تايتنك.. السفينة الأسطورية التي زعم العالم غرقها بلعنة الفراعنة
يضم العالم في جوفه وظاهره كنوزا أثرية مهيبة وتحفا فنية عديدة، ومعالم لم يقل رونقها رغم مرور الزمن،
كل منها تحوي وتحمل قصتها وأسرارها الخاصة، فوراء كل اكتشاف ومعلم حكايات ترجع لعصور بعيدة وأمكنة مختلفة،
على رأسها تلك القطع الفريدة والمعالم التاريخية المميزة في بلادنا،
صاحبة الحضارة الأعرق في التاريخ، والتي ما زالت تحتضن أشهر القطع والمعالم الأثرية في العالم.
لذلك، تعرض لكم “منتدى كنتوسه”، في شهر رمضان الكريم وعلى مدار أيامه،
حلقاتها اليومية من سلسة “قصة أثر”، لتأخذكم معها في رحلة إلى المكان والزمان والعصور المختلفة،
وتسرد لكم القصص التاريخية الشيقة وراء القطع والمعالم الأثرية الأبرز في العالم بل والتاريخ.
…
في أوائل القرن العشرين وقبل اندلاع الحرب العالمية الأولى،
خرجت بريطانيا العظمى تعلن للعالم عن انطلاق أولى رحلات سفينتها الأسطورية “تايتنك”،
الحدث الذي كان يترقبه الجميع آنذاك،
فتابع العالم أجمع لحظة تحرك السفينة الأكبر في التاريخ لبدء رحلتها الأولى من لندن إلى نيويورك،
قبل أن تنفجر الصدمة الكبرى بغرقها بعد ساعات من انطلاقها.
وقد ساد الاعتقاد -آنذاك- بأن تايتنك العملاقة هي السفينة التي لا يمكن إغراقها،
وكان لحادثة غرقها بالمحيط الأطلسي أثر وصدمة كبرى لدى الجميع،
فقد بُنيت السفينة العملاقة على أيدي أمهر المهندسين وأكثرهم خبرة بالعالم،
واستخدم في بنائها أكثر أنواع التقنيات تقدما، فكانت مزودة بأعلى معايير السلامة،
لكن سرعان ما أُثبت أنها مجرد اعتقادات فشلت بريطانيا في إثباتها بأول رحلة للسفينة التي غرقت وصدمت العالم.
اصطدمت بجبل جليدي
رغم انتشار العديد من الروايات حول أسباب غرق الأسطورة الإنجليزية،
إلا أن الرواية المعتمدة والأشهر التي سادت -آنذاك- أرجعت غرقها لارتطامها بجبل جليدي صلب بدا كمعدن مسنون،
في منتصف ليل اليوم الرابع من إبحارها، ما أدى إلى غرقها بالكامل
بعد ساعتين وأربعين دقيقة من لحظة الاصطدام، ليبتلعها المحيط في الساعات الأولى لليوم التالي.
ضحايا بالآلاف ونجاة بأعجوبة
وحملت السفينة الشهيرة والتي كانت قصتها محور فيلم من كلاسيكيات السينما العالمية،
على متنها أكثر من ألفي راكب، لم ينج منهم سوى سبعمائة فقط،
بعد غرق ما تخطى الألف ونصف، فكان عدم تزويد الباخرة بالعدد الكافي من قوارب النجاة للمسافرين
الذين كانوا على متنها، سببا رئيسيا لارتفاع عدد الضحايا، حيث احتوت السفينة
على قوارب للنجاة تكفي ما يزيد بقليل عن ألف شخص فقط،
على الرغم من أن حمولتها القصوى تبلغ ثلاثة آلاف ونصف شخص.
أسرار وأساطير وأصابع اتهام
ورغم مرور ما يتخطى قرن كامل على وقوع الحادثة الشهيرة،
لا تزال الأسرار والألغاز تحوم حول قصة غرق السفينة الإنجليزية،
التي تحدت بريطانيا العظمى بها العالم، وغرقت في رحلتها الأولى،
فشمل الغموض المحيط بغرقها قصتين غريبتين أثارتا جدلا في العالم وضجت بهما الصحافة والإعلام العالمي،
حينها، وما زالت تثيرهما في كل ذكرى مرتبطة بأسطورة إنجلترا.
رواية تنبأت بتفاصيل غرق السفينة
قبل غرق السفينة بخمسة عشر عاما، كتب المؤلف الأمريكي الشهير، مورجان روبرتس،
رواية جديدة أسماها “فيوتيليتي”، وتحدث فيها عن قصة غرق سفينة عملاقة تزن سبعين ألف طن،
ويصل طولها إلى مائتي وأربعين مترا، ولها محرك مزود بثلاث مراوح قوية، أطلق عليها اسم “تيتان”.
وتصور المؤلف أن سفينته الأسطورية تعرضت لضباب شديد
أدى إلى ارتطامها بجبل جليدي ضخم تسبب في غرقها،
فكان التشابة الكبير بين الرواية والحقيقة من المفارقات التي أثارت جدلا واسعا بالعالم بمجرد وقوع الحادثة،
بل وطريقة ارتباط الرواية بالقصة الحقيقية على أرض الواقع والدقة المتناهية التي رافقتها،
والتي وصلت لتشابه اسم السفينة الحقيقية “تيتانيك” مع سفينة مورجان “تيتان”.
وقد دفع التشابه الكبير بين الرواية والحقيقة الدول إلى بدء تحقيقات
وأبحاث علمية وعسكرية شاملة لكشف أسباب ارتباط رواية “مورجان”
وما حدث في الواقع مع “تيتانيك”، إلا أن ذلك لم يزد الأمر إلا غموضا، حيث اتضح أن الرواية
كانت وكأنها نبوءة بالحادثة الشهيرة.
لعنة الفراعنة.. أصابع الاتهام تطول ملكة مصرية
وفي نفس الحين، ساد اعتقاد، انتشر بدول الغرب والصحافة العالمية، آنذاك، ربط غرق السفينة بأسطورة “لعنة الفراعنة”،
زاعمين أن الجبل الجليدي لم يكن الجاني الوحيد في حادثة الغرق،
وإنما تسببت فيها مومياء الأميرة الفرعونية “آمن رع”، التي كانت ضمن المنقولات على ظهر السفينة الأسطورية.
فبحسب روايات بعض الأثريين وركاب السفينة الناجين، التي نشرتها
الصحف الأمريكية بما فيها “واشنطن بوست” و”ونيويورك تايمز”، كانت المومياء لأميرة فرعونية،
عاشت قبل الميلاد بخمسة عشر قرنا، ودفنت فى الأقصر، وظلت هناك حتى اُكتشفت وهُربت،
بنهاية القرن التاسع عشر إلى بريطانيا.
وروى الركاب الناجين قصة المومياء على لسان رفيقهم، ويليام ستيد،
الصحفي الإنجليزي ورائد التحقيقات الصحفية في العالم، آنذاك، التي حكاها لهم في الليلة السابقة
لحادثة غرق تايتنك، والتي غرق معها.
حوادث متتالية وكلمة السر المومياء الفرعونية
فقد ﺑﺪﺃﺕ القصة ﻓﻌﻠﻴﺎ، قبل عامين من انطلاق السفينة، ﺣﻴﻦ اﺷﺘﺮﻯ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍلإﻧﺠﻠﻴﺰﻱ
ﺩﻭﺟﻼﺱ ﻣﻮﺭﺍﻱ ﻣﻮﻣﻴﺎﺀ ﺍﻷﻣﻴﺮﺓ ﺍﻟﻔﺮﻋﻮﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺑﺎﺋﻊ ﺃﻣﺮﻳﻜﻲ ﻣﺠﻬﻮﻝ اﺳﺘﻄﺎﻉ تهريبها ﺧﺎﺭﺝ ﻣﺼﺮ،
ورغم أنه لم يكن ﻣﻘﺘﻨﻌﺎ ﺑﺎﻟﺴﻌﺮ ﺍﻟﻤﻨﺨﻔﺾ للمومياء،
لكنه ﻟﻢ ﻳﻘﺎﻭﻡ ﺭﻏﺒﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ عليها ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺴﻌﺮ ﺍﻟﺰﻫﻴﺪ،
ﻓﺎﺷﺘﺮاها ﺑﺸﻴﻚ ﻟﻢ ﻳُﺼﺮﻑ ﺃﺑﺪﺍ، ﻓﻔﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺗﻮﻓﻲ ﺍﻟﺒﺎﺋﻊ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﻓﻲ ﻇﺮﻭﻑ ﻏﺎﻣﻀﺔ،
ﻟﺘﺒﺪﺃ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻮﺍﺩﺙ ﺍﻟﻐﺎﻣﻀﺔ المتعاقبة ﺍﻷﺧﺮﻯ.
وفي ﻟﻴﻠﺔ ﺣﺼﻮﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﻣﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪﺕ ﻭﻓﺎﺓ ﺍﻟﺒﺎﺋﻊ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ،
ﺧﺮﺝ العالم الإنجليزي ﻓﻲ ﺭﺣﻠﺔ ﺻﻴﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ،
ﻓﻘﺪ اﻧﻔﺠﺮﺕ ﺍﻟﺒﻨﺪﻗﻴﺔ ﻓﻲ ﻳﺪﻩ ﺩﻭﻥ ﺳﺒﺐ ﻭﺍﺿﺢ، ﻭﺑﻌﺪ ﺃﺳﺎﺑﻴﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﻗُﻄﻌﺖ ﺫﺭﺍﻋﻪ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ،
ﻭﻟﻢ تنتهِ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻋﻨﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪ، ﻓﻘﺪ ﻣﺎﺕ اﺛﻨﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺣﻤﻠﻮﺍ ﺍﻟﻤﻮﻣﻴﺎﺀ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ
ﻣﻮﺭﺍﻱ ﻓﻰ ﻇﺮﻭﻑ ﻏﺎﻣﻀﺔ، ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺷﻌﺮ العالم ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺷﻴﺌﺎ ﻏﻴﺮ ﻋﺎﺩﻱ ﺑﺸﺄﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻮﻣﻴﺎﺀ.
ﻓﻘﺮﺭ العالم الإنجليزي ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺇﻫﺪﺍﺋﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺻﺪﻳﻘﺘﻪ،
ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺎﺗﺖ ﻭﺍﻟﺪﺗﻬﺎ ﻭﺗﺮﻛﻬﺎ ﺧﻄﻴﺒﻬﺎ في ﻧﻔﺲ ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ ﺍﻟﺬﻱ اﺳﺘﻠﻤﺖ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻤﻮﻣﻴﺎﺀ،
ﻭﻟﻢ ﻳﻤﺾ ﻳﻮﻣﻴﻦ ﺁﺧﺮﻳﻦ ﺣﺘﻰ ﻣﺎﺗﺖ نفسها ﻓﻲ ﻇﺮﻭﻑ ﻏﺎﻣﻀﺔ، ﻟﺘﻌﻮﺩ ﻣﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻤﻮﻣﻴﺎﺀ ﺇﻟﻰ العالم الإنجليزي،
ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﻣﻦ ﻳﻘﺒﻞ بالمومياء ﻓﺄﻫﺪﺍﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺘﺤﻒ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﻣﺠﺎﻧﺎ.
ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ إهدائها ﺣﻼ ﻟﻠﻤﺸﻜﻠﺔ، ﻓﻔﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ اﺳﺘﻠﻢ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻤﺘﺤﻒ ﺍﻟﻤﻮﻣﻴﺎﺀ ﻣﺎﺕ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻵﺛﺎﺭ
ﺍﻟﻤﺴﺌﻮﻝ ﻋﻦ اﺳﺘﻼﻣﻬﺎ ﺑﻤﺮﺽ ﻏﺮﻳﺐ، ﻭﻣﺎﺕ ﺃﻳﻀﺎ ﺍﻟﻤﺴﺌﻮﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﺿﺎﺕ،
ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻤﻮﺕ ﻣﺼﻮﺭ ﺍﻟﻤﺘﺤﻒ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺘﺎﺑﻮﺕ ﻭﻫﻮ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻳﻠﺘﻘﻂ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﻟﻟﻤﻮﻣﻴﺎﺀ ﺍﻟﻐﺮﻳﺒﺔ.
ﻭﻫﻨﺎ ﻗﺮﺭ ﻣﺴﺆﻭﻟﻲ ﺍﻟﻤﺘﺤﻒ ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﻣﻴﺎﺀ ﻓﺄﺭﺳﻠﻮﻫﺎ ﻛﻬﺪﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺘﺤﻒ ﻧﻴﻮﻳﻮﺭﻙ
ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻨﻮﺍ ﻋﻦ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻟﻮﻓﺎﺓ ﺍﻟﻐﺎﻣﻀﺔ، ﺣﺘﻰ ﻻﻳﺜﻴﺮ ﺍﻷﻣﺮ ﺧﻮﻑ ﻤﺴﺆﻭلي المتحف،
ﺍﻟﺬﻳﻦ اﺳﺘﻘﺒﻠﻮﺍ ﺧﺒﺮ ﺍﻟﻬﺪﻳﺔ ﺑﻔﺮﺣﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻭﺑﺎﻟﻔﻌﻞ نُقلت ﺍﻟﻤﻮﻣﻴﺎﺀ، ﻋﺎﻡ 1912،
ﺑﺴﺮﻳﺔ ﺗﺎﻣﺔ ﻋﺒﺮ السفينة العملاقة المتجهة ﺇﻟﻰ ﻧﻴﻮﻳﻮﺭﻙ،
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺄﺓ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﻋﻨﺪﻣﺎ اﺻﻄﺪﻣﺖ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺑﺠﺒﻞ ﺍﻟﺠﻠﻴﺪ، ﻟﺘﻐﺮﻕ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻭﺗﻐﺮﻕ ﻣﻌﻬﺎ ﺍﻟﻤﻮﻣﻴﺎﺀ.
مقبرة الأميرة الفرعونية بمصر تزيد مصداقية الرواية
وما زاد من مصداقية الرواية، حينها، اكتشاف علماء الآثار لتعويذة وجدت على جدران مقبرة الأميرة الفرعونية
بتل العمارنة المصرية، ذكرت ﺃﻧﻬﺎ ﺳﺘﺴﺒﺐ ﺍﻟﻨﺤﺲ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﻳﺰﻋﺠﻬﺎ،
إذ تقول: “انهض من سباتك يا أوزوريس فنظرة من عينيك تقضي على أعدائك الذين انتهكوا حرمتك المقدسة”.
زاهي حواس وحقيقة لعنة المومياء الفرعونية
من جانبه نشر الدكتور زاهى حواس، مقالة في صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، في عام 2012،
بعنوان “مومياء تيتانيك”، قال فيها: “تذكرت الشائعة الشهيرة التي أطلقت بعد سنوات من غرق السفينة،
والمقالات الكثيرة التي كتبت عن لعنة مومياء الأميرة الفرعونية، التي أغرقتها،
والتي وجدت رواجا بين الناس، حتى قيل إن السفن كانت ترفض نقل أي آثار فرعونية
إذا علمت بوجودها خوفا من لعنة الفراعنة”.
وتابع حواس: “المفاجأة الكبرى، كانت أثناء زيارتي لإلقاء محاضرة بمدينة بالفست الأيرلندية،
لأجد المومياء داخل متحف جامعتها، وقد اتضح أن المليونير الأمريكي أهدى المومياء للجامعة،
بعد أن كان يخطط لنقلها معه إلى أمريكا على متن تيتانيك في رحلتها الثانية،
وبعد أن علم بغرق الباخرة اعتقد أن نيته نقل المومياء أغرقتها، لذلك فر هاربا بنفسه، تاركا الأميرة وحيدة في أيرلندا.