أسميت تجربتي مع الحمل: جرعة من الحب!
أنا متأكدة من مرور هذه الصورة عليكم من قبل، ربما واحدة مختلفة عنها ولكن بنفس المضمون.
كنت مثلكم تماماً أراها وأغض النظر عنها أو أذهب لتصفح صفحة أخرى حتى لا أفكر فيها.
لا أعلم السبب وراء رد الفعل هذا، هل هو العدد الهائل من الحقن
-والتي أخاف منها كثيراً
– أم لأن هناك طفلة جميلة نائمة بينها؟
لا أعرف، ولكن ما أستطيع قوله لكم الآن أن هذا الصورة عميقة المعاني، عاطفية ومعبِّرة لأبعد الحدود.

أسميت تجربتي مع الحمل: جرعة من الحب! 

كل واحدة من هذه الحقن هي “إبرة الإنقاذ”…
ولولاها لن أكن سعيدة وأنا أكتب هذا المقال جالسة بجانب طفلي الصغير.

أذكر اليوم الذي أخبرتني به طبيبتي عن فحص عليَّ إجراؤه في أشهر حملي الأولى (فحص Thrombophiliaيشمل فحوصات مناعية وتخثر الدم) وبما أنني كنت أقوم بإجراء فحوصات روتينية عديدة لم أعر هذا الفحص اهتمامي ولا حتى قلقت بشأنه. ولكن، عند ظهور النتائج تغيرت نظرتي تماماً، حيث أخبرتني طبيبتي أنه من الآن فصاعداً
-حتى نهاية حملي
– عليَّ أخذ حقنة مُميِّع بشكل يومي للحفاظ على صحتي وصحة الجنين.

أتذكر تماماً ما فكرت به في تلك اللحظة: “يا إلهي! سيطول بنا هذا الأمر وعليَّ تقبله!”.

وهذا ما حدث، ذهبت إلى المستشفى في اليوم التالي والذي تلاه لمدة شهر تقريباً حتى أدركت أن هذه الطريقة غير عملية بتاتاً، خاصة أنني أصبحت أصل متأخرة إلى عملي كل صباح، بما أن عليَّ أخذ الجرعة في نفس الوقت كل يوم!
وكيف أن زوجي اضطر لتعلم طرق حقن الإبر ليوفر علينا بعض الوقت! استمر الوضع بهذا الشكل لمدة شهرين حتى اضطررت للسفر لوحدي بدون زوجي، هنا بدأ التوتر كيف سأتدبر أمري؟

ماذا سأفعل الآن؟

أود أن أذكركم بأنني أكره الإبر وأخاف من الصوت الذي تصدره عند حقنها (عندما تكره الإبر، يمكنك سماع صوتها، ثقوا بي!).

أنا وزوجي

وكما هو متوقع، كان الحل الأمثل أن أتعلم كيفية حقن نفسي بنفسي مع بعض المساعدة من الممرضات ومشاهدة بعض الفيديوهات على الانترنت تمكنت من تعلم الطريقة الصحيحة وحقنت نفسي أكثر من ٢٠٠ إبرة

– أقول هذا وأنا كلي فخر بنفسي-.

منذ ذلك اليوم حتى يوم إدخالي إلى المستشفى للولادة كان عليَّ أخذ هذه الحقنة…”جرعة من الحب” كنت أسمِّيها، كنت وما زلت ممتنة لأنني استطعت حماية طفلي وإعطائه الفرصة
للنمو والتطور كما يحتاج خلال فترة حملي.

على الرغم من كل ما مررت به من فحوصات، إبر، حبوب، زيارات الطبيب الكثيرة، كتب الأمومة التي يتعين عليك قراءتها والوقت والمال، فسوف يمر كل هذا ويصبح تاريخًا بمجرد أن ينام طفلك بجوارك أو ترين ابتسامته.
عند عيش مثل هذه اللحظات لن تتذكري ما صرفت من مال أو عدد الليالي التي أمضيتها في البكاء، لن يهمك شيء آخر بعد الآن!

آخر يوم لي في حملي قبل الذهاب إلى المستشفى للولادة

لا تفكري بأن الأمومة تبدأ بقول طفلك لكلمة ” ماما ” أو يوم التحاقه بالمدرسة بل تبدأ الأمومة عند معرفتك بحملك، عندما يعانقك هذا الشعور ويجعلك تعدينه بأنك ستقومين على حمايته وبذل ما في وسعك لتجعليه طفلاً سعيداً، تلك اللحظة هي الأمومة…
هذه هي قصتي، هذا هو السبب وراء تغيير فكري تجاه تلك الصورة وفهم كل ما يدور حولها من معانٍ وأفكار، فقط لأنني لم أفهم ما عاشته تلك الأم حتى مررت بمثل تجربتها وتمكنت من استيعاب كل ما مرَّت به.