استراتيجيات التربية والتعليم الحديثة قد أثبتت بالتجربة أنها الأفضل من بين جميع طرائق وأساليب التعليم الأخرى ، وخصوصًا أن الغالبية العظمى من هذه الاستراتيجيات تُركز بشكل كبير على تنمية المهارات العقلية والذهنية والإدراكية لدى الطلاب ؛ حتى يتم تنمية أهم الجوانب السلمية لديهم بشكل تدريجي وفعال بدلًا من الطرق التي لا تؤدي إلى استثمار عقول المتعلمين والمتدربين بشكل سليم .

استراتيجية الحقيبة التعليمية

إن استراتيجية الحقيبة التعليمية instructional packages Strategy هي عبارة عن أسلوب تعليمي يعتمد على استخدام حقائب أو رزم تعليمية بمثابة الوحدات التي تهدف بشكل أساسي إلى توجيه الطلاب إلى الإقبال على التعلم الذاتي وإتاحة الفرصة لهم من أجل ممارسة التعلم الفردي والوصول إلى المعاني والمفاهيم والمعلومات المختلفة بأنفسهم ، ودائمًا ما تتناول تلك الاستراتيجية بعض المواد المعرفية والتعليمية المتنوعة حتى تُراعي فكرة وجود فروق فردية بين المستويات التحصيلية للمتعلمين .

ودائمًا ما يتم وضع امتحانات قبلية وأخرى بعدية عند تطبيق هذه الاستراتيجية ، ويتم دعمها بالعديد من الأنشطة الصفية والوسائل التعليمية المختلفة والمتنوعة من أجل استيعاب المادة العلمية التي يتم تناولها بشكل كبير وسلس في الوقت ذاته .

مراحل استراتيجية الحقيبة التعليمية

هناك مجموعة من المراحل التي قد مرت بها استراتيجية الحقيبة التعليمية حتى تبدو بالشكل والأسلوب المتعارف عليه في يومنا هذا ، وهي تشمل ما يلي :

الصناديق الاستكشافية

وكانت تتم عبر الاعتماد على مجموعة من الصناديق أو صندوق واحد على الأقل ، وبه يتم جمع بعض المواد التعليمية المتنوعة والمتعلقة بفكرة الموضوع محل الدراسة ، ومن أبرز الأمثلة على استخدام صندوق الاستكشاف هي استخدام الصناديق المحتوية على صور وسائل النقل والمحتوية على صور الحيوانات المختلفة او مجسمات لكل منهم وهكذا .

وقد لاقت تلك الفكرة عدد كبير جدًا من الانتقادات نظرًا إلى أنها لا تُساعد في الحصول على فائدة تعليمية حقيقية للطلاب وتمثل إهدار للوقت فقط دون فائدة ، ولذلك ؛ كانت هناك مطالب كبيرة بتطوير هذه الاستراتيجية أو إلغاء استخدامها كليًا .

الوحدات المتقابلة

أما الوحدات المتقابلة أو وحدات التقابل ؛ فهي تضم أيضًا صندوق او عدة صناديق يحتوي كل منهم على بعض المواد التعليمية المتنوعة والتي تختلف اختلافًا كبيرًا عن الفكرة السابقة ، لأنها ضم مجموعة من الأشياء المتقابلة والمتنوعة سواء صور أو وسائل تعليمية أخرى وقد يكون بينها بعض الروابط وقد تكون متقابلة.

الوحدات المتقابلة المصغرة

وهي فكرة منبثقة من الفكرة السابقة ، وهي تضم مجموعة متنوعة من الأشياء أيضًا ولكن عبر وسيلة توضيحية واحدة داخل الصندوق سواء الصور أو مقاطع الفيديو أو المجسمات و غيرهم .

الحقائب التعليمية

ومع ذلك ؛ لاقت الأفكار السابقة سيل كبير من الانتقادات ، إلى أن توصل الخبراء والتربويين من التوصل إلى طريقة التعليم عبر الحقائب التعليمية التي تهدف في الأساس إلى تقديم صورة من صور التعلم الذاتي الذي من شأنه أن يراعي الميول والفروق الفردية والمهارات التي يتمتع بها كل متعلم ، ونظرًا إلى الصدى والتأثير الإيجابي للحقائب التعليمية ؛ فهي لا تزال تستخدم في الكثير من الدور التعليمية حتى اليوم .

خصائص استراتيجية الحقائب التعليمية

هناك مجموعة من الخصائص الهامة التي تأتي بها الحقائب التعليمية ، مثل :

-تعمل الاستراتيجية على مراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين من خلال تعزيز الرغبة في التعلم الذاتي ، وبالتالي ؛ يكون كل طالب قادر على تحديد الطريقة اسهل في التعلم في ضوء ما يمتلك من مهارات .

-تتسم أيضًا بـ (الهدفية) حيث أنها تضع هدف مُحدد لكل حقيبة تعليمية يتم تناولها بالدراسة ن وهي سمة هامة غابت عن عدد هائل من الاستراتيجيات التعليمية التي قد غلب طابع العشوائية في الأهداف عليها .

-الطالب أو المتعلم هنا هو المحور الأساسي في هذه الاستراتيجية ؛ حيث أنها تعتمد على تحفيز الطالب على أن يبحث عن العلم والمعرفة بنفسة ، وهذا من شأنه أن يعطي الطالب إحساس بالاهتمام والمسؤولية منذ صغره .

-لا تشترط استراتيجية الحقائب التعليمية وجود وسيلة تعليمية مُحددة أو أسلوب تعليمي واحد ولكنه استراتيجية مرنة متنوعة وشاملة يُمكن من خلالها استخدام أي أسلوب أو وسيلة تعليمية تكون هي الأفضل والنسب بالمتعلمين دون التأثير سلبيًا على أهداف الاستراتيجية .

-كما تتسم استراتيجية الحقائب التعليمية أيضًا بالموضوعية ؛ وتتسم بوحدة الموضوع ؛ حيث أنها تشترط أن تكون كل حقيبة تعليمية مُخصصة لموضوع أو فكرة أو درس واحد فقط ، وقد يتطلب الأمر في بعض الأوقات تقسيم الحقيبة التعليمية الواحدة إلى وحدات .

-ونظًرا إلى أن استراتيجية الحقائب التعليمية تُعتبر استراتيجية مرنة ؛ فهي قابلة للتطوير والتحسين طوال الوقت ؛ حتى تواكب أي مستجدات تلحق بالأنظمة التعليمية مع الحفاظ على الثمار الإيجابية المترتبة على استخدام الاستراتيجية طوال الوقت .

-ومن أبرز سمات استراتيجية الحقائب التعليمية كذلك ؛ أنها قابلة للتطبيق في أي مكان بسهولة فائقة ؛ حيث أنه من المتاح تطبيق الاستراتيجية داخل الصف بالمدرسة أو في المنزل أو أي بيئة أخرى يتوفر بها وسائل التعلم الذاتي .

مميزات استراتيجية الحقائب التعليمية

أما أهم مميزات استراتيجية الرزم التعليمية ؛ فهي تشمل أيضًا ما يلي :

-تُساعد على توفير بيئة تعليمية سليمة من شأنها أن تُساعد على تطوير النظام التعليمي وتخدم تحقيق أهداف المناهج الدراسية .

-يُمكن توظيف استراتيجية رزم العليم في والاستفادة منها في أي مادة دراسية بسهولة ، وهو أمر لا يتوفر في الكثير من طرائق التعليم الأخرى .

-تُساعد على احترام وتقبل وجود فروق فردية بين المتعلمين ، وتراعي أيضًا سرعة التحصيل التعليمي لدى كل طالب ، لأنه هنا من يطلع على المعلومات ويحاول فهمها بنفسه .

-تُساعد على تحقيق مبدأ تعزيز الفرصة من أجل التعاون الفعال والبناء بين الطلاب والمعلم بطريقة أخرى مختلفة كثيرًا عن الشكل التقليدي الذي يكون به المعلم مستودع معلومات ومصدر للعقاب كما هو الحال في أساليب التعليم التقليدية .

-كما قد ساعدت استراتيجية الحقائب التعليمية أيضًا على أن تقضي على بعض المشاعر السلبية التي تنتاب الطلاب وتؤثر سلبيًا على مهاراتهم الذهنية والحالة النفسية لديهم مثل الخوف والقلق الدائم من التعرض إلى العقاب والشعور بالنقص أو الفشل كما يحدث عبر طرق التعليم التقليدي .

-يقوم الطالب في ضوء استراتيجية الحقائب التعليمية بالبحث والتنقيب بنفسه عن المعلومات ؛ مما يتيح له فرصة كبيرة جدًا للتفكير والابتكار والإبداع ، ولا سيما أنه من يقوم بتحليل كل ما يحصل عليه من معلومات ويقوم بالربط فيما بينهم أيضًا .

-وهناك فائدة أخرى هامة خاصة باستراتيجية الحقائب التعليمية؛ وهي تخفيف الضغط على المكتبات المدرسية وكذلك المختبرات العلمية ، لأن الطالب هنا سوف يستخدم مصادر ووسائل أخرى متطورة وأهمها بالطبع البحث عبر شبكة الإنترنت عن المعلومات المختلفة .

-تراعي هذه الاستراتيجية تدريب الطلاب على استخدام الوسائل التقنية الحديثة التي تُعزز من الفائدة التي يحصل عليها الطالب عبر التعلم الذاتي وأهمها استخدام الأجهزة الذكية وبرامج الجوال والحاسوب ومحركات البحث من أجل الوصول إلى أهم الوسائل والأدوات التعليمية .

-ومن جهة أخرى ؛ فإن تطبيق استراتيجية الحقائب التعليمية وخصوصًا في مراحل التعليم الابتدائية والأساسية يلعب دورًا هامًا في ترسيخ مبدأ التعلم الذاتي والمستمر لكل شخص مدى الحياة ، وهذا بدوره يُساعد على خلق أجيال محبة للبحث والتعلم والاستكشاف من أجل الوصول إلى الحقائق بأنفسهم ، ومن ثم ؛ فهي تدفع الطالب إلى التحلي بصفة الرغبة في الاستزادة من العلم مدى الحياة .