في عمر المدرسة كثيراً ما تشكوا الأمهات من تدني المستوى الأكاديمي لأطفالهن،
وتبدأ التعليقات والأحكام التشخيصية عن وجود مشكلات أو صعوبات في التعلم،
وتتمحور شكواهن حول أعراض صعوبة التذكر ومشاكل الانتباه وصعوبة القراءة والكتابة وتمييز الحروف عند أطفالهن،
أو البطء في فهم واستيعاب الدروس المقروءة أو المسموعة.
ومن هنا لا بد لنا أن نتطرق في الحديث إلى المشاكل اللغوية وارتباطها بصعوبات التعلم، ومدى تأثيرها على تحصيل الطفل ومستواه الأكاديمي.
ومن هنا لا بد لنا أن نتطرق في الحديث إلى المشاكل اللغوية وارتباطها بصعوبات التعلم، ومدى تأثيرها على تحصيل الطفل ومستواه الأكاديمي.
فالقاعدة الأساسية تقول أن كل طفل لديه تأخر لغوي قد يكون عرضةً بشكل كبير لمواجهة صعوبات التعلم في المجالات الأكاديمية في مرحلة المدرسة.
فما علاقة صعوبات التعلم باللغة؟
وما دورنا كأهل في حل هذه المشكلة والحد من تأثيرها على مستقبل أطفالنا.
أنواع صعوبات التعلم
تقسم صعوبات التعلم إلى قسمين مترابطين هما:
- صعوبات تعلم نمائية: وتظهر في مجالات اللغة والانتباه والتركيز والذاكرة والإدراك والتناسق الحركي.
- صعوبات تعلم أكاديمية: وتظهر في مجالات القراءة والكتابة والحساب.
إن صعوبات التعلم النمائية ترتبط بصعوبات التعلم الأكاديمية، وتعد مؤشراً أولياً لاحتمالية أن يواجه الطفل ذو الثلاثة أعوام صعوبات في التعلم في المرحلة المدرسية في عمر الستة أعوام. حيث يتم تشخيص الطفل بصعوبات التعلم الأكاديمية في هذا العمر تحديداً وليس أقل من ذلك (أي بعد مرحلة الصف الدراسي الأول).
صعوبات التعلم بين الدلالات والتدخل
إن أهم جانب يجب علينا كأهل وأخصائيين تقييمه هو عمل الدماغ ككتلة كاملة ومتناسقة،
حيث من الأولى تقييم المهارات النمائية بشكل كبير في المجالات التالية:
- مهارات الانتباه والتركيز.
- المهارات المعرفية والإدراكية كالتفكير والمنطق.
- الذاكرة، ونركز في هذا الجانب على تقييم الذاكرة وأهمها الذاكرة السمعية والبصرية.
- المهارات اللغوية بشقيها اللغة الاستقبالية من حيث المخزون اللغوي واستخدامه ومهارات اللغة التعبيرية واستخدامتها.
فعملية التقييم تحتاج لفريق عمل متكامل ومتعدد التخصصات؛
يشمل الأخصائي النفسي الإكلينيكي لتقييم مهارات الطفل، حيث يتم التركيز على المحكات التشخيصية:
محك التباين (درجة ذكاء الطفل تكون طبيعية والتحصيل الأكاديمي متدنٍ)، وكذلك محك الاستثناء؛ استثناء وجود أي اعاقة أو خلل نمائي يؤثر على تحصيل الطفل،
وأخصائي النطق واللغة لتحديد المشكلات اللغوية لديه، وكذلك أخصائي العلاج الوظيفي لتقييم الجانب الحركي والحسي بما بات معروفاً بالتكامل الحسي،
وأخصائي صعوبات التعلم لتحديد مشاكل الطفل بشكل تفصيلي سواء كانت في مجال القراءة أو الكتابة أو الحساب.
وتنتهى عملية التشخيص والتقييم بكتابة خطة فردية متكاملة خاصة بالطالب لرفع
المشكلات اللغوية لدى الأطفال في عمر المدرسة
تظهر المشكلات اللغوية في جانبي اللغة المنطوقة والمكتوبة،
حيث نقوم برصدها ووضع خطة تدريبية فردية لمعالجتها.
ففي مجال اللغة المنطوقة تظهر المشكلات على النحو الآتي:
- ضعف في فهم معاني الـكلـمات واسترجاعها.
- صعوبة في فهم واستخدام قواعد اللغة بشكل صحيح مما يؤدي إلى استخدام عبارات قصيرة واستخدام مفردات قليلة في الجمل، وكذلك أخطاء في تصريف الكلمات والوعي الصوتي للحروف.
- الخروج عن السياق ومحور الحديث وعدم فهم الفكرة العامة للموضوع.
- صعوبة في سرد القصص والإجابة عن أسئلة ضمن أحداث القصة.
- قصور في استخدام المتضادات والمترادفات وصياغة الأحداث حسب زمن الفعل.
- قصور في استخدام لغة الجسد أثناء الكلام.
وفي مجال اللغة المكتوبة تظهر المشكلات على النحو الآتي:
- ضعف الإنتاجية، والذي يتمثل في استخدام كلمات وجمل أقل في المهمات الكتابية.
- و ضعف في بناء النص.
- ضعف في الهجاء وضبط كتابة الكلمات.
- و ضعف في الخط، والذي يتمثل في كتابة حروف بطريقة غير صحيحة، بمسافات غير متناسبة بينها.
وبالاضافة للخطة التي نضعها لعلاج أي من المشكلات اللغوية المذكورة عند الطفل، يتم تدريبه أيضاً على تتبع الكلمات في النص ومطابقة الأصوات بالحروف،
والإجابة عن الأسئلة كتابياً ولفظياً، ورصد الحروف التي يخطئ في قراءتها وتصميم أنشطة مناسبة لها،
وتدريبه على مهارات التحليل السمعي والبصري، ومهارة التنبؤ والاستنتاج وتلخيص الأفكار الأساسية في النص،
وكيفية طرح الأسئلة وصياغة الأفكار وربطها.
كما ننوه إلى أهمية النظر دائماً إلى نقاط القوة لدى الطفل لتعزيز ثقته بنفسه، ومساعدته بطرق متنوعة
كما ننوه إلى أهمية النظر دائماً إلى نقاط القوة لدى الطفل لتعزيز ثقته بنفسه، ومساعدته بطرق متنوعة
من خلال أنشطة هادفة وممتعة له لتجنب العوائق السلوكية التي تظهر لدى الأطفال نتيجة تجنبه للمهمات الدراسية.