التوازن البيئي يعتمد بشكل أساسي على وجود نظام بيئي متوازن من خلال العلاقة التفاعلية بين مكونات هذا النظام،

والتي تعتمد على نظام دقيق الإخلال به يؤدي إلى توابع تطال كل مكونات النظام وتؤثر عليها، وللأسف يمثل الإنسان أسوأ العوامل المؤثرة والمخلة بهذا التوازن، فما المقصود بالتوازن البيئي؟

وما هي مكونات النظام البيئي؟
وما هي آثار الخلل في التوازن البيئي؟

ما هي مكونات النظام البيئي

يتكون النظام البيئي من مجموعة من المكونات أو العناصر البيئية والتي يمكن إجمالها في المجموعات الآتية:

العناصر أو المكونات غير الحية أو اللاحيوية،

وتمثل تلك المجموعة عددا من العناصر التي لا تنتمي للكائنات الحية مثل درجة الحرارة، الماء، الهواء، التضاريس، التربة، المعادن

ويمكن أن يدخل ضمن ذلك كمية الأمطار وكمية كل نوع من أنواع المياه،

كمية الشمس التي تتعرض لها وغيرها من العناصر غير الحية التي توجد في البيئة.

العناصر أو المكونات المنتجة، هي عبارة عن الكائنات الحية التي تعمل على إنتاج الغذاء وتمثل تلك المجموعة من المكونات أكبر المجموعات المكونة للنظام الغذائي،

فتمثل القاعدة الغذائية لباقي عناصر النظام أو بمعنى أدق إلى العناصر المستهلكة،

وتعتمد تلك المجموعة على أخذ الطاقة الشمسية كوقود يساعدها على تحويل ثاني أكسيد الكربون والأكسجين إلى سكريات، ومن أمثلتها الطحالب والبكتيريا المضيئة.

العناصر أو المكونات المستهلكة، وهي نوع من أنواع الكائنات الحية ولكنها تعتمد على غيرها من الكائنات للحصول على غذائها،

وتمثل تلك الكائنات درجة أخرى في سلسلة الغذاء حيث نجدها تنقسم إلى مجموعات فرعية

فنجد الكائنات العاشبة التي تحصل على غذائها من النباتات والأعشاب تليها الكائنات آكلة اللحوم والعاشبة وهناك الكائنات آكلة اللحوم فقط والتي تتغذى على النوعين السابقين.

العناصر أو المكونات المحللة، وتمثل نوعا من الكائنات الحية أيضًا ولكن مهمتها التخلص من النفايات وبقايا الكائنات الحية

أو بمعنى أدق إعادة تدويرها ومن أمثلتها ديدان الأرض وخنافس الروث والكثير من أنواع الفطريات والبكتيريا،

وتقوم مهمتها على تحليل تلك النفايات والبقايا إلى عناصر يسهل عودتها إلى التربة مرة أخرى وبالتالي تتغذى النباتات عليها.

من خلال عرض مكونات النظام البيئي توضح الصورة بشكل كبير أن تلك العناصر تعتمد على بعضها البعض وتتخذ شكل دائرة.

التوازن البيئي
ما هو التوازن البيئي

توسعت الدراسات العلمية في مجال البيئة بشكل كبير وبخاصة في العقود الأخيرة واختص بهذه الدراسة علم البيئة

والذي اهتم بدراسة النظم البيئي وقد عُرف النظام البيئي بأنه

(حالة من التوازن الديناميكي داخل مجتمع من الكائنات الحية حيث يظل التنوع الجيني والأنواع والنظام البيئي مستقرًا نسبيًا، ويخضع للتغييرات التدريجية من خلال التعاقب الطبيعي)،

ولكن هل تم المحافظة على هذا النظام أو هذا التوازن؟

هذا التساؤل ربما كان السبب في الاهتمام بدراسة النظم البيئة، إذ عانى النظام البيئي على مر السنوات من خلل كبير

والذي أصبح يمثل تهديدًا، فظهرت الحاجة المتزايدة لهذا النوع من الدراسة للتوصل إلى حقيقة المشكلة

ووضع الحلول لها قبل وقوع الكارثة التي تهدد بتغير مناخي عنيف يمكن أن يغير وجه الأرض أو يقضي على حياة البشر عليها.

أسباب الخلل في التوازن البيئي

يعود الخلل في التوازن البيئي إلى عدة أسباب البداية كانت مع بعض الأسباب الطبيعية،

إلا أن السبب الأساسي الذي تسبب في الإخلال بالتوازن البيئي بشكل فيه خطورة كبيرة كان الإنسان

وما حققه من طفرات صناعية كبيرة، وربما تفاقمت المشكلة منذ الثورة الصناعية الكبيرة وما صاحبها من توابع وآثار حيث تسبب ذلك في:

ارتفاع نسبة الغازات والأبخرة الضارة أو العوادم المتصاعدة من المصانع مما أثر بشكل مباشر على الهواء التربة.

ارتفاع نسبة العوادم في الجو بسبب زيادة استخدام السيارات والذي يعود إلى التطور في إنتاج السيارات وزيادة هذا الإنتاج.

الزيادة الكبيرة في أعداد السكان أو ما يعرف بالانفجار السكاني.

القضاء على الغابات سواء بالقطع أو بالحرق وهو واحد من الأسباب الحيوية التي تتسبب في الإخلال بالتوازن البيئي،

حيث تمثل الغابات فلتر النظام البيئي، كما أن القضاء على الغابات رافقه القضاء على بعض نظم الكائنات الحية الأخرى التي تعيش بها.

الرعي والصيد الجائر.
المخلفات السائلة للمصانع التي تتسبب في تلويث التربة والمجاري المائية.

آثار الخلل في التوازن البيئي

كل عامل من العوامل المسببة للإخلال بالتوازن البيئي له تأثيره فمثًلا الزيادة السكانية الكبيرة أو الانفجار السكاني

يمثل ضغطا على عناصر البيئة حيث يستهلك التربة، ويتسبب في الزحف العمراني على الغابات والتخلص منها لتوفير مكان للسكان،

وربما أبرز المخاطر هنا عدم كفاية المنتج من الغذاء لهذا العدد من السكان مما تسبب في ظهور المجاعات ويهدد بالمزيد منها.

الأبخرة والعوادم والغازات المتصاعدة من السيارات والمصانع تتسبب وبشكل مباشر في تلوث الهواء،

وكذلك تتسبب فيما يعرف بالصوبة الزجاجية أو الاحتباس الحراري الذي تسبب في رفع درجة الحرارة مما أثر على نظم الإمطار والرياح

مما يهدد بتغير مناخي عنيف خلال 10 أعوام في حال عدم وجود حل جذري.
هذا التلوث له آثاره الواضحة على الأمراض التي تصيب الناس وبخاصة أمراض الصدر والجلد، والأورام الخبيثة.

كيف تحمي التوازن البيئي

عملية حماية التوازن البيئي تعتمد على الجميع سواء أفراد أو مؤسسات أو جمعيات أو حكومات الجميع بلا استثناء فكلٌ له دور، فالأفراد عليهم الحد من استخدام ملوثات البيئة واستبدالها بما يعرف بالطاقة النظيفة، أما الحكومات فعليها دور رقابي وقانوني في إصدار قوانين تجرم عمليات الإخلال بالنظام البيئي وتطبيق العقوبات بشكل صارم على أن تكون عقوبات رادعة، والمؤسسات والجمعيات تساعد الحكومات في عمليات التوعية والتشجيع على تغيير السلوكيات ونمط الحياة المضر بالتوازن البيئي.