شرح آداب الفتوى والمفتي والمستفتي

الآداب التي ينبغي أن يتحلى بها المفتي، والتي قد تصل إلى الشروط في أيامنا هذه، التيسير على الناس، وإدخالهم في دين الله، وإلقاء الستر عليهم، والعمل على جعل الناس متبعين لقول معتبر في الشرع، فذلك خير لهم من تركهم للدين بالكلية، وإيقاعهم في الفسق، مما يعد صدًّا عن سبيل الله من حيث لا يشعر العالم.

اداب الفتوى

تعتبر الفتوى أمراً حساساً للغاية، يجب الالتزام ببعض الآداب عند أدائها، إليك بعض اداب الفتوى:

  • شرح الفتوى شرحًا واضحاً، لا يقع معه إشكال، فلا يُجمل في حالة تستدعي التفصيل.
  • الصبر: يجب أن يكون المفتي صبوراً، حتى يستطيع إيصال الفتوى إلى المستفتي على أكمل وجه.
  • يُستحب البدء بقول: (بسم الله الرحمن الرحيم، الحمدلله رب العالمين)، ثم إلقاء الفتوى، وختمها بقول: (والله أعلم)، أو (الله المستعان).
  • كما يُستحب الدعاء عن كل فتوى.
  • على المفتي أن يُخبر المستفتي بالأمور المباحة في المسألة، إن أجابه على سؤاله بالتحريم، لتقريبه، وتحبيبه في الشرع.
  • مشاورة أهل العلم مستحبة قبل الإفتاء، حتى وإن كانوا دون المفتي في درجة العلم، فالله سبحانه وتعالى يبارك في الشورى.
  • الاختصار أفضل من الاستطراد، حتى لا ينشغل المستفتي بما لا يفيده، ويتشتت ذهنه.
  • الأفضل للمفتي أن يعدل عن جوابه، ويبيِّن الأصلح، والأنفع للمستفتي.
  • يجب أن يمتنع المفتي عن الإجابة إن سُأل عن شئ لم يفهمه، أو أُشكل عليه، فعليه أن يطلب التوضيح، أو يحيل المستفتي لشخصٍ آخر ليفتيه.
  • ينبغي ألا يأخذ المفتي بظاهر لفظ المستفتي، عليه أن يسأله حتى يفهم قصده الحقيقي، ويزيل الريبة من نفسه قبل إيجابه.
  • على المفتي ألا تأخذه عاطفته، وتجعله يقدم فتواه على استحياء، فيُفهم منها تحليل أمراً، هو في الأصل من المحرمات.
  • إذا لاحظ المفتي أن في سؤال المستفتي جانباً قد يوِّلد لديه وهماً، عليه أن تنبيهه إلى ما فيه الصواب.
  • عند الإفتاء بحكم تستغربه العقول لعدم انتشاره، على المفتي أن يمهِّد له، ويوضِّحه، ويصطبر على شرحه وبيانه.
  • تقديم الأسئلة الأسبق، على الأسئلة التالية لها.

شاهد المزيد: هل يمكن جمع الشفع والوتر في صلاة بتشهد واحد؟

أحكام الفتوى

  1. العلم والاستزادة: يجب على المفتي أن يكون مؤهلاً علمياً ويتمتع بالتقدم في فقه الدين والتفسير وعلوم الشريعة، ويجب عليه أن يكون على استعداد دائم للاستزادة في العلم والتحقق من المسائل الشرعية.
  2. الصدق والأمانة: يجب على المفتي أن يكون صادقاً ومخلصاً في إعطاء الفتوى، وأن يعامل المسائل الشرعية بأمانة وشفافية دون تحيز أو تأثر بالعواطف الشخصية.
  3. التواضع والاحترام: يجب على المفتي أن يتحلى بالتواضع والاحترام تجاه السائلين والآراء الأخرى، وأن يعاملهم بلطف وود، حتى في حال اختلاف الرأي.
  4. الدقة والتأني: يجب على المفتي أن يكون دقيقاً ومنتبهاً في البحث والتحقق من الأدلة الشرعية قبل إصدار الفتوى، وأن يتجنب العجلة والتسرع في الإجابة على المسائل الشرعية.
  5. التفهم والمرونة: يجب على المفتي أن يتفهم الظروف والأحوال الشخصية للسائلين، وأن يكون مرناً في إيجاد الحلول الشرعية التي تتناسب مع مواقفهم الخاصة.
  6. التأكد من الفهم: يجب على المفتي التأكد من فهم السائل للفتوى، وأن يشرح الأمور بوضوح وبساطة، وأن يجيب على استفساراتهم بكل دقة ووضوح.
  7. السرية والخصوصية: يجب على المفتي أن يحترم سرية المعلومات التي يتم مشاركتها معه، وأن يحافظ على خصوصية السائلين دون الكشف عن هويتهم أو مشاكلهم بدون إذنهم.
شرح آداب الفتوى والمفتي والمستفتي

شرح آداب الفتوى والمفتي والمستفتي

شروط المفتي

توجد عدة شروط يجب أن يتوافر في المفتي ليكون مؤهلاً لأداء دوره بكفاءة، ومن هذه الشروط:

ما الفرق بين الإفتاء والفتوى

الفرق بين الإفتاء والفتوى يكمن في الاستخدام والدقة اللغوية:

  1. الإفتاء (الفعل): يشير إلى عملية إبداء الرأي الشرعي أو إبداء الحكم الشرعي بناءً على الأدلة والمعارف الشرعية. فعندما يفتي المفتي، فإنه يقوم بعملية الإفتاء، أي بتقديم النصح والتوجيه الشرعي للسائل بناءً على المعرفة والدراية الدينية.
  2. الفتوى (الاسم): تعبر عن النتيجة أو النتيجة النهائية لعملية الإفتاء. عندما يتم تقديم الرأي الشرعي بناءً على الأدلة والمعرفة الشرعية، فإن هذا الرأي يصبح فتوى. يمكن أن تكون الفتوى مكتوبة أو شفهية، وتحمل النصح الشرعي أو الحكم الشرعي بناءً على السؤال المطروح.