معركة اليرموك، هي إحدى أهم المعارك في تاريخ البشرية،

نظرا لأنها ساهمت في نشر الإسلام خارج الجزيرة العربية، بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم بنحو 4 سنوات كاملة،

وعقب تحقيق انتصار كاسح على جيش الروم الذي كان لا يقهر آنذاك، ترى ما هي أحداث تلك المعركة وما أسبابها ونتائجها الملهمة؟

تاريخ معركة اليرموك

وقعت معركة اليرموك في العام الـ15هـ وتحديدا في يوم 5 من شهر رجب، والموافق سنة 636م،

بين جيش المسلمين وجيش الروم، الذين عرفوا بجيوش الإمبراطورية البيزنطية،

حيث قاد المسلمين في البداية أبو عبيدة بن الجراح قبل أن يسلم الراية إلى «سيف الله المسلول» خالد الوليد، فيما كان هرقل هو

إمبراطور الروم في ذلك الوقت.

سطرت معركة اليرموك تاريخا جديدا للفتوحات الإسلامية، وخاصة أنها وقعت بعد وفاة النبي بـ4 أعوام،

علما بأن من بين مفارقات تلك المعركة التي انتهت بانتصار المسلمين، أنها شهدت مواجهة بين أكثر من 240 ألف مقاتل تابع لجيش الروم،

وبين 36 ألف مقاتل مسلم فقط، فيما عرفت معركة اليرموك بهذا الاسم نظرا لأنها وقعت في الأردن بالقرب من نهر اليرموك.

أسباب معركة اليرموك

يعتبر السبب الرئيسي وراء حدوث معركة الروم، هو رغبة الإمبراطورية البيزنطية في عرقلة مسيرة أبي بكر الصديق رضي الله عنه في نشر الإسلام خارج

جزيرة العرب، وتحديدا في منطقة الشام.

حينها أراد الإمبراطور البيزنطي هرقل أن يتخلص من جيوش المسلمين المنتشرة في الشام،

فجمع مئات الآلاف من الجنود للفتك بهم، إلا أن الإمدادات وصلت للجيش الإسلامي في الوقت المناسب،

بقيادة خالد بن الوليد المشهور بالذكاء الاستراتيجي، والذي حقق له الانتصار الساحق فيما بعد.

أحداث معركة اليرموك

على مدار 6 أيام، تمكن جيش المسلمين بقيادة خالد بن الوليد،

من زعزعة استقرار الأعداد الضخمة من جيش الروم، حيث اعتمد القائد المحنك على أسلوب دفاعي خاطف في البداية،

يتمثل في التراجع رويدا رويدا قبل إصابة البيزنطيين بهجوم مباغت اعتمادا على سرعة سرية الخيالة المتحركة شديدة السرعة.

استمرت المعركة لعدة أيام شهدت خسائر بالجملة لجيش الروم،

قبل أن يقرر خالد بن الوليد تغيير الاستراتيجية تماما، بحيث انقلب من الدفاع إلى الهجوم المجازف،

الذي أدى لمقتل أكثر من 70 ألف مقاتل من الروم في مقابل استشهاد حوالي 4 آلاف مقاتل مسلم.

نجح خالد بن الوليد في طريقة تقسيم المقاتلين إلى كتائب مختلفة،

إذ قام بنشرها على طول مكان المعركة، لتبدو أعداد المسلمين وكأنها تضاهي أعداد الروم،

على الرغم من أنه في الواقع لا يقترب حتى من سدس أعداد الجيش البيزنطي.

على الرغم من أن الجيش الإسلامي قد تعرض في وسط أحداث المعركة إلى بعض الخسائر المقلقة،

إذ فقد عدد من المقاتلين أبصارهم في ظل اعتماد جيوش الروم على توجيه النبال إلى أعين المسلمين،

إلا أن ذلك لم يؤثر في صلابة خالد بن الوليد رابط الجأش، والذي رفض حتى فكرة الهدنة المعروضة من قبل ماهان أحد قادة الروم،

ما زاد من ثقة المسلمين وألقى الرعب في قلوب جيش الروم، الذي مني بهزيمة لم يصدقها قادتهم لبعض الوقت.

نتائج معركة اليرموك

ربما يعتبر إدراك قائد الروم هرقل مدى شجاعة واستبسال جيوش المسلمين، هو أولى نتائج معركة اليرموك الشهيرة،

حيث فوجئ الإمبراطور الرومي بكم أعداد القتلى بين صفوف جيشه رغم ضخامة عدده في بداية المعركة، الأمر الذي دعاه إلى الانسحاب من سوريا ومن منطقة الشام بأسرها.

جاء انسحاب الروم ليمهد الطريق إذن إلى استقرار المسلمين في بلاد الشام،

من أجل المزيد من الفتوحات الإسلامية الناجحة، والتي ترتب عليها انتشار الدين الإسلامي أكثر فأكثر خارج الجزيرة العربية،

وهي إحدى النتائج الملهمة لمعركة اليرموك، التي ربما زادت أيضا من حماس المسلمين من أجل فتح مدن أخرى في الشام قبل السعي إلى الوصول لمناطق بعيدة في شمال إفريقيا.

في الختام، تعتبر معركة اليرموك واحدة من أكثر معارك المسلمين أهمية في التاريخ،

فبينما شهدت مواجهة جيش الروم الذي عرف حينها بأنه أشرس قوى عسكرية في العالم والتي لا تقهر،

في ظل عدم تكافؤ واضح في أعداد المقاتلين من الجانبين، إلا أن شجاعة المقاتلين المسلمين وذكاء القائد خالد بن الوليد، منحهم الحق في تحقيق الانتصار الكاسح،

فيما نتج عنه انتشار الإسلام خارج الجزيرة العربية على مدار عقود طويلة.