هل يستجاب الدعاء على الآخرين حال الضجر والغضب

خطورة الغضب

يعدّ الغضب جماع الشرّ؛ لذا حذّرنا منه النبيّ -صلى الله عليه وسلم- ففي صحيح البخارين عن أبي هريرة -قال عليه الصلاة والسلام- : (أنَّ رَجُلًا قالَ للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أوْصِنِي، قالَ: لا تَغْضَبْ فَرَدَّدَ مِرَارًا، قالَ: لا تَغْضَبْ)، قال ابن التين -رحمه الله-: “جمع -صلى الله عليه وسلم- في قوله: “لا تغضب، خير الدنيا والآخرة لأن الغضب يؤول إلى التقاطع وربما آل إلى أن يؤذي المغضوب عليه فينقص ذلك من دينه”، وقد استبَّ رجلان عندَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فجعَلَ أحدُهما تَحْمَرُ عيناه وتَنْتَفِخُ أوداجُه، فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم-: (إني لأَعْرِفُ كلمةً لو قالها هذا لذَهَبَ عنه الذي يَجِدُ: أعوذُ باللهِ مِن الشيطانِ الرجيمِ، فقال الرجلُ: هل ترى بي مِن جُنونٍ ؟).

شاهد أيضاً: دعاء لقضاء الحاجة لمن اراد شيئا بشدة؟

هل الدعاء وقت الغضب مستجاب؟

هل الدعاء وقت الغضب مستجاب؟
هل الدعاء وقت الغضب مستجاب؟

من رحمة الله تعالى ولطفه وعظيم إحسانه بعباده أنّه لا يستجيب دعاء عباده إذا دعوا بالشر على أنفسهم وأهليهم، كما قال الله -تبارك وتعالى-: {وَلَوْ يُعَجِّلُ اللّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُم بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ}، قال ابن كثير -رحمه الله تعالى- في تفسيره: “يخبر تعالى عن حلمه ولطفه بعباده: أنه لا يستجيب لهم إذا دعوا على أنفسهم أو أموالهم أو أولادهم في حال ضجرهم وغضبهم، وأنه يعلم منهم عدم القصد إلى إرادة ذلك، فلهذا لا يستجيب لهم – والحالة هذه – لطفًا ورحمةً، كما يستجيب لهم إذا دعوا لأنفسهم أو لأموالهم وأولادهم بالخير والبركة والنماء”، لكن على المسلم أن يبتعد عن الغضب وعن أسبابه ودوافعه لأنّ الغضب؛ جماع الشرّ.

شاهد أيضاً: دعاء الاستغفار والتوبة من الذنب

الوقاية من أسباب الغضب

هنالك العديد من الأسباب التي تعين العبد على الوقاية من الغضب والبعد عنه وفي الآتي بيانٌ لها:

  • الاستعاذة بالله من الشيطان: قال الله -تبارك وتعالى-: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}.
  • تغيير الهيئة؛ كما أخبر بذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إذا غضِب أحدُكم وهو قائمٌ فلْيجلِسْ فإنْ ذهَب عنه الغضبُ وإلَّا فلْيضطجِعْ).
  • الوضوء، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (إن الغضبَ من الشيطانِ وإنَّ الشيطانَ خُلق من النارِ وإنما تطفأُ النارُ بالماءِ فإذا غضِب أحدُكم فليتوضَّأْ).
  • لزوم السكوت والصمت، وترك الخصامات.
  • التحلّي بتقوى الله تعالى.
  • التحلّي بالسكينة والطمأنينة وهذا إنما يتأتى؛ بالإكثار من ذكر الله تعالى، يقول الله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}.
  • النظر والوقوف عند عواقب الغضب والتأمل في نتائجه الوخيمة.
  • استحضار الأجر الكبير، ورجاء ما أعدّه الله تعالى لمن كظم غيظه، وكفّ غضبه لله تعالى، يقول الله -تبارك وتعالى-: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}.

[DISPLAY_ULTIMATE_SOCIAL_ICONS]