تيم فريد، هو عالم أمريكي صار شغوفا باكتشاف مصل لمقاومة سموم الثعابين،

لذا تعرض طواعية إلى المئات من لدغات الثعابين السامة دون أن يموت،

والسر في المناعة الذاتية المثيرة للدهشة التي كونها!

عالم ضد لدغات الثعابين

يبذل العلماء جهودا عظيمة من أجل الوصول إلى العلاجات والأمصال اللازمة لمقاومة الأمراض،

إلا أن الأمر اتخذ بعدا مختلفا بالنسبة للعالم تيم فريد، فبينما يموت سنويا نحو 100 ألف شخص جراء التعرض لسموم الثعابين،

فإن حلم هذا الرجل صار اكتشاف مصل ضد لدغات الثعابين، حتى تعرض إلى عشرات اللدغات السامة التي لم تقتله نظرا لحسن الحظ وكذلك لمناعته الذاتية.

«لن أتوقف إلا مع وجود مصل فعال ضد الثعابين أو مع وفاتي»،

هكذا يقول تيم الذي تعرض منذ فترة قصيرة للدغتين من كل من التايبان الغربي والبامبا السوداء،

وهما نوعان من أشهر أنواع الثعابين السامة، والتي يحتفظ بها العالم غريب الأطوار والملهم أيضا، بمنزله بولاية ويسكونسن.

يحكي تيم عن تلك اللدغات قائلا: «في كثير من الأحيان تصيبني لدغات الثعابين بارتفاع شديد في معدل نبضات القلب،

كما أنها تؤلمني وتصيب الجلد ببعض التورم، إلا أنها تشعرني بالسعادة فيما بعد»،

الأمر الخطير الذي لم يتسبب في قتل العالم الأمريكي نظرا لتكوين جسده لمناعة ذاتية ضد تلك اللدغات.

حوادث خطيرة

على الرغم من أن الأمر يبدو عاديا بالنسبة لتيم فريد، إلا أن لدغات الثعابين السامة كانت على وشك قتله في أكثر من مرة،

ومن بينها واقعة حدثت في عام 2011، حيث تعرض حينها للدغتين متتاليتين من جانب ثعبان كوبرا سام،

ليصاب بغيبوبة ويصبح على وشك الموت لولا إنقاذه في الوقت المناسب.

يقول تيم عن تلك الواقعة: «بينما كانت لحظات صعبة، فإن تجاوزها يجعلني سعيدا،

حيث تشعرني بأنني قادر على المقاومة حتى الآن»، مضيفا: «يموت الكثيرون جراء التعرض إلى لدغات الثعابين سنويا،

لذا حلمي هو استغلال مناعتي من أجل صنع مصل قادر على إيقاف خطر تلك الكائنات الشرسة».

تتحدث ريتشل كارير، وهي الطبيبة من جامعة لندن للصحة والطب، قائلة:

«ليست المناعة الذاتية ضد لدغات الثعابين من الأمور المضمونة، بل هو خطر يحيط بصاحبها في كثير من الأحيان»،

مشيرة إلى أنه إلى جانب الـ100 ألف شخص هم ضحايا التعرض لسموم الثعابين سنويا،

فإنه يوجد حوالي 40 ألف شخص يصابون بإعاقات دائمة جراء هجمات الثعابين السامة.

الحلم مستمر

يبقى حلم تيم هو استخلاص مصل نافع ضد لدغات الثعابين،

حيث لم تتوقف جهوده رغما عن حوالي 200 لدغة تعرض لها حتى الآن،

وكذلك على الرغم من تأثر حياته الاجتماعية بالسلب بعد أن انفصلت عنه زوجته بعد 20 سنة من الزواج،

تأثرا بنمط حياته العجيب أحيانا

تقول بيث الزوجة السابقة لتيم: «يضع تيم الثعابين في المرتبة الأولى من الاهتمامات، ومن ثم تأتي الأسرة، وهو أمر لم يمكنني تحمله لأكثر من ذلك، وخاصة وأننا نعيش وسط تلك الكائنات لأكثر من 20 سنة الآن».

في الختام، ضحى تيم بالكثير من الأمور أملا في تحقيق هدفه الأسمى المتمثل في اكتشاف مصل ناجح ضد لدغات الثعابين، فهل ينجح في ذلك أم يكون لمجريات الأمور رأي آخر؟!