اعظم سبب لدخول عباد الرحمن الجنة بعد رحمة الله

الصبر على الطاعة .
اعظم سبب لدخول عباد الرحمن الجنة بعد رحمة الله تعالى هو رحمة الله تعالى. والصبر من الصفات التي حثنا عليها وأمرنا بها ديننا كما في قول الله تعالى في سورة آل عمران (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) وكما في قول الله تعالى في سورة الفرقان (أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا) فقد ذكر الله تعالى صفة الصبر في ختام صفات عباد الرحمن وكانت هذه الصفة من أعظم الأسباب لدخول عباد الرحمن للجنة.
وقد قال ابن كثير في تفسير هذه الآية لمَّا ذكر تعالى من أوصاف عباده المؤمنين ما ذَكَرَ من هذه الصفات الجميلة، والأفعال والأقوال الجليلة، قال بعد ذلك كله: (أُولَئِكَ) : أي: المتصفون بهذه، (يُجْزَوْنَ) أي: يومَ القيامة (الغُرْفَةَ) وهي الجنة، (بِمَا صَبَرُوا) أي: على القيام بذلك. أي أن عباد الرحمن المتصفون بهذه الصفات سوف يجزون يوم القيامة الجنة بسبب صبرهم. وقد ورد ذلك في أكثر من آية من آيات القرآن الكريم كما في قول الله تعالة في سورة الإنسان (وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا).
بين الله تعالى في هذه الآيات من القرآن أن الصبر هو سبب من أسباب دخول الجنة ومن أعظم أسباب دخول الجنة أيضًا.
والصبر علاوًة على ذلك له أجر كبير في الدنيا والآخرة فالصبر دليل على كمال الإيمان وحسن الإسلام، والصبر يثمر الهداية في القلب، والصبر يثمر أيضًا محبة الله تعالى ومحبة الناس، وهو سبب من أسباب التمكين في الأرض، وهو يؤمن من الفزع الأكبر يوم القيامة.
والأجر الأكبر للصبر هو أن الصبر سبيل للفوز بالجنة والنجاة من النار إن شاء الله.

لماذا الصبر على الطاعة من أعظم أسباب دخول عباد الرحمن الجنة

للصبر ثلاثة أنواع هي

  • الصبر على طاعة الله تعالى
  • الصبر على معصية الله تعالى فلا يرتكبها
  • وكذلك الصبر على الأقدار

في الحقيقة، الصبر على الطاعة هو أفضل الأنواع الثلاثة لأن فعل الطاعة آكد من ترك المعصية، والصبر على الطاعة وعن المعصية أكمل من الصبر على الأقدار، فإن الصبر على الطاعة فيه اختيار وإيثار، أما الصبر على المصيبة فليس فيه اختيار أو إيثار وهو أمر جرى بغير اختيار العبد ولا كسب له فيه فليس له فيها حيلة غير الصبر.
ولذلك كان الصبر على الطاعة هو أعظم سبب من أسباب دخول عباد الرحمن الجنة بعد رحمة الله.

اعظم سبب لدخول عباد الرحمن الجنة هو رحمة الله

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: لا يدخل أحدكم الجنة بعمله. قالوا: ولا أنت يا رسول الله. قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله منه برحمة وفضل ووضع يده على رأسه.
وفي لفظ آخر عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من أحد يدخله عمله الجنة.
فقيل ولا أنت يا رسول الله. قال ولا أنا إلا أن يتغمدني ربي برحمة.
وقد جعل الله تعالى الأعمال الصالحة سبب من أجل نيل رحمته. أي أن دخول الجنة يكون بسبب الأعمال الصالحة لا ثمنًا له أو عوضًا عنه.
وذلك لأن نعمة واحدة من نعم الله تعالى مثل نعمة البصر أو نعمة التنفس أو نعمة النطق تفوق كل عمل من أعمال العباد فكيف بسائر نعم الله تعالى التي لا تعد ولا تحصى.
ولذلك فإن دخول الجنة يكون برحمة الله تعالى بسبب الأعمال الصالحة لأن أعمال العباد لا يعادل نعم الله عليهم فيبقى عنده تقصير في شكر نعمهم.
عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
ليس أحد يحاسب إلا هلك قالت: قلت: يا رسول الله جعلني الله فداءك،
أليس يقول الله عز وجل: (فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا).
قال: ذاك العرض يعرضون ومن نوقش الحساب هلك.
قال ابن كثير رحمه الله أي: سهلا بلا تعسير، أي: لا يحقق عليه جَميعُ دقائق أعماله؛
فإن من حوسب كذلك يهلك لا محالة.
أي أن هذا لا يعني أن الأعمال ليس لها قيمة في دخول الجنة ولكن العمل سبب من أسباب دخول الجنة التي يدخلها من يدخلها برحمة الله تعالى وذلك عند الأخذ بأسباب دخول الجنة.

من أسباب دخول عباد الرحمن الجنة

  • الإيمان والأعمال الصالحة
  • التقوى
  • طاعة الله تعالى والنبي صلى الله عليه وسلم
  • الاستقامة على دين الله
  • حسن الخلق

الإيمان والأعمال الصالحة
جاء في القرآن الكريم الإيمان كواحد من أسباب دخول الجنة وهو يأتي مقرونًا بالأعمال الصالحة حتى لا تكاد تجد ذكر للإيمان وهو سبب من أسباب دخول الجنة إلا وهو مقرون بالأعمال الصالحة.

ومفهوم الأعمال الصالحة مفهوم واسع للغاية.
قال الله تعالى في سورة البقرة (والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون)
التقوى
التقوى هي أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله.

قال الله تعالى في سورة الحجر (إن المتقين في جنات وعيون) وقال الله تعالى في سورة
آل عمران (وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين). وقال النبي صلى الله عليه وسلم (أكثر ما يدخل الناس الجنة التقوى وحسن الخلق،
وأكثر ما يدخل الناس النار الفم والفرج)
طاعة الله تعالى والنبي صلى الله عليه وسلم
قال الله تعالى في سورة الفتح (ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار ، ومن يتولى يعذبه عذابا أليما).

وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى ) قالوا يا رسول الله ومن يأبى ؟
قال (من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى).
الاستقامة على دين الله
قال الله تعالى في سورة الأحقاف (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولاهم يحزنون .

أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها جزاءا بما كانوا يعملون).
وعن سفيان بن عبد الله الثقفي قال : قلت يا رسول الله قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا بعدك . قال (قل آمنت بالله ثم استقم).
حسن الخلق
قال صلى الله عليه وسلم (أنا زعيم بيت في ربض الجنة، لمن ترك المراء وإن كان محقا، وبيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب، وإن كان مازحا، وبيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه).

قال صلى الله عليه وسلم (أكثر ما يدخل الناس الجنة تقوى الله وحسن الخلق، وأكثر ما يدخل الناس النار الفم والفرج).
وقد سئلت عائشة رضي الله عنها عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : (كان خلقه القرآن).