هل تشعر بأن العلاقات الاجتماعية بين البشر صارت الآن أكثر هشاشة مقارنة بما كانت عليه منذ سنوات؟

ربما تسهل ملاحظة ذلك إن كنت من أبناء أجيال ولدت من نصف قرن أو أكثر،

إذ يبدو أن الأغلبية من الأجيال الأحدث قد اعتادت الأمر، والسر في عوامل مخيفة نكشف عنها في تلك السطور.

العجلة

ربما يعد استعجال كل شيء والذي يعد من سمات الأجيال الحالية، هو العامل الأول وراء عدم إتاحة الفرصة للمشاعر من أجل النمو،

بدرجة دائما ما تجعل العلاقات الاجتماعية بمن حولهم شديدة الضعف والهشاشة،

إذ يبدو أن القدرة على التضحية وتقديم الحب غير المشروط صارت من الأمور الصعبة على البشر الآن، ليفسر ذلك الأمر.

عدم وضوح الرؤية

كذلك يعد خلط الأمور وعدم وضوح الرؤية وعدم القدرة على التفرقة بين الحب والمشاعر الأخرى،

من عوامل ضعف العلاقات الاجتماعية بين البشر الآن، حيث أصبح من الوارد أن يفضل الشخص التواجد مع شخص أكثر قدرة على التسلية

وقضاء الوقت الممتع، بدلا من شخص آخر ربما يعد قادرا على تقديم الدعم والمساندة في الأوقات الصعبة، ليزيد ذلك من ضعف العلاقات وسطحيتها.

الاعتماد على التكنولوجيا

ربما تساهم التكنولوجيا كثيرا في تقريب المسافات بين البشر، إلا أنها لم تقو العلاقات الاجتماعية فيما بينهم،

بل تسببت في تسطيحها في كثير من الأحيان، نظرا لأنها حلت مكان المقابلات التقليدية وجها لوجه،

فيما بدأت تسيطر على الجلسات العادية حتى في ظل انشغال كل فرد في الإمساك بهاتفه بدلا من إجراء النقاشات،

كما كان يحدث قبل ابتكار تلك الوسائل التكنولوجية.

تشتيت القوة

بينما يفضل الشخص النمطي الآن التعرف على 100 شخص خلال ساعة واحدة، بدلا من قضاء يوم كامل مع شخص واحد،

فإن تلك الرغبة الدائمة في تكوين العلاقات دون الاهتمام بجودتها، تؤدي بنا إلى صعوبة الحصول على علاقات أكثر صدقا ومتانة،

وخاصة وأننا لا نصبح قادرين على تقديم أفضل ما لدينا للآخرين، في ظل تشتيت القوة الخاصة بنا على أشخاص لا حصر لهم.

العملية الزائدة

على الرغم من أن التمتع بالعقلية الأكثر عملية يعتبر مفيدا للفرد، إلا أن المبالغة في هذا الأمر

قد تحول صاحبها إلى شخص آلي غير قادر على تقديم مشاعر الحب لغيره، ما يفقده حينها أبسط ميزات البشر،

ويتسبب ذلك في هشاشة العلاقات الاجتماعية لديه أو ربما قطعها من الأساس.

الخوف

يؤدي انتشار تلك الوقائع والقصص التي تحكي عن فشل العلاقات العاطفية والاجتماعية عبر مواقع التواصل الاجتماعي الآن،

إلى سيطرة مشاعر الخوف على الكثيرين في وقتنا الحالي، لذا يفضل البعض تجنب الانغماس في العلاقات من البداية أملا في عدم المعاناة من خيبة الأمل، لتضعف العلاقات الاجتماعية دون شك.

عدم التقدير

في النهاية، يبدو أن العامل المؤثر وراء كل ذلك، والمؤدي إلى سوء العلاقات الاجتماعية بين البشر الآن، هو عدم تقدير تلك العلاقات وأهميتها، لتصبح النتيجة في كل الأحوال أجيالا أكثر اختلافا عن كل من سبقها.