أذكر في طفولتي أننا كنا نقضي نهارنا كاملاً في اللعب في الخارج، وقد كان الشرط الوحيد هو العودة إلى المنزل عند حلول الظلام، ولكن هذا كان يعني اللعب في غرفنا في العتمة، خاصة عند انقضاء الوقت المسموح لنا بالسهر.
لكنني صرت ألاحظ أننا كأهالي أصبحنا اليوم أكثر حرصاَ وتزمتاً من السابق، فصرنا نقلق على أطفالنا من كل شيء، قد يكون السبب هو اختلاف نمط الحياة الحديث وعدم وجود مساحات آمنة للأطفال كالسابق، ولكن وبحسب العلم فإن للعب في الظلام الكثير من الفوائد للأطفال.
فالأطفال عندما يكونون قادرين على اللعب والاستكشاف في مختلف الأوقات، يكونون أكثر قدرة على التغلب على التحديات التي تواجههم، فيزداد لديهم الشعور بالاستقلالية والشجاعة والقدرة على حل المشكلات.
ولكن ما الذي يحدث لدماغ الطفل في الظلام؟
بالنسبة لمعظم الأطفال، فإن الظلام مكان مخيف يشعرهم بالخوف والقلق، مما يزيد تركيزهم، فتصبح المناطق في الدماغ التي تتحكم في الحواس البصرية والسمعية أكثر نشاطاً، وهذا يعني أن كل هبة ريح أو صرير يأتي من الأبواب أو لوحات الأرضيات يصير أعلى وكل ظل يصبح أكثر وضوحاً.
ولأن اللوزة الدماغية، التي تنظم الشعور بالخوف تكون متطورة للغاية عند الولادة، فمن السهل جداً أن يستجيب الأطفال لمشاعر الخوف.
إلا أن اللعب في الظلام يمكن أن يكون ممتعاً لهم، وذلك من خلال إفراز الهرمونات المختلفة مثل الكورتيزول والأدرينالين والإندورفين. ومن الأفكار التي يمكنك تطبيقها مع أطفالك للعب في الظلام:
لعبة المصباح
تقوم هذه اللعبة على الإمساك بمصباح مضيء من قبل أحد اللاعبين، وعلى الأشخاص الآخرين محاولة الاختباء والابتعاد، وفي حال تم تسليط الضوء عليه فهو يصبح حامل المصباح والخاسر.
دمى الظل
استخدمي مصباحاً يدوياً لعمل أشكال بيديكِ أو قصاصات وإسقاط الظلال على الحائط، وأخبري أطفالك قصصاً عن الأشكال -المضحكة أو المخيفة- حسب أعمار الأطفال.
الغميضة
يقوم اللاعبين بالاختباء في الظلام باستثناء واحد يقوم بالبحث عنهم بالاعتماد على الصوت، حيث يجب أن يحدث كل لاعب منهم صوتاً ما.
البحث عن الكنز
يمكن وضع ألعاب أو أشكال مضيئة وإخفائها في الحديقة أو في أرجاء الغرفة والبدء بالبحث عنها بالاعتماد على الضوء.
مراقبة النجوم
هناك عالم متكامل في السماء، ويمكن أن يشعل مخيلة الأطفال وذلك من خلال البحث عن الأشكال في السماء وربط النجوم ببعضها.