إذا كنت من هواة نظريات المؤامرة وتصدق أفلام الخيال العلمي فستكون قصة قاعدة دولسي من أكثر القصص جاذبية بالنسبة لك، وخاصة أن هناك مئات وربما من آلاف الأمريكين يصدقونها، وقد ظهرت تلك النظرية وانتشرت بقوة في منتصف القرن العشرين، وهي نفس الفترة تقريبصا التي بدأ فيها اكتشاف الفضاء وأصبحت فكرة وجود كائنات تعيش داخل نظامنا الشمسي تمثل هوس عند البعض.
تعريف قاعدة دولسي السرية
إذا زرت يومًا مدينة دولسي بنيو ميكسيكو فلن تجد سوى مجرد مدينة صغيرة تقع في الجنوب الغربي للولايات المتحدة الأمريكية يبلغ عدد سكانها أقل من 3000 نسمة، وسكانها تقريبًا بالكامل من الأمريكيين الأصليين ، والقرية بها مكتب للشئون الهندية واثنين من الكنائس ومطار صغير جدًا، ولكن وفقًا لأكثر الشائعات غرابة التي قد تسمعها طوال حياتك، فإن هذه المدينة الصغيرة هي مجرد غطاء لمنشأة عملاقة تحت الأرض تضم تجارب وتقنيات لا يمكن تصورها، وهي في الواقع عالم سري كامل تحت الأرض يعيش به الرماديون.
ووفقًا لأصحاب تلك النظرية فإن تلك القاعدة مكونة من سبعة طوابق أسفل مدينة دولسي، وهي تضم أنواع هجينة من الإنسان والحيوان وهجائن بشرية وكائنات فضائية وتقنيات متقدمة للغاية لا توجد في أي مكان، والبعض يعتقد حتى أنها كانت موقع لحروب فضائية.
تعود المزاعم الأولى لوجود تلك القاعدة في الواقع إلى ثلاثينيات القرن الماضي، لكن الحديث والشائعات عن وجود تدخل من كائنات أجنبية بدأ يكتسب زخمًا كبيرًا في السبعينيات، عندما وثق جندي سابق في شرطة ولاية نيومكسيكو يسمى جابي فالديز حدوث تشويه غير مبرر للماشية في المنطقة، ووفقًا لصحيفة سانتا في نيوميكسو فإن فالديز صرح خلال مقابلة إذاعية أنه شاهدجنين داخل بقرة ميتة لكنه ليس جنين بقرة وأنه بدا كإنسان وقرد وضفدع وكانت مليئة بالماء وليس بها أي رأس ، كما صرح أيضًا أنه شاهد أجسام طائرة مجهولة.
أيضًا ادعى ضابط شرطة سابق في دولسي يدعى تيم آندرسون أنه رأى في البلدة جسمًا غامضًا وذلك في أواخر التسعينيات، وأن هذا الجسم أضاء الوادي بأكمله، واختفى في الصخور، وقد اعتقد تيم أن شخصية بيج فوت الأسطورية تسكن في بلدتهم.
لكن من بين كل تلك الادعاءات كان المهندس فيليب شنايدر هو من أكثر المدافعين عن فكرة وجود تلك القاعدة تحت دولسي.
من هو فيليب شنايدر
كان شنايدر قد ولد في 23 بريل 1947م بمستشفى بيثيسدا البحرية، وكان والداه هما أوسكار وسالي شنايدر،وكان أوسكار شنايدر قائدًا في البحرية الأمريكية، وعمل في الطب النووي وساعد في تصميم أول الغواصات النووية الأمريكية، وكان أيضًا جزء من عملية تسمى كروس روود وهي خاصة باختبار الأسلحة النووية في المحيط الهاديء بجزيرة بيكيني، وقد ادعى فيليب شنايدر أن والده كان جزءًا من تجربة فلادلفيا سيئة السمعة.
أما شنايدر فقد تخرج كمهندس جيولوجيًا، ومهندس إنشائي لكل من التطبيقات العسكرية والفضائية، وقد ساهم في بناء قاعدتين عسكريتين أمريكتين أولهما في عام 1979م بمدينة دولسي.
ولم تكن حياة شنايدر في الواقع أقل غرابة من وفاته، فخلال العامين السابقين لوفاته كان شنايدر يطوف البلاد ويلقي محاضرات عن تستر الحكومة الأمريكية والميزانية السوداء التي خصصتها لعمليات سرية وعن الأطباق الطائرة وعن معاهدة جريادا السرية التي وقعتها حكومة الولايات المتحدة عام 1954م مع الكائنات الرمادية.
ادعى شنايدر أنه قد عمل في عام 1979م في شركة موريس كيندسون وادعى أنه شارك في بناء قاعدة عسكرية عميقة تحت الأرض، موقعها دولسي بنيوميكسو بالولايات المتحدة الأمريكية،وفي الوقت الذي التحق فيه فيليب بالعمل كانوا قد حفروا أربعة حفر عميقة في الأرض في عمق الصحراء، وكان من المقرر ربط تلك الحفر مع بعضها البعض بعدة أنفاق، وكانت مهمة فيليب هي النزول إلى تلك الحفر وفحص الصخور والتوصية بأنواع المتفجرات التي يمكن استخدامها لحفر الأنفاق ، وخلال الحفر قام العمال عن طريق الخطأ بفتح أحد الكهوف الكبيرة.
ولم يكن هذا الكهف كما ادعى شنايدر إلا قاعدة سرية للغرباء المعروفين باسم الرماديين، وقد تسببت تلك الحادثة في حالة فزع بين العمال بعد أن قام الرماديون بإطلاق النار عليهم من أسلحة فضائية وتسبب ذلك في مقتل 76 عامل وعسكري ممن كانوا في النفق، ونجا ثلاثة أشخاص فقط من تلك الحادثة كان من بينهم فيليب شنايدر والذي ادعى أيضًا أن الندوب الموجودة على صدره سببها تلك الأسلحة.
ومن أقوال شنايدر في إحدى محاضراته: “أحب البلد الذي أعيش فيه أكثر مما أحب حياتي ، لكنني لن أقف أمامك الآن ، وأخاطر بحياتي ، إذا لم أكن أعتقد أن الأمر يستحق ، الجزء الأول من هذا الحديث سوف يهتم بعمق القواعد العسكرية السرية والميزانية السوداء للحكومة الأمريكية، الميزانية السوداء هي ميزانية سرية يتم فيها تخصيص 25٪ من الناتج القومي الإجمالي للولايات المتحدة، وتستهلك الميزانية السوداء حاليًا 1.25 تريليون دولار سنويًا، ويستخدم هذا المبلغ على الأقل في البرامج السوداء ، مثل المعنية بالقواعد العسكرية العميقة تحت الأرض، وفي الوقت الحاضر ، هناك 129 قاعدة عسكرية عميقة تحت الأرض في الولايات المتحدة.
يبلغ متوسط عمق هذه القواعد أكثر من ميل ، ومرة أخرى هي في الأساس مدن كاملة تحت الأرض، ويتراوح حجمها جميعًا بين 2.66 و 4.25 ميلًا مكعبًا، ولديها آلات حفر بالليزر يمكنها حفر نفق بطول سبعة أميال في يوم واحد، وهذه المشاريع السوداء بعيدة عن سلطة الكونجرس ، لأنها كما نعلم غير قانونية، وفي الوقت الحالي ، يعتمد النظام العالمي الجديد على هذه القواعد.
في أحد أيام يناير 1996م اشتبه آل برات في وجود خطأ ما يحدث مع صديقه فيليب شنايدر، لعدة أيام متتالية ، ذهب آل إلى شقة فيل ، في ويلسونفيل ، أوريغون ، ورأى سيارت صديقه في موقف السيارات ، لكنه لم يتلق أي إجابة عند الباب، وأخيرًا ، في 17 يناير 1996 ، دخل آل برات مع مدير شقق Autumn Park ومحقق من مكتب عمدة مقاطعة Clackamas إلى الشقة.
في الداخل ، وجدوا جثة فيليب شنايدر، الذي يبدو أنه مات منذ خمسة إلى سبعة أيام، وفي البداية ، عزا مكتب الطبيب الشرعي في مقاطعة كلاكاماس وفاة فيليب شنايدر إلى سكتة دماغية، ومع ذلك ، في الأيام التالية ، بدأت تظهر تفاصيل مزعجة حول وفاته ، مما دفع البعض إلى الاعتقاد بأن فيليب شنايدر لم يمت من سكتة دماغية ، ولكنه في الواقع قتل.
وقد صرح أصدقائه ومن دافعوا عن نظريته أنه قد دفع حياته نتيجة لكشفه أسرار عالم سكان جوف الارض.
مدافعين أخرين عن قاعدة دولسي السرية
هناك لاعب رئيسي أخر في نظرية قاعدة دولسي وهو رجل يدعى بول بينيفتيز، وهو حاصل على الدكتوراة في الفيزياء، وكان يقيم في ألباكركي ، وقد زار دولسي في عام 1979 بعد حضور مؤتمر حول تشويه الماشية والأطباق الطائرة، وهو أيضًا كان مقتنعًا أن التشويه الذي يحدث للماشية في المنطقة، حدث نتيجة تدخل من كائنات تأتي من خارج الكوكب ، وأنه التقط إشارات إليكترونية بالقرب من دولسي، وافترض بينفيتيز أن تلك الإشارات تأتي من تحت الأرض وتتجه نحو هدف مرتفع في السماء.