قال تعالى: «وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ»،
فالدعاء هو صلة العبد بربه، وهو الدرب الذي يسلكه المؤمن حتى يتقرب إلى الله تعالى، فهو وحده الذي يسمع عباده، ويجيبهم،
ويقضي حوائجهم؛ فيجب أن يحرص الإنسان على التضرع إلى الله تعالى والدعاء في السراء والضراء،
كما يجب أن يكون واثقا من استجابة الله تعالى له، قال تعالى:
«وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ»،
والمؤمن دائما ما يحتاج إلى التقرب لله تعالى بالدعاء حتى يقضي حاجته.. إليك دعاءقضاء الحاجة.
أدعية وردت عن الرسول صلى الله عليه وسلم في قضاء الحاجة
دعاء سيدنا يونس عليه السلام في بطن الحوت، حيث قال: «لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين»،
فما من عبد مسلم يدعو بهذا الدعاء في شيء إلا استجاب له الله تعالى.
الدعاء باسم الله الأعظم، فيقول الداعي: «اللهم إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، يا منان،
يا بديع السماوات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم، اللهم إني أسألك الجنة، وأعوذ بك من النار».
«اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمن سواك».
«اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض فيَّ حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم سميت به نفسك،
أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك،
أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي».
«اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت، اللهم اقض حاجتي، واستجب دعائي».
«اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء
بيدك الخير إنك على كل شيء قدير،
يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، تعطيهما من تشاء، وتمنع منهما من تشاء،
اللهم اقض حاجتي وارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك».
عن أبيّ رضي الله عنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب ثلثا الليل قام فقال:
«يا أيها الناس، اذكروا الله،
اذكروا الله، جاءت الراجفة تتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه، جاء الموت بما فيه»،
قال أبي: فقلت: «يا رسول الله، إني أكثر الصلاة عليك،
فكم أجعل لك من صلاتي؟» فقال: «ما شئت»، فقلت: «الربع؟»، فقال: «ما شئت، فإن زدت فهو خير لك»، فقلت: «النصف؟»، فقال:
«ما شئت، فإن زدت فهو خير لك»، فقلت: «فالثلثين؟» قال:
«ما شئت، فإن زدت فهو خير لك»، قلت: «أجعل لك صلاتي كلها؟»
قال: «إذن تكفى همك، ويغفر لك ذنبك».
«الله الله ربي لا أشرك به شيئا»؛ فعن أسماء بنت عميس أنها قالت إن النبي صلى الله عليه وسلم جمع بني عبد المطلب فقال لهم:
«إنْ نزَل بأحَدِكم هَمٌّ أو غَمٌّ أو كَرْبٌ أو سَقَمٌ أو لَأْواءُ فلْيقُلِ اللهُ ربِّي لا أُشرِكُ به شيئًا».
«اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، اللهم أصلح لي شأني، لا إله إلا أنت سبحانك».
الأوقات المستحبة لدعاء قضاء الحاجة
بين الأذان والإقامة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة».
الدعاء في جوف الليل الآخر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إلى السَّمَاءِ الدُّنْيَا
حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يقولُ: مَن يَدْعُونِي، فأسْتَجِيبَ له مَن يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَن يَسْتَغْفِرُنِي فأغْفِرَ له».
الدعاء في السجود: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء».
آخر نهار يوم الجمعة، بعد العصر إلى غروب الشمس: عَن أبي هريرة رضى الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ ذَكَرَ يَوْمَ الجُمُعَةِ، فَقَالَ:
«فِيه سَاعَةٌ لا يُوَافِقها عَبْدٌ مُسلِمٌ، وَهُو قَائِمٌ يُصَلِّي يسأَلُ اللَّه شَيْئًا، إِلاَّ أَعْطَاهُ إِيَّاه وَأَشَارَ بِيدِهِ يُقَلِّلُهَا»، متفقٌ عليه.
آداب الدعاء
الإخلاص لله تعالى وحده.
حضور القلب أثناء الدعاء.
اليقين بالإجابة، وعدم الاستعجال.
الإلحاح بالدعاء.
عدم التكلف، وخفض الصوت ما بين الجهر والمخافتة.
تحري أوقات الاستجابة.
الدعاء في الأماكن الشريفة.
حمد الله تعالى والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الدعاء في جميع الأحوال سواء في السراء أو الضراء.
استقبال القبلة، وأن يبدأ الداعي بالدعاء لنفسه ثم لغيره.
عدم الدعاء بإثم أو قطيعة رحم.
عدم الدعاء على المال والنفس والولد.