هل تراودك الأفكار المقلقة، التي تدفعك دائما إلى الاهتمام بالنظافة بصورة مبالغة، خوفا من الجراثيم والأمراض؟
ربما تحتاج إذن إلى معرفة بعض الأمور عن وسواس النظافة، الذي نكشف الآن عن علامات الإصابة به وأسبابه وكذلك كيفية علاجه.
أعراض وسواس النظافة
يعاني الشخص المصاب بما يعرف باسم وسواس النظافة، من بعض الأعراض التي تؤثر بالسلب على نشاطات الحياة المختلفة،
حيث يؤدي هوسه بنظافته وبنظافة الأشياء من حوله خوفا من الجراثيم، إلى شعوره بالقلق والتوتر عند إحساسه بتعرضه لجرثومة أو شيء من هذا القبيل.
تنتاب المصاب بهذا الشكل من أشكال الفوبيا، أفكار تتعلق باحتمالية الإصابة بمرض ما ناتج عن التعرض لجراثيم،
عند التواجد في أماكن يشعر بعدم نظافتها بالشكل المطلوب، فيما يبدو غير قادر على مواجهة تلك الأفكار وتشتيت ذهنه عنها.
في هذا الوقت، يؤدي وسواس النظافة بالمصاب به إلى الإحساس بالتوتر الزائد والذي ينتج عنه أعراض أخرى،
مثل سرعة نبضات القلب والتعرق وضيق النفس، علاوة على الرعشة والصداع وكذلك الشعور بالغثيان.
يتطور وسواس النظافة أحيانا إلى درجة تمنع المصاب به من إتمام نشاطات حياته العملية والاجتماعية بالشكل المطلوب،
ذلك حين يضطر على سبيل المثال إلى مغادرة مكان ما لشعوره بأنه غير ملائم أو عندما ينصب تركيزه
على كيفية تنظيف شيء ما بدرجة تشتت تفكيره، ليؤدي ذلك إلى المعاناة من الوسواس القهري.
أسباب وسواس النظافة
تتعدد الأسباب المؤدية إلى المعاناة من الوساوس المرهقة بشكل عام، ووسواس النظافة بشكل خاص،
حيث يمكن للأزمة أن تبدأ بحادث تعرض له الشخص في سن صغير يتعلق بالجراثيم، ليؤدي إلى صدمة وخوف دائم منها.
كذلك يؤدي اتباع أساليب صحية وتنظيفية بدرجة مبالغة منذ الصغر، إلى تحولها في ذهن الشخص إلى هوس
مع مرور السنوات، علما بأن كيمياء المخ تلعب دورا مهما في تحديد مدى التأثر بتلك الأفكار.
من الوارد أن يعاني الشخص من هوس النظافة بصورة وراثية، حيث تعني معاناة شخص آخر في الأسرة
مثل الأب أو الأم من فوبيا النظافة أو من أي اضطراب يتعلق بالقلق، إلى زيادة فرص إصابة الأبناء أو أحدهم بهذا الهوس المتعلق بالتنظيف.
الفارق بين وسواس النظافة والقلق الطبيعي
يرى خبراء الصحة أنه في ظل ضرورة حرص البشر جميعا على أخذ الاحتياطات اللازمة، التي تقلل من فرص الإصابة بشتى أنواع الأمراض المنتشرة،
مثل البرد والإنفلونزا، فإنه يجب التفرقة بين هذا الحرص المطلوب وبين القلق الزائد الذي يتحول إلى هوس النظافة.
يشير الأطباء إلى أن الخوف من الجراثيم والأمراض يصبح مضرا بالإنسان، عندما يدفعه إلى التفكير مطولا قبل اتخاذ قرار زيارة شخص ما أو التواجد في مكان معين.
كذلك يصبح الأمر في نطاق المرض النفسي، عندما يدرك الشخص أن الخوف من الجراثيم أو وسواس النظافة
هو أمر غير طبيعي أو اعتيادي، لكنه على الرغم من ذلك يفشل في كل مرة يسعى فيها إلى مقاومة تلك الأفكار التي تسيطر على الذهن بسهولة شديدة.
ينصح بزيارة الطبيب النفسي فور التأكد من المعاناة من وسواس النظافة،
الذي يدفع المصاب في كثير من الأحيان إلى أخذ بعض الاحتياطات التي تجعله يشعر أمام الآخرين بأنه غير متزن على الصعيد النفسي.
نصائح علاجية
العلاج من الوساوس والأفكار السلبية بشكل عام، ومن وسواس النظافة على وجه التحديد، يتطلب التحرك
في أكثر من اتجاه واحد، حيث ينصح في البداية بزيارة الطبيب النفسي، القادر على تحديد مدى التأثر بهذا الهوس،
وبالتالي تحديد إمكانية العلاج عبر جلسات العلاج المعرفي السلوكي، والتي تتضمن تعلم بعض المهارات التي يمكن تطبيقها عند الإحساس بالخوف من الجراثيم،
مع احتمالية مواجهتها وجها لوجه خلال تلك الجلسات لمقاومة الإحساس بالقلق حينها.
وفي وقت يمكن فيه لجلسات العلاج النفسي أن تصبح كافية من أجل علاج أشكال الفوبيا المختلفة،
فإن الحصول على بعض الأدوية العلاجية ممكن أيضا من أجل مواجهة أعراض القلق التي تنتاب الشخص عند التعرض للجراثيم، وهي الأدوية التي يصفها الطبيب وفقا للحالة.
يحتاج علاج وسواس النظافة أيضا إلى اتباع المريض لبعض الخطوات بعيدا عن جلسات العلاج النفسي والأدوية العلاجية،
حيث تتضمن القيام بجلسات التأمل المريحة للذهن والأعصاب، مع الحرص على تناول الطعام الصحي
والنوم لعدد كاف من الساعات والحركة الدائمة على مدار اليوم، في ظل تجنب الحصول على الكافيين.
في الختام، يعد وسواس النظافة من أكثر أشكال الرهاب المنتشرة في العالم، إلا أن العلاج منها يعد واردا، فقط عند عرض الأزمة على الأطباء واتباع كامل النصائح.