هل سمعت أحدًا من قبل يقول لك، انت تسمع ما اقول، لكن هل تنصت لي؟
في حال كان هذا السؤال مألوفًا لديك، من المهم معرفة الفرق إذًا بينالسمع والانصات
قد يبدو ان للسمع والانصات الهدف نفسه، لكن الاختلاف بين الاثنين كبير، حيث ان الانصات هو عملية نشطة، تتطلب جهد، بينما عملية السمع هي عملية عفوية وطبيعية، من اجل ان يتقن الشخص فنون التواصل وإدارة العلاقات، يجب ان يكون ناجحًا في كل من السمع والإنصات.
ما هو السمع والإنصات وامثله عليهما
- السمع السمع هو عملية سلبية، عفوية وحسية نقوم بها بمعالجة الاصوات، وهي الاستجابة الفيزيولوجية الطبيعية للصوت، ولا تتطلب انتباه مركز على سبيل المثال، في حال كنت تشاهد التلفاز، لا يزال بإمكانك سماع اصوات المرور خارج المنزل، او سماع صوت نباح الكلب لدى جارك وحتى اصوات افراد العائلة الذي يتضاحكون خارج الغرفة
- الإنصات الإنصات هو عملية فاعلة، وإرادية تتضمن تفسير الكلمات والاصوات التي نقوم بسماعها، وهذه العملية تتطلب انتباه، في المقابل، يمكن ان يكون لديك استجابه عاطفية لما تسمعه، والاستماع بقصد الفهم هو الاستماع النشط، على سبيل المثال، في حال كنت تستمع لشخص يعاني من يوم شاق في العمل وكنت تركز في حديث هذا الشخص، فإنك سوف تفهم الامور الصعبة التي مر بها وكيف أثرت عليه، وهذا الامر يساعدك على التعليق على ما مر به وطرح اسئلة متعلقة بمشكلته وتجربته التي مر بها، لانك قمت بالإنصات إليه ففهمت ما مر به.
الفرق بين السمع والانصات
العديد من الاشخاص يقومون باستعمال كلمتي السمع والانصات بشكل متبادل، لكن في الواقع هناك اختلافات جوهرية بين الاثنين، السمع هو عملية تلقي الصوت وهي عملية سلبية، بينما الانصات هو فعل متعمد لفهم الاصوات (مثل الكلمات والضوضاء المحيطة) التي يسمعها الشخص
دور السمع والإنصات في الصحة النفسية
إن كل من السمع والإنصات يلعبان دورًا في حياتنا العامة، السمع هو جزء من عمليات الإحساس بينما الانصات هو طريقة للتواصل مع الآخرين
- اهمية السمع على الصحة النفسية
السمع هو حاسة هامة تساعدنا على التعرف على العالم من حولنا، فقدان السمع يمكن ان تكون لها تأثيرات كبرى على حياتنا وصحتنا العقلية، ويمكن ان يؤدي فقدان السمع للغضب، الانعزال الاجتماعي والتغيرات في إحساسنا بقيمة ذواتنا، والاكتئاب.
من المهم معرفة ان استعمال لغة الإشارة والاهتمام بلغة الجسد تعتبر وسائل يمكن ان يراقبها الشخص في حال فقد حاسة السمع، يمكن ان يلجأ ايضًا للرعاية الصحية في حال عانى من اكتئاب بسبب فقدان السمع او صعوبات في التأقلم على فقدان السمع
- أهمية الإنصات على الصحة النفسية
إننا جميعًا مخلوقات اجتماعية وليدنا رغبة عالمية بالاتصال والانتماء، الاستماع هو ما يجعلنا نطور الفضول حول تجارب الاشخاص، ونزيد من التعاطف، وزيادة الروابط والتآلف.
في حال كان الشخص لا ينصت لمن حوله، او لا يجد من ينصت له، يمكن ان يؤثر ذلك بشكل سلبي على حس التواصل والانتماء لدى الشخص، كما يمكن ان يفكر الشخص في الاوقات التي لم يستمع إليها احد فيها، هذه التجربة ربما تكون سببت للشخص الالم والشعور بتقليل القيمة وعدم الاهتمام والوحدة، وهذا الامر يمكن ان يساهم في شعور الشخص بالخزي والقلق والاكتئاب.
ماذا يعني ان يسمع الشخص دون ان ينصت
غالبًا ما يقوم الاشخاص بالاستماع من اجل الاستجابة وليس من اجل الفهم، وهذا يعني انهم يركزون على السمع بشكل اكبر من الإنصات.
الاسباب التي تدفع الشخص لان يقوم بالسمع فقد دون ان يكون منصتًا او مدركًا لما يقال هي:
- عدم تعلم مهارة الاستماع وانواع الانصات، هذا السبب هو السبب الاشيع عادةً
- قد يكون الشخص مشغولًا، او غارقًا في احلام اليقظة
- يمكن ان يكون الشخص مصاب بالقلق الاجتماعي، مما يؤدي لصعوبة في الاستماع لان الشخص يبقى مركزًا على الامور التي يريد قولها او يكون قلقًا حول ما يفكره الاشخاص عنك.
من المحتمل ايضًا ان يكون الشخص غير مهتمًا بالفعل بما يقال، لذلك من المهم التحقق باستمرار من المواضيع التي تهمك وانواع المحادثات والعلاقات الهامة بالنسبة إليك.
- اختبار الجانب المظلم من الشخصية
- ما هي خصائص التفكير المنطقي
- علاج اضطراب ما بعد الصدمة PDF
- القبعات الست للتفكير وحل المشكلات
- كيف تتعامل مع من يريد تحطيمك
كيف تصبح مستمعًا جيدًا
بما أنك ادركت الفرق بين السمع وبين الإنصات، فإن هذه النصائح سوف تساعدك على تحسين الإنصات لديك، وهي
- كن فضوليًا: المستمع الجيد هو شخص لديه رغبة حقيقة في فهم ما يقال، عندما تكون مهتمًا بمهارات الاستماع، سوف تكون مهتمًا اكثر في الاستماع لما يقوله الآخرون، بدلًا من التركيز على صياغة ردك.
- طرح اسئلة جيدة: هذه النصيحة يمكن ان تكون خادعة، خاصةً في حال لم يكن لديك فكرة حول تعريف السؤال الجيد، وفي حال كنت اردت ان تكون مستمعًا جيدًا، يجب ان تتجنب طرح الاسئلة التي تكون اجوبتها بنعم ام لا، بدلًا من ذلك، يجب التركيز على طرح الاسئلة التوضيحية، لان الشخص عندما يقوم بالاستماع، فإن عواطفه ايضًا تكون مشاركة في هذه المهمة، وبالتالي فهو يحتاج لاكبر قدر ممكن من المعلومات حول هذا الموضوع
- التوقف عن تأليف القصص: عندما نقوم بسماع قصة ما ونشعر ان هناك العديد من المعلومات الناقصة فيها، نقوم لسوء الحظ بملء الفراغات من القصة دون ان نطرح الاسئلة المناسبة ونتأكد من المعلومات التي اضفناها.
- تجنب الدخول في محادثة بسرعة كبيرة: لا يجب ان تكون المحادثة سريعة، عندما تتحدث مع شخص ما، لا داعي للتسرع لان ذلك يمكن ان يؤدي لحدوث الجدال.
- التركيز في المحادثة وتجنب التشتت: عندما تحاول اجراء محادثة من هذا النوع، يجب ان يكون الاستماع امرًا رئيسيًا، يجب تجنب طرح مواضيع غير ذات الصلة من اجل تشتيت الانتباه عن الموضوع المطروح، خاصةً إذا كان الموضوع المطروح صعب بعض الشيء، ومن اجل حدوث ذلك، يجب تجنب الضوضاء المحيطة والتركيز حتى ينتهي الموضوع.
- ممارسة التأمل : التأمل يساعد الشخص على التركيز بشكل اكبر، يمكن ممارسة التأمل من خلال ملاحظة الامور التي تركز عليها اثناء المحادثة، هل تركز على الشخص الذي تتحدث معه ام تركز على امر آخر، يمكن ان تعيد توجيه تركيزك للشخص الذي تتحدث معه من خلال ملاحظة الكلمات التي يستخدمها، وتعابيره الجسدية والتغيرات في صوته.