قصة ماشطة ابنة فرعون الحقيقية
حديث ماشطة ابنة فرعون

الكثير من الناس يتعجبون عند سماع قصة ماشطة بنت فرعون لما تحمله من شقاء ، وألم للأم فمنهم من لا يصدقها ،

أو يريد الاستفسار أكثر والإستناد إلى حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وفعلا هناك حديث صحيح رواه بن عباس رضي الله عنه وابيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :

” لما كانت الليلة التي أُسرِيَ بي فيها ، أتت عليَّ رائحةٌ طيبةٌ ، فقلت : يا چبريلُ ، ما هذه الرائحة الطيبة ؟ فقال : هذه رائحةُ ماشطةِ ابنة فرعونَ وأولادها ،

قال : قلت : وما شأنُها ؟ قال : بينما هي تمشط ابنة فرعون ذات يوم ، إذ سقطت المِدرى من يديها ، فقالت : بسم الله ، فقالت لها ابنة فرعون : أبي ؟ قالت : لا ، ولكن ربيَّ وربُّ أبيك الله ، قالت أخبره بذلك ! قالت : نعم ، فأخبرته ، فدعاها ،

فقال : يا فلانة ؛ وإنَّ لك رباً غيري ؟ قالت : نعم ؛ ربيَّ وربك الله ، فأمر ببقرة من نحاس فأُحميَت ، ثم أمر بها أن تُلقى هي وأولادها فيها ، فقالت له : إن لي إليك حاجة ، قال وما حاجتك ؟

قالت : أُحب أن تجمع عظامي وعظام ولدي في ثوب واحد وتدفِنُنا ، قال : ذلك لكِ علينا من الحق ، قال : فأمر لأولادها فأُلقوا بين يديها واحداً واحداً إلى أن انتهى ذلك إلى صبي لها مرضَع ، وكأنها تقاعست من أجله ، فقال لها الصبي : يا أمَّه ؛ اقتحمي فإن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة ، فاقتحمت “.

وهذا الحديث صحيح ومسند ، وهناك من يشكك في القصة ، بسبب حديث الرضيع ، ولكن قال ابن عباس رضي الله عنه وابيه أن هناك أربعة تحدثوا في المهد (الصغر) ؛ عيسى بن مريم عليه السلام ، وشاهد يوسف ، وصاحب جُريح ، وابن ماشطة ابنة فرعون.

حقيقة قصة ماشطة ابنة فرعون

يتناقل الناس الأحاديث ، والقصص مما أدى إلى تحريفها بشكل أو بآخر ، وقصتنا اليوم أحد هذه القصص التي تثير الجدل حول حقيقتها ،

ولكن الحديث الشريف المذكور أعلاه يؤكد حقيقة القصة ، فكل ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من أحاديث نبوية صحيحة فهو حق ، ومن الحديث الشريف يمكننا سرد القصة

ماشطة ابنة فرعون وزوجها آمنا بالله الواحد القهار ، وكأنه لهما خمسة أولاد ، وكان زوجها مقربا من فرعون (من حاشيته) ، فانكشف أمر إيمانه وأمر فرعون بقتله ، وظلت امرأته تعمل في عملها من أجل أن تكفل اولادها.

وذات يوم أثناء تمشيطها شعر ابنة فرعون انزلق المشط وسقط منها ، فرددت : “بسم الله” ، فسمعتها الفتاة وسألتها إن كانت تقصد أباها ،

فأجابتها بأن الله هو ربنا ورب أباها ، فأخبرته الفتاة أنها ستقول لأبيها ، ولم ترفض الماشطة وقالت لها بأن تخبره ، وذهبت الفتاة وأخبرته أباها بما سمعته ، فما كان منه إلا أن دعا الماشطة.

وسألها عن ربها ، وان كانت تعبد غيره فأجابته بأن ربها وربه هو الله تعالى ، فأمر جنوده بإحضار أبنائها وإحضار بقرة – والبقرة هنا هي اناء كبير وواسع وليست الحيوان

– وأمر بملء البقرة بالزيت وغليه ، وسألها عن ربها فأجابته أن ربها وربه الله ، فبدأ يلقي بأبنائها واحدا تلو الآخر حتى تعدل عن رأيها ، ولكنها أبت.


وجاء دور الرضيع التي كانت تحمله ، واصغر سنه كادت أن تخضع لرغبات فرعون وتكفر بالله ، إلا أن الله تعالى جعله ينطق ويخبرها بأنها على حق ،

وان الجنة افضل من الأرض وما فيها ، فصمدت المرأة إلى أن ألقي بها في الزيت بعد كلبها من فرعون أن يدفعها مع اولادها في مكان واحد.

ومن كل هذا ، فقد حصلت المرأة على أفضل ما يمكن للإنسان الحصول عليه ، وهو الجنة ، فقد اشتم رسول الله تعالى رائحتها الذكية فوق السبع سموات وهو مسرى به إلى ربه ليلة الإسراء والمعراج ، فحمداً لله على نعمة الإسلام التي منَّ الله بها علينا.

قصة ماشطة ابنة فرعون في القرآن

القرآن هو الدستور الذي تسير عليه كل أمور الحياة ، فهو ام يترك صغيرة ولا كبيرة إلا ذكرها ، وان لم يوجد فيه شيء ما فقد أتت السنة النبوية لتفصل الآيات ، وارسل الله تعالى محمداً صلى الله عليه وسلم رسولا من عنده ليبين للناس ويخبرهم ما لم يؤتى صريحا في القرآن الكريم.

وبالنسبة لقصة ماشطة ابنة فرعون ، فلم تُذكر صريحة في القرآن الكريم ، ولا في آية منه ، ولكن الله تعالى قال في كتابه العزيز :

“وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ”
وفي الآية بيان واضح من الله تعالى أن ما ذكر على لسان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، فهو صدق ويجب أن نؤمن به كما آمن هو به ، وما نهانا عنه وبعضه يجب أن نبغضه ، وقد ذكرت قصة الماشطة في الحديث الشريف لذلك فهي حقيقة.

قصة ماشطة ابنة فرعون للاطفال

ليست كل القصص يجب أن تحكى كما هي للطفل ، فمنها ما يحتوي على مشاهد صعبة لا يمكن للطفل تخيلها ، او انها سوف ترهقه نفسيا ، لذلك سوف نسرد لكم

كان هناك امرأة امنت بالله تعالى وهو رب الناس أجمعين ، وكان فرعون الملك المتجبر لا يؤمن بالله ويدعي أنه هو الله ، وكانت المرأة تعمل لدى فرعون فكانت تهتم ببناته وذات يوم أثناء تنشيطها شعر أحد بناته سقط من يديها المشط ،

فذكرت اسم الله ، وتعجبت الفتاة الصغيرة وسألتها هل الله هو أبي ؟. فقالت لها المرأة : لا ، الله هو رب العالمين وربي وربك ورب اباكي ، فأخبرت الفتاة والدها بما سمعت ، فغضب فرعون وطلب المرأة إرسالها ، ولما سألها من ربها قالت :

ربي هو الله ، فأمر فرعون بقتلها هي وأبنائها ، وعلمت المرأة أنها ستدخل الجنة وأن الله تعالى راضٍ عنها ، فأقبلت إلى الموت وهي ليست خائفة.