تطلق النداءات يوميا من أجل اتخاذ إجراءات فعالة لإنقاذ البيئة من كل ما يحيط بها من مخاطر وملوثات،
حيث تتأثر الكائنات الحية بشكل مباشر بالضرر البيئي بمختلف الأشكال، ولكن ما هي عناصر البيئة المهددة بالخطر وما هي أهميتها من الأساس؟
مفهوم البيئة
تتعدد المفاهيم والتعريفات المختصة بالبيئة، حيث يرى الخبراء أنها كل ما يحيط بالإنسان بشكل خاص والكائن الحي بشكل عام،
حيث ينتج عن التفاعل بين أطراف البيئة المختلفة استمرارية الحياة والتطور طوال الوقت.
تندرج علاقة البشر بالكائنات الحية الأخرى كالحيوانات والنباتات تحت تفسيرات ومفاهيم البيئة،
حيث تتأثر تلك الكائنات كافة بعوامل بيئية مختلفة، من بينها عوامل اجتماعية وثقافية وأخرى طبيعية وبيولوجية،
ليشكل ذلك البيئة بمفهومها الأكثر شمولا.
أهمية البيئة
يمكن استخلاص أهمية البيئة للكائنات الحية جميعا من خلال المفاهيم السابق ذكرها، حيث تعتبر العامل الرئيسي
وراء استمرارية الحياة على كوكب الأرض، من واقع احتوائها على الهواء الذي نستنشقه في كل لحظة، والمياه التي تعتبر شريان حياة الكائنات الحية.
كذلك توفر البيئة ما تحتاجه الكائنات من عناصر غذائية، حيث تظهر في صورة نباتات وحيوانات،
علاوة على أنها توفر للإنسان بقية مستلزمات الحياة الرئيسية من ملبس يأتي عبر الصوف والقطن، ومسكن يمكن بناء أساساته عبر الأخشاب،
ما يفسر نداءات جمعيات الحفاظ على البيئة، والتي يدرك أفرادها تأثير تلوث البيئة الخطير على حياة كائنات الأرض جميعا.
عناصر البيئة
تعد عناصر البيئة هي مكوناتها الرئيسية، والتي يعني إصابتها بالضرر تتضرر كل شيء يحيط بنا،
لذا يعد الحفاظ على البيئة بما تحمل من عناصر مختلفة من واجبات البشر.
البيئة اللاأحيائية
هي كل الأشياء التي تحيط بالبيئة وتؤثر بها، دون أن تكون حية، حيث يندرج تحتها الغازات والسوائل والجماد،
فيما تشكل كلا من الغلاف الجوي والغلاف المائي والغلاف الصخري بالترتيب.
تتنوع أشكال البيئة في هذا العنصر، حيث نجد البيئة الساحلية والبيئة البحرية والبيئة النهرية علاوة على البيئة الجبلية وغيرها من أشكال البيئة في هذا العنصر.
البيئة الأحيائية
عنصر آخر من عناصر البيئة يظهر من خلال المكونات الأحيائية، والتي تشمل كل ما هو حي على كوكب الأرض، سواء حيوانات أو نباتات، بالإضافة إلى البشر دون شك.
تختلف تأثيرات هذا العنصر على مكوناته، ما بين تأثيرات اجتماعية تبدو إيجابية وأخرى تتعلق بحياة الغابة التي تملؤها الصراعات بين الحيوانات، لتخلق أجواء مختلفة لكنها لا تؤثر على التوازن البيئي في أغلب الأحوال.
البيئة الثقافية والاجتماعية
يشمل هذا العنصر من عناصر البيئة كل التفاعلات الاجتماعية والثقافية، والتي تحدث بين الكائنات الحية، لتخرج لنا الكثير من المفاهيم المعروفة على كوكب الأرض.
ينتج عن تفاعلات البيئة الثقافية والاجتماعية كل الاتجاهات والمعتقدات وكذلك الأفكار النمطية، فيما يشمل هذا العنصر جوانب البيئة، سواء الملموسة أو غير الملموسة.
البيئة النفسية
هو ذلك العنصر البيئي الضروري، والذي اشتق منه علم النفس البيئي، المهتم بدراسة تفاعل البشر مع كل ما يحيط بهم،
حيث يبدو مختصا بمعرفة كيفية تكون شخصيات البشر بناء على البيئة الخاصة بهم.
يحتوي هذا العنصر على مختلف البيئات المؤثرة في الأفراد، سواء كانت بيئات تعلم أو بيئات معلومات،
أو حتى سمات وصفات، ليعد هو العنصر الأخير من عناصر البيئة.
الحفاظ على البيئة
المحافظة على البيئة من المخاطر المحيطة بها ليست من الأمور السهلة، بل تحتاج إلى تضافر الجهود من أجل الحماية
من مخاطر التلوث والتغيرات الجوية، والتي تؤثر على صحة البشر وتهدد بعض الكائنات الحية بخطر الانقراض.
تشمل سبل الحفاظ على البيئة مفهوم إعادة التدوير، المختص بعدم التخلص من المخلفات بالصورة التقليدية،
بل إعادة استخدامها من أجل حماية الكوكب من التلوث والاستفادة قدر الإمكان من الموارد المتاحة.
يعد ترشيد استهلاك المياه من طرق الحفاظ على البيئة بأفضل شكل وصورة، فيما تعتبر زراعة الأشجار والتقليل من فرص عمليات التجريف
من الوسائل المساعدة للبيئة أيضا، كونها تمد الكائنات الحية بالطعام والأكسجين، فيما تقلل من فرص حدوث التغيرات المناخية السيئة.
يرى الخبراء أن حماية البيئة تتطلب أيضا الحرص على استخدام الدراجات الهوائية بدلا من السيارات، علاوة على استعمال مواد خالية
من المركبات الكيميائية، إذ يساهم ذلك في تقليل سبل الإضرار بالبيئة.
في الختام، تعتبر البيئة هي سر الوجود بالنسبة للكائنات الحية بوجه عام، والبشر على وجه التحديد،
لذا فالحفاظ عليها بما تشمل من عناصر، هو أمر إجباري من أجل استمرار الحياة.