الحب هو حالة عاطفية يحتاجها كل إنسان ذكراً كان أو أنثى!
شاباً، طفلاً أو كهلاً!
وأعتقد أن جميعنا نهتم بالخيارات الحياتية التي تؤمن لنا هذه الحاجة العاطفية بشكل فطري،
إلا أننا بعد أن نختار الشريك العاطفي، نجد أن الحياة تلقي علينا من مسؤولياتها وأعبائها الشيء الكثير،
مما يجعلنا ننسى هذه الحاجة فينا وفي الشريك (الزوج أو الزوجة) أو نتناساها ظناً منا بأنها لم تعد أولوية.
- من منا لا يسعى في حياته لتطوير وضعه المادي والمهني؟
نركض ركض الوحوش علّنا نجد مكانا آمناً يشعرنا بالاستحقاق،
وننسى في هذا اللهاث أن الوقت يجري معنا ويسبقنا في معظم الأحيان،
لنستيقظ فجأة على آثار علاقات اجتماعية وعائلية تحيط بنا، وتقوم بدورها الوظيفي
إلا أن الوحدة هي التي تسود القلوب، وأن ما أنفقناه في حساب الحبفي علاقاتنا كان ضئيلاً جداً
مقارنة بما أنفقناه في ميزان الاستهلاك والمظاهر والتفرد.
من الجدير في هذا الخصوص تسليط الضوء على واحدة من أطول الدراسات العلمية
في العالم والتي استغرقت أكثر من 80 عاماً حتى أنجزت،
حيث توصل علماء من كلية الطب في جامعة هارفارد في هذه الدراسة إلى حقيقة علمية كانت مفاجئة!وهي أن “العلاقات الاجتماعية الجيدة، وليس المال والشهرة، هي ما يجعلنا أكثر سعادة في حياتنا وأفضل صحة! حيث أظهرت الدراسة أن دور الوراثة في طول العمر كان أقل أهمية من مستوى وجودة العلاقات الاجتماعية”.فهل لنا أن نهتم أكثر في تغذية هذا الكيان
الذي يجمعنا داخل علاقة الزواج “كيان الحب”؟!
من المهم جداً أن ندرك أن الحب لا يأتي من فراغ!
فهو يعتمد على التركيز الذهني والتواصل العاطفي والسلوك الواعي
بقيمة الارتباط والمودة والدعم بين الزوجين.
الشعور بالرضا والتقبل والانتماء لكيان الحب الذي يجمع الزوجين
هي حاجة يجب علينا أن نعترف بها. فلا يكفي أن نعتبر الزواج هو تحصيل حاصل!
وأن زوجي هو مرتبط بي بحكم زواجنا، لأن في ذلك خطورة تهدد أمان الزواج عند أي منعطف،
وبالتالي تهدد الاستقرار للزوجين والأبناء ولشكل العلاقة الزوجية القوية التي نطمح لها جميعنا.
الحب يحتاج إلى ثقة بالنفس وثقة بالزوج حتى نبني معاً ثقتنا بكيان الحب الذي يجمعنا،
فنهتم بتغذيته ونقدر جهدنا واستثمارنا فيه.الثقة بالنفس هي التي تشحننا بطاقة عاطفية تمكننا من اجتياز التحديات التي تهدد استقرارنا وسعادتنا، والثقة بالشريك كذلك تمنحنا شعور بالأمان وبالقدرة على استقبال الحب ومنحه!ولن ننسى أن البيت هو المدرسة الأولى للحب والذي يستقي منها أبناؤنا فرص تعلم الحب
بشكل صحي يحافظ على قيمتهم واحترامهم ويمنحهم القدرة
على أن يكونوا شركاء وأمهات وآباء أفضل!
لكن كيان الحب هو كيان تصنعه أنت بأفكارك ومشاعرك وسلوكياتك،
ولا علاقة لتاريخ عائلتك أو نجاحاتهم أو إخفاقاتهم به.
وحتى يقوى كيان الحب بين الزوجين، يجب على الاثنين معاً تقييم
هذا الكيان بشكل واقعي يعتمد على طبيعة العلاقة فيما بينهما وما يتعلمانه
معاً من نقاط قوة وضعف واهتمام بتطوير كل منهما لمهاراته العاطفية،
وبالتالي يقلل من تأثير كلام الناس والقصص التي عاصراها
في طفولتهما على نظرتهما للحب والعلاقة الزوجية.
- كم مرة تحتاج المرأة للجماع في الأسبوع ؟
- رسائل اعتذار قوية ومؤثرة للزوج
- رسائل اعتذار قوية ومؤثرة للزوج
- لماذا يحب الرجل شم رائحة المرأة
- اختبار لغات الحب الخمسة
- ومن هنا وجب عليك أن تعي حاجتك للحب، وحاجة شريكك،
وتجتهد للحفاظ عليها بالبذل والدعم والتقبل والحماية.
معادلة “الحب صح” هي معادلة بسيطة أقترحها بهدف التركيز على طبيعة العلاقة الزوجية
داخل كيان الحب، وهي معادلة تضع ثلاثة عوامل رئيسية على الميزان،
احتياجاتي العاطفية، احتياجات الزوج العاطفية، واحتياجات كيان الحب فيما بيننا.
فالحب مسؤولية، مسؤولية تجاه نفسك وأهميتك لإشباع حاجاتك العاطفية
داخل إطار الزواج بدلاً من هدر طاقاتك في علاقات تشبه الحب.
كما أنه مسؤولية تجاه الشريك من خلال الوعي باحتياجاته العاطفية
ومساعدته لإشباع هذه الاحتياجات حتى لا يبحث عن هذه الحاجة خارج إطار الزواج هو أيضاً.
فما الذي يحتاجه شريكك؟
الشعور بالأمان وبأنه مميز،
- أم أنه يحتاج ثقتك أو ربما دعمك وحمايتك؟
إن اهتمام الشريك باحتياجات شريكه يساعده في استقبال ومنح الحب بشكل صحي.
وعلى نفس كفة الميزان يأتي واجب الزوجين في تعزيز وتثمين كيان الحب
فيما بينهما مع السنين ومع تراكم مسؤوليات الحياة، وذلك ليس من مبدأ الواجب
أو الوظيفة إنما من مبدأ الاستثمار في هذا الكيان، وتجديد النية بتحقيق الأمان والاستقرار
والنمو والحماية حتى يكبر كيان الحب مع الزوجين وتقوى العلاقة
فيما بينهما دون لوم أو تقصير أو لهو أو إساءة.