض أن تلك النتائج مبالغة قليلا، ولكن هذا ليس ما توصل إليه أصحاب إحدى قنوات اليوتيوب المهتمة برعاية الأطفال،

والتي تعرف باسم Channel Mum، حيث قاموا بإجراء اختبار بسيط لتبين الفارق بين درجات الحرارة داخل عربة الأطفال المغطاة في يوم حار، وبين درجة الحرارة بها عند عدم تغطيتها.

فوجئ الباحثون من خلال هذا الإجراء بأن درجة الحرارة داخل عربة الأطفال ارتفعت في غضون 7 دقائق فقط
من تغطيتها وبصورة مخيفة،

فبينما كانت أقل من 30 درجة مئوية في البداية، فإنها زادت لتتخطى حاجز الـ35 درجة مئوية
خلال دقائق بسيطة للغاية، الأمر الذي يضر بحالة الطفل الصحية دون شك.

حلول ممكنة

يرى الخبراء أن حماية الطفل من الأجواء الحارة لا تتطلب تغطيته بهذا الشكل المضر بصحته، بل نحتاج فقط إلى الحرص على بعض الأمور البسيطة،
مثل محاولة السير في الظل مع إمكانية حماية الطفل من الشمس بواسطة شمسية فوق رأسه.
كذلك يمكن الاعتماد على عربة الأطفال المكونة من قبة أمامية، والتي يجب أن تحتوي كذلك على فتحة في الخلف لضمان مرور الهواء بالشكل المناسب،
مع الوضع في الاعتبار أنه في كل الأحوال ينصح بإلقاء النظر ومتابعة حالة الطفل كل 10 إلى 15 دقيقة، للتأكد من عدم معاناته من الحرارة الشديدة.
كذلك ينصح بمراقبة أعراض السخونة الزائدة لدى الطفل إن تعرض للحرارة المرتفعة، حيث تتنوع ما بين تغيرات في عملية التنفس لديه
وتورد واحمرار واضح في الوجه، علاوة على التعرق الزائد والإحساس إما بالخمول الشديد أو بالانفعال والغضب.

خطورة هذه الممارسة حقًا

أجرت قناة YouTube ، Channel Mum ، اختبارًا للتحقق من مدى خطورة هذه الممارسة حقًا. في يوم مشمس حار ، قاموا بقياس درجة الحرارة أولاً في عربة أطفال مفتوحة ثم في عربة أطفال مغطاة بقطعة قماش من الشاش. بعد 7 دقائق من القياس ، أظهر مقياس الحرارة 85.82 درجة فهرنهايت في عربة أطفال مفتوحة و 95.18 درجة فهرنهايت في عربة الأطفال المغطاة. ارتفع الفرق في درجة الحرارة بين عربتي الأطفال بنحو 10 درجات فهرنهايت في غضون 7 دقائق فقط.
في الختام، ربما تعتبر تغطية الصغار أثناء الجلوس في عربة الأطفال من الأفعال التي يقوم بها الأبوان بحسن نية،
إلا أنها تندرج في النهاية تحت قائمة طويلة من الأخطاء الشائعة التي ينصح بعدم تكرارها فيما بعد.