سن المراهقة

فن التعامل مع المراهقين وكيفية حل مشكلاتهم النفسية والاجتماعية

إن فن التعامل مع المراهقين يماثل في صعوبته الفنون القتالية فإن فترة المراهقة تعد من أصعب الفترات التي يمر بها الأبوين مع أبنائهم المراهقين، حيث أن التغيرات النفسية والفيزيولوجية لدى المراهق تُغير كثيرًا في سلوكياته وطريقة تفكيره مما يجعل الأبوين في حيرة شديدة ويتساءلون كيف نتعامل مع أبنائنا المراهقين بالشكل الصحيح، وفي هذا المقال سنطرح بعض الحلول التي تساعد في تقويم وتعديل سلوك المراهقين.

فن التعامل مع المراهقين

فن التعامل مع المراهقين وكيفية حل مشكلاتهم النفسية والاجتماعية
فن التعامل مع المراهقين

إن فترة المراهقة من أكثر الفترات التي يتعرض فيها المراهق للضغوطات والأمراض النفسية، لأن المراهق يكون في مرحلة انتقالية من الطفولة للبلوغ.

وهذا يجعل الطفل مذبذب ويتصرف تصرفات غريبة عليه وعلى كل من حوله، ولتجنب هذه العواقب يجب علينا تعلم فن التعامل مع المراهقين في عدة نقاط مهمة أهمها:

الاحتواء

  • الاحتواء من أهم العوامل التي تزيد من الترابط الأسري بين الأبوين وأبناءهم فما هو الاحتواء؟
  • الاحتواء هو التعبير عن الحب والاهتمام بالشخص وتقوية الرابط بين الأشخاص وبعضهم.

التفاهم

  • يعد التفاهم مع المراهق أهم نقطة من نقاط فن التعامل مع المراهقين ويجب عليك تفهم ابنك وتفهم التغيرات التي يمر بها وتفهم مشكلاته وأخطاءه حتى تستطيع التعامل معه بشكل صحيح.

التعامل مع المشكلات بهدوء

  • الهدوء في التعامل مع المشكلات هو الحل الأمثل لحلها فإن العصبية والعنف يزيدون المشكلة ويجعلون المراهق أكثر عُندًا.

الصداقة

يجب على كلٍ من الأبوين إنشاء رابط صداقة مع أبنائهم ومراعاة الجنس فإن كان ذكرًا تكون المصادقة والتقرب من جهة الأب مفيدة له وإن كانت أنثى فهذه مسؤولية الأم.

وفي الصداقة سنجد فوائد عظيمة منها التعامل بصدق والصراحة دون خوف، وإعطاء فرصة كبيرة للتوجيه بلطف من قبل الأم والأب.

تعزيز الثقة بالنفس

من واجب الأهل أن يعززوا ثقة أبناءهم بأنفسهم، فإن أولى خطوات فن التعامل مع المراهقين تبدأ بأن ندعمهم ونرفع من شأنهم من خلال عدة أمور أهمها:

  • عدم مقارنته بالآخرين.
  • عدم التقليل من شأنه.
  • مدح مميزاته حتى وإن كانت قليلة فهذا سيزيدها.
  • إعطاءه بعض المهام بالتدريج من الأسهل للأصعب بحيث يشعر أنه شخص ذو قيمة ويمكن الاعتماد عليه.
  • التقليل من اللوم المستمر على كل كبيرة وصغيرة.
  • مدح شكله ومظهره فذلك سيعزز ثقته في نفسه.
  • الثناء عليهم ببعض الكلمات التي تُزرَع فيهم مثل [أنت رجلٌ ـ أنت شخص جيد ـ أنا فخور بك ـ أنت سندي ـ أنتِ فتاة جميلة ـ أنتِ صديقتي ـ أنتِ يُعتمد عليكِ] فكل هذه الكلمات تؤثر بشكل إيجابي في شخصية المراهق.

يمكنك التعرف على المزيد من المعلومات عن: العمل عن طريق الإنترنت

متى يبدأ سن المراهقة؟

فن التعامل مع المراهقين وكيفية حل مشكلاتهم النفسية والاجتماعية
فن التعامل مع المراهقين

تنقسم فترة المراهقة إلى ثلاث فترات ويجب علينا أن نتعلم ما هو فن التعامل مع المراهقين في كل فترة من هذه الفترات كالتالي:

الفترة الأولى

  • من سن 11 إلى 14 سنة وفي هذا السن يحدث تغيرات سريعة في شكل الجسم.
  • عند الإناث تظهر علامات الأنوثة ويتغير الصوت ليصبح أنثوي أكثر من كونه طفولي.
  • عند الذكور تظهر علامات البلوغ مثل الذقن والشارب وكبر حجم العضو الذكري وخشونة الصوت.

الفترة الثانية

  • تبدأ هذه الفترة من سن 14 سنة إلى 17 سنة.
  • في هذه الفترة تكتمل علامات البلوغ والنمو عند الذكر والأنثى.

الفترة الثالثة

وتبدأ من سن 18 سنة إلى 25 سنة وهذه المرحلة تكون مرحلة الرشد ويصبح الفرد مسؤول مسؤولية كاملة عن قراراته وتصرفاته لذلك يجب علينا أن نتعلم كيف نؤهله لهذه الفترة بحيث يكون شخصًا نافعًا لنفسه ولمجتمعه.

كيف نتعامل مع مشكلات المراهقين النفسية والاجتماعية؟

فن التعامل مع المراهقين يعني أن نتقرب منهم ونحسسهم بالأمان ونحل مشكلاتهم دون لومهم ومعاتبتهم، ومن أهم المشاكل التي يعاني منها الأطفال في عمر المراهقة ما يلي:

مشكلة إدمان الإنترنت والألعاب الإلكترونية

هذه مشكلة شائعة جدًا في وقتنا الحالي فإن المراهقين يستخدمون الإنترنت بشكل عشوائي وبالطبع الاستخدام المفرط لهذه الألعاب ووسائل التواصل الاجتماعي يسبب عواقب وخيمة على طباع وتصرفات المراهق في هذا على العمر.

يجب علينا مراقبة أبناءنا جيدًا ودون أن يشعروا بمراقبتنا لهم ومحاولة إشغالهم بطريقة غير مباشرة عن الإنترنت لنقلل من وقت استخدامهم له.

ويمكننا أيضًا توجيههم وتعليمهم طريقة استخدام الإنترنت بشكل مفيد فإن الإنترنت ليس سيء لهذه الدرجة بالعكس يمكن أن يكون مصدرًا جيدًا جدًا لتزويده بالمعلومات المفيدة وتنمية مهاراته وتزويد ثقافاته وعليك كأب أن تقوم بدورك في هذه المرحلة ووضع ابنك على الطريق الصحيح بدون ضغط وهذا هو نوع آخر من أنواع فن التعامل مع المراهقين .

مشكلة الاكتئاب عند المراهقين أسبابها وعلاجها والوقاية منها

يتعرض المراهقون لفترات من الاكتئاب بسبب التغيرات البيولوجية والهرمونية في الجسم فذلك يجعل المراهق في حالة تشتت وعدم اتزان.


أيضًا في هذه المرحلة يشعر الطفل المراهق بأنه أصبح شخص كبير ويريد من الجميع أن يعاملونه بطريقة مختلفة عن معاملة مرحلة الطفولة، فإن وجد كل من حوله يعاملونه بتجاهل أو يتعاملون معه على أنه طفل صغير فذلك يدخله في حالة اكتئاب، ويشعر أن كل من حوله يقلل من قيمته.

يمكنك التعرف على المزيد من المعلومات عن: أسباب غير متوقعة وراء المعاناة من البقع السوداء 2022

كيفية التعامل مع خصوصية المراهق؟

فن التعامل مع المراهقين وكيفية حل مشكلاتهم النفسية والاجتماعية
فن التعامل مع المراهقين

في سن المراهقة تحديدًا يجب علينا احترام خصوصية المراهق وعدم التقليل منها أو التغاضي عنها وأن نتعلم جيدًا فن التعامل مع المراهقين وخصوصياتهم، فإن الخصوصية واحترامها من أهم العوامل في بناء شخصيته.

مثلا إذا كان يغلق باب غرفته على نفسه يجب علينا طرق الباب أولًا وندخل عندما يسمح لنا بالدخول وبالرغم من أن هذا تصرف بسيط إلا أنه له مردود إيجابي قوي جدا في بناء شخصية سوية.

يجب أن نحترم خصوصية المراهق ولا نأخذ قرار بالنيابة عنه، ويجب علينا إشراكه في كل الأمور التي تخصه وأخذ رأيه وإن كان رأيه خاطئًا يمكننا توجيهه في إطار الصداقة، ونترك له حرية الاختيار ونخبره بالعواقب وإذا أصر على رأيه نتركه يتحمل العواقب.

طبعًا باستثناء الأشياء التي تكون عواقبها وخيمة أو كارثية يجب علينا التدخل برفق أولاً وإن لم يجدي نفعًا فتأخذ القرار الصحيح وهذه تكون عملية تقديرية للآباء.

يمكنك التعرف على المزيد من المعلومات عن: تقليد الأفلام والتجاهل وأسوأ حيل الدفاع عن النفس 2021

هل يعاملك ابنك المراهق بقلة احترام

فن التعامل مع المراهقين وكيفية حل مشكلاتهم النفسية والاجتماعية
فن التعامل مع المراهقين

أهم نقطة من نقاط فن التعامل مع المراهقين أن تتعامل معهم باحترام، فالعلاقات القوية لا تكتمل ولا تقوى دون احترام، وترتبك العلاقة بين الآباء والأبناء عندما يحدث خلل في تبادل الاحترام بينهما سواء كان هذا الأمر بينهم فقط أو على مرئي ومسمع الناس.

وعلى الرغم من أن الجهات المسؤولة عن زرع الاحترام في أولادنا مثل المدارس والجوامع والكنائس، إلا أن دور الأبوين في زرع الاحترام في أولادهم هو الدور الأكبر والأهم وهو حجر الأساس لبناء شخصية سوية.

وإذا استطعت تعليم ابنك كيف يحترمك ويحترم نفسه ويحترم الآخرين، فسوف يكون الاحترام عادة ومبدأ من مبادئه وسوف يكون الاحترام من أهم العوامل ليصبح شخص مؤثر في المجتمع الذي يعيش فيه.

يجب عليك احترام ابنك والتعامل باحترام مع جميع من حوله لأنك أنت قدوته وهو يتعلم منك كل شيء ويقارن نفسه بك دائمًا، لذلك احرص جيدًا على تصرفاتك أمامه.

إن التعليم في الصغر كالنقش على الحجر، وما تزرعه في مرحلة الطفولة تحصده في فترة المراهقة والفترات التي تليها، لذلك عزيزي الأب/ عزيزتي الأم ازرعوا القيم في أطفالكم منذ الصغر علموهم الصدق والاحترام عاملوهم برفق واحتضان واحتواء عززوا ثقتهم في أنفسهم، ساهموا في إنشاء شخص ناجح ونافع لنفسه ولمجتمعه.

فن التعامل مع المراهقين ليس أمر سهل ولكن أولادنا يستحقوا منا أن نبذل قصارى جهدنا لتقويمهم وإنشائهم نشأة سليمة، فأنتم مرآة أطفالكم وهم أمانة في أعناقكم سوف تسألون عليها.

Raima

اللّهم أني استودعتك بلدي فحفظها يا رب 🇪🇬🌹
زر الذهاب إلى الأعلى