ما معنى: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ}؟

قال قائلون : المراد بإضاعتها تركها بالكلية ، قاله محمد بن كعب القرظي ، وابن زيد بن أسلم ، والسدي ، واختاره ابن جرير . ولهذا ذهب من ذهب من السلف والخلف والأئمة كما هو المشهور عن الإمام أحمد ، وقول عن الشافعي إلى تكفير تارك الصلاة ، للحديث :” العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة ، فمن تركها فقد كفر ”
فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ
وقال الأوزاعي ، عن إبراهيم بن يزيد : أن عمر بن عبد العزيز قرأ : ( فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا ) ، ثم قال : لم تكن إضاعتهم تركها ، ولكن أضاعوا الوقت .
وقال الأعمش ، عن زياد ، عن أبي عياض في قوله : ( فسوف يلقون غيا ) قال : واد في جهنم من قيح ودم .
﴿فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة﴾ وإضاعتها: التفريط في واجباتها وإن كان يصليها. ابن تيميه.

شاهد أيضاً: فوائد سورة البقرة وقرأتها في المنزل

هل تعلم أن تارك الصلاة مع المجرمين في جهنم ؟

قال الله تعالى : { كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ عَنِ الْمُجْرِمِينَ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ }
ستقول لي : إن شاء الله ، لما ربنا يهديني
ثم يا أخي الله قال في كتابه : { إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ}
فإذا كان هذا جوابك ، سأقول لك : لماذا لا تجلس في بيتك وتنتظر أن يرزقك الله ؟
أليس الذي يهدي ، هو الذي يرزق ؟ أليس الهادي هو نفسه الرزاق سبحانه ؟
وأنا سأذكر لك لطيفة قرآنية بشأن الرزق في قوله تعالى : { فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ}
وفي شأن الهداية قال تعالى : {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ ۖ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ}
فجعل سبحانه ( المشي ) للرزق ، و ( الفرار ) للهداية
فهل يصح لك عندما تقرأ هذه الآيات أن تتراخى عن الصلاة وتتكاسل و تؤجل ؟ ثم تقول لما ربنا يهديني ؟!

ما معنى: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ}؟

ما معنى: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ}؟

شاهد أيضاً: كيفية الوضوء والتيمم والصلاة الصحيحة

إذاً مازال السؤال ، لماذا لا تصلي ؟

فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ
ألا تخاف من الله ؟ ألا تخشى الموت ؟ ماذا تنتظر ؟ على ماذا تبني آمالك ؟ هل تضمن أن تعيش للغد ؟ هل تضمن أن تكمل قراءة هذا النص ؟ أما تعتبر مما يجري حولك ؟ أما تعلم أن أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاة ؟ ماذا سيكون جوابك لربك حين يسألك عن الصلاة ؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إنَّ أول ما يحاسب عليه العبد الصلاة، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح ، وإن فسدت فقد خاب وخسر” [ رواه الترمذي والنسائي ] ويقول الإمام إبن القيم رحمه الله : ” ترك الصلاة تزيل النعم الحاضرة ، وتقطع النعم الواصلة”.
قال تعالى : { فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ۖ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا }
فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ.

ما معنى: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ}؟

ما معنى: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ}؟

شاهد أيضاً: كيف أصلي صلاة التراويح في المنزل ؟

تأخير الصلاة من صفات المنافقين :

﴿ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ﴾[ سورة الماعون : 4-5] بعضهم قال:﴿ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ*الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ) الذين يؤخرونها عن أوقاتها،
و بعضهم قال:الذين لا يتمون ركوعها وسجودها، يركع ولا يطمئن، ويسجد كنقر الديك،
وبعضهم قال:أي لا يقرأ بها ولا يذكر، مِن عشرين سنة يصلي بآية واحدة، لم يحفظ غيرها، لم يعُد لها معنى، بل أُفرِغت من فحواها، لكن إذا قام الإنسان ليصلي، وقد قرأ عن الصلاة، فنوّع في القراءة، احفظ من القرآن، احفظ جزء عمَّ واقرأه بالتسلسل، ولما تغيِّر السور تسمع من الله كلاماً جديداً، فهذا درس بليغ لك.
تأخير الصلاة أيها الأخوة فهي من صفات المنافقين ،
لقوله تعالى :﴿ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلاً﴾[ سورة النساء : 142] أيها الأخوة الكرام : حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، و زنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم ، و اعلموا أن ملك الموت قد تخطانا إلى غيرنا و سيتخطى غيرنا إلينا ،
فلنتخذ حذرنا ، الكيس من دان نفسه و عمل لما بعد الموت ، و العاجز من أتبع نفسه هواها و تمنى على الله الأماني .

راتب النابلسي

وفي أقوال أخرى

اختلف أهل التأويل في صفة إضاعتهم الصلاة ، فقال بعضهم : كانت إضاعتهموها تأخيرهم إياها عن مواقيتها ، وتضييعهم أوقاتها .

ذكر من قال ذلك :

حدثني علي بن سعد الكندي ، قال : ثنا عيسى بن يونس ، عن الأوزاعي ، عن موسى بن سليمان ، عن القاسم بن مخيمرة ، في قوله ( فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة ) قال : إنما أضاعوا المواقيت ، ولو كان تركا كان كفرا .

حدثنا إسحاق بن زيد الخطابي ، قال : ثنا الفريابي ، عن الأوزاعي ، عن القاسم بن مخيمرة ، نحوه .

حدثنا عبد الكريم بن أبي عمير ، قال : ثني الوليد بن مسلم ، عن أبي عمرو ، عن القاسم بن مخيمرة ، قال : أضاعوا المواقيت ، ولو تركوها لصاروا بتركها كفارا .

حدثني يونس بن عبد الأعلى ، قال : ثنا الوليد بن مسلم ، عن الأوزاعي ، عن القاسم ، نحوه . [ ص: 216 ]

حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثنا عيسى ، عن الأوزاعي ، عن إبراهيم بن يزيد ، أن عمر بن عبد العزيز بعث رجلا إلى مصر لأمر أعجله للمسلمين ، فخرج إلى حرسه ، وقد كان تقدم إليهم أن لا يقوموا إذا رأوه ، قال : فأوسعوا له ، فجلس بينهم فقال : أيكم يعرف الرجل الذي بعثناه إلى مصر؟ فقالوا : كلنا نعرفه ، قال : فليقم أحدثكم سنا ، فليدعه ، فأتاه الرسول فقال : لا تعجلني أشد علي ثيابي ، فأتاه فقال : إن اليوم الجمعة ، فلا تبرحن حتى تصلي ، وإنا بعثناك في أمر أعجله للمسلمين ، فلا يعجلنك ما بعثناك له أن تؤخر الصلاة عن ميقاتها ، فإنك مصليها لا محالة ، ثم قرأ ( فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا ) ثم قال : لم يكن إضاعتهم تركها ، ولكن أضاعوا الوقت .

حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا أبي ، عن المسعودي ، عن القاسم بن عبد الرحمن ، والحسن بن مسعود ، عن ابن مسعود ، أنه قيل له : إن الله يكثر ذكر الصلاة في القرآن ( الذين هم عن صلاتهم ساهون ) و ( على صلاتهم دائمون ) و ( على صلاتهم يحافظون ) فقال ابن مسعود رضي الله عنه : على مواقيتها ، قالوا : ما كنا نرى ذلك إلا على الترك ، قال : ذاك الكفر .

حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثنا عمر أبو حفص الأبار ، عن منصور بن المعتمر ، قال : قال مسروق : لا يحافظ أحد على الصلوات الخمس ، فيكتب من الغافلين ، وفي إفراطهن الهلكة ، وإفراطهن : إضاعتهن عن وقتهن .