دعاء (اللهم إني أسألك من الخير كله)
عن عائشة -رضي الله عنها- أنَّ رسولَ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- علَّمَها هذا الدُّعاءَ: (اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ مِنَ الخيرِ كلِّهِ عاجلِهِ وآجلِهِ، ما عَلِمْتُ منهُ وما لم أعلَمْ، وأعوذُ بِكَ منَ الشَّرِّ كلِّهِ عاجلِهِ وآجلِهِ، ما عَلِمْتُ منهُ وما لم أعلَمْ، اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ من خيرِ ما سألَكَ عبدُكَ ونبيُّكَ، وأعوذُ بِكَ من شرِّ ما عاذَ بِهِ عبدُكَ ونبيُّكَ، اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ الجنَّةَ وما قرَّبَ إليها من قَولٍ أو عملٍ، وأعوذُ بِكَ منَ النَّارِ، وما قرَّبَ إليها من قولٍ أو عملٍ، وأسألُكَ أن تجعلَ كلَّ قَضاءٍ قضيتَهُ لي خيرًا). [أخرجه ابن ماجه، صحيح]
دلالات دعاء (اللهم إني أسألك من الخير كله)
يعدّ هذا الحديث المبارك وما تضمّنه من أدعية من جوامع الكَلِم التي أوتيها النبي -صلى الله عليه وسلّم-، وفي الحديث عن عائشة -رضي الله عنها-: (أنَّ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- كان يُعجِبُه الجوامعُ مِنَ الدُّعاءِ، ويَترُكُ ما بيْنَ ذلك)، وذلك لاشتمالها على جوامع الخير وعموم الفضل وكمال الطّلب.
وفي هذا الدّعاء يعلّم النبي -صلى الله عليه وسلم- عائشة -رضي الله عنها- والأمّة من بعدها جوامع الفضل التي يحسُن بالمسلم أنْ يدعو بها ربّه -عزّ وجلّ-، حيث تضمّن مضامين هامّة، مثل تفويض العبد أمر أقداره إلى ربّه -سبحانه-؛ فيختار للمسلم أحسنه وإنْ بدا له خلاف ذلك، وفيه التجاء بالله لتيسير الأمور في الدنيا والآخرة، وليقود خطاه للخير والهدى والصلاح.
وفي الدعاء توجيه المسلم ليجعل همّته نحو الفوز بالجنّة والنّجاة من النّار، وهذا غاية المنى وأسمى المطالب، يقول -سبحانه-: (… فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ).
شاهد أيضاً: دعاء القنوت مكتوب كاملا ,, بخط كبير واضح
من أدعية جوامع الكلم المأثورة
أدعية جوامع الكَلِم المأثورة عن النبي -صلى الله عليه وسلّم- كثيرة، ومنها ما يأتي:
- (اللَّهُمَّ إنِّي أَسألُكَ خيرَ المَسألةِ، وخيرَ الدُّعاءِ، وخيرَ النَّجاحِ، وخيرَ العملِ، وخيرَ الثَّوابِ، وخيرَ الحياةِ، وخيرَ المَماتِ، وثبِّتْني وثَقِّلْ مَوازيني، وحَقِّقْ إيماني، وارفَعْ دَرجاتي، وتَقبَّلْ صلاتي، واغفِرْ خطيئتي، وأَسألُكَ الدَّرجاتِ العُلى مِنَ الجنَّةِ، اللَّهُمَّ إنِّي أَسألُكَ فَواتِحَ الخيرِ وخواتِمَه، وجوامِعَه، وأوَّلَهُ، وظاهِرَهُ وباطِنَهُ، والدَّرجاتِ العُلى مِنَ الجنَّةِ، آمينَ، اللَّهُمَّ إنِّي أَسألُكَ خيرَ ما آتِي، وخيرَ ما أَفعلُ، وخيرَ ما أَعملُ، وخيرَ ما بَطَنَ، وخيرَ ما ظَهَرَ، والدَّرجاتِ العُلى مِنَ الجنَّةِ، آمينَ، اللَّهُمَّ إنِّي أَسألُكَ أنْ تَرفَعَ ذِكْري، وتَضعَ وِزْري، وتُصلِحَ أَمْري، وتُطهِّرَ قلبي، وتُحصِّنَ فَرْجي، وتُنوِّرَ لي قلبي، وتَغفِرَ لي ذَنبي، وأَسألُكَ الدَّرجاتِ العُلى مِنَ الجنَّةِ، آمينَ، اللَّهُمَّ إنِّي أَسألُكَ أنْ تُبارِكَ لي في نَفسي، وفي سَمْعي، وفي بَصَري، وفي رُوحي، وفي خَلْقي، وفي خُلُقي، وفي أَهلي، وفي مَحْيايَ، وفي مَماتي، وفي عَمَلي، وتَقبَّلْ حَسناتي، وأَسألُكَ الدَّرجاتِ العُلى مِنَ الجنَّةِ). [أخرجه الحاكم، صحيح الإسناد]
- (اللَّهمَّ إنِّي أسأَلُكَ الثَّباتَ في الأمرِ، والعزيمةَ على الرُّشدِ، وأسأَلُكَ شُكرَ نعمتِكَ وحُسنَ عبادتِكَ، وأسأَلُكَ مِن خيرِ ما تعلَمُ، وأستغفِرُكَ لِما تعلَمُ، إنَّكَ أنتَ علَّامُ الغيوبِ). [أخرجه ابن حبان في صحيحه]
- (اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لي دِينِي الذي هو عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لي دُنْيَايَ الَّتي فِيهَا معاشِي، وَأَصْلِحْ لي آخِرَتي الَّتي فِيهَا معادِي، وَاجْعَلِ الحَيَاةَ زِيَادَةً لي في كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ المَوْتَ رَاحَةً لي مِن كُلِّ شَرٍّ). [أخرجه مسلم]